كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان عبد الرحمن أبو زهرة واحد من أساطير فن التمثيل في مصر، وللأسف الشديد ورغم تميزه وإجادته وبراعته في تجسيد الشخصيات التي أداها، إلا أنه لم يكن من النجوم الذين تسلط عليهم الأضواء، ولم يكن يوما نجما أو بطلا أول لعمل من الأعمال الفنية السينمائية أو التليفزيونية أو المسرحية عدا بطولته لمسرحية زهرة الصبار.
ولو كان الفنان عبد الرحمن أبو زهرة في بلد تقدر أصحاب الموهبة والمبدعين لكتبت له خصيصا أعمال فنية، ولتصدر اسمه الأفيشات وتيترات الأفلام، لكننا للأسف الشديد لا نقدر الموهوبين ولا المبدعين ولا ننزلهم منازلهم التي يستحقونها.
فالفنان عبد الرحمن أبو زهرة المولود في 8 مارس 1934 بدمياط قدم عددا كبيرا من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والمسرحية تعد من العلامات في تاريخ الفن المصري،وجسد أدوارها تعد من الأدوار التي يجب أن يتم تدريسها لكل من يهوى فن التمثيل ويريد أن يصبح ممثلا.
والفنان عبد الرحمن أبو زهرة قدم عددا من الأعمال المسرحية التي لا تنسى للمسرح القومي مثل: المحروسة والقضية والسلمية، كما قدم عددا من الأعمال السينمائية التي أبرزت موهبته مثل: الجزيرة وأنت عمري وحب البنات وأرض الخوف والنوم في العسل وتيتة رهيبة وغيرها.
ومن أهم الأعمال التليفزيونية التي قدمها الفنان عبد الرحمن أبو زهرة مسلسل صيام صيام ومسلسل الدم والنار ومسلسل الوسية ومسلسل المشربية ومسلسل نهاية العالم ليست غدا، ولكن يبقى دور الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قدمه في مسلسل عمر بن عبد العزيز واحدا من أفضل الشخصيات الدرامية التي تم تجسيدها في تاريخ التليفزيون المصري، ورغم أن هذا الدور لم يكن دور البطولة الأول إلا أن كل من شاهد مسلسل عمر بن عبد العزيز كان ينتظر مشاهد الحجاج بن يوسف الثقفي التي برع في أدائها الفنان عبد الرحمن أبو زهرة.
كما يبقى دوره في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” خالدا ورائها في أذهان محبيه من متابعي هذا المسلسل الذي يعد من علامات الدراما المصرية. والطريف أن دور المعلم إبراهيم سردينة الذي أداه الفنان عبد الرحمن أبو زهرة في هذا المسلسل لم يستمر سوى 10 حلقات فقط أي ربع عدد حلقات المسلسل (36 حلقة)، والأطراف أنه لم يكن المرشح الأول لأداء هذا الدور، فالفنان حسن حسنى كان هو المرشح الأول لأداء هذا الدور قبل أن يكون من نصيب الفنان عبد الرحمن أبو زهرة الذي أدى الدور كأفضل ما يكون، وكان بالفعل هذا الدور هو دور عمره كما يقال، فقد تقمص الدور فعلا بكل جوارحه، وكان معظم متابعي المسلسل في حلقاته الأولى يتابعونه من أجل مشاهدة المعلم إبراهيم سردينة بل وحزن الكثيرون لوفاته في المسلسل وتمنوا لو امتد دوره للنهاية.