شعر وحكاياتعام
ﻟﻴﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ
ﺳﺎﺭﺓ ﺳﺪﺭﺍﻭﻱ /ﺗﻮﻧﺲ
ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻗﻀﻴﻬﺎ ﻣﻌﻲ
ﻟﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻦ ﺃﻣﻲ
ﻟﻢ ﺃﺣﺘﻀﻦ ﺻﻐﻴﺮﻱ
ﻟﻢ ﺃﺷﺮﺏ ﻣﻬﺪﺋﺎﺕ لأﻧﺎﻡ
ﻭ ﻟﻢ ﺃﺿﺎﺟﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ….
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺿﺎﺟﻌﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺤﺠﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎء
ﻧﺰﻋﺖ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﺍﻟﻤﺒﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﺍﺏ ..
ﻣﺴﺤﺖ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻮﻫﺖ
ﺟﺴﺪﻱ
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻨﺎﺩﻳﻨﻲ …
ﺻﻮﺕ ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ
ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻲ ﺣﻔﻴﺬﺗﻬﺎ ،
ﺻﻮﺕ ﺣﺮﻳﺘﻲ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻲ
اﻏﺘﺼﺒﺘﻬﺎ ،
ﺻﻮﺕ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻠﻲ ،
ﻭ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻧﺴﻨﻲ..
ﺇﻧﻪ ﻫﺪﻭء ﺻﺎﺧﺐ ﻭ ﻣﻔﺰﻉ
ﺃﺭﺗﺒﻚ
ﻭ ﻻ ﺃﻧﻬﺰﻡ
ﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﻭ ﺗﻜﺎﺩ
ﺗﺮﺗﺪﻳﻨﻲ .،
ﻛﻴﻒ ﺃﻛﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ؟
ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺤﻮﺍء ﻓﺨﺎﻧﺘﻨﻲ ،
ﻟﻮﺣﺖ ﻷﻣﻲ ﻓﺒﺘﺮﺕ ﻳﺪﻱ ،
ﻧﺎﺩﻳﺖ ﻃﻔﻠﻲ ﻓاﺣﺘﺮﻕ ﺻﻮﺗﻲ ،
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺸﻘﺘﻪ ﻭ ﻟﻢ
ﻳﻌﺸﻘﻨﻲ ﻳﺮﺍﻗﺼﻨﻲ ﻓﻮﻕ ﺩﺧﺎﻥ
ﺳﺠﺎﺋﺮﻩ ،
اﺣﺘﻀﻨﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓاﺣﺘﻀﻨﺘﻨﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻻ ﻓﺠﺮ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻇﻼﻡ .
ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻧﺒﻼﺝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ