تقرير: كريم الخطيري
بإحترامه ووقاره ووسامته استطاع أن يخطف القلوب، ففرض نفسه علي جميع قلوبنا ملكاً متوجاً علي عرش الفن العربي
ملكاً بأعماله الهادفة ووقاره وإحترامه لنفسه وذاته ..
تلك الصفات الحميدة هي التي شكلت قصة هذا الرجل الطيب المكافح شيخ الفن المصري والعربي وفخره، “الفنان رشوان توفيق”، فاِذا أردت ان تتحدث عن الفن الحقيقي فاذكر رشوان توفيق، واذا أردت أن تتحدث عن عبق تاريخه فتكلم عن رشوان توفيق، فناناً جميلاً حقيقياً قادراً أن يطير بك لبعيد.. بعيد جداً الي حد الخيال، فمثله لا يوجد إلا خيالاً، رؤي وأحلام، فالادب والرقي أصبحا عملة نادرة جداً، افتقدهما فقراء الأدب، كم وددنا وتمنيينا وطمحنا ان تكون تلك الصفات عدوي، فيروس منتشر في كل حياتنا.
في هذا التقرير دعونا نرجع إلي الوراء إلي تراثنا وتاريخنا لنتذكر اهم المحطات الفنية والحياتيه في حياة فنانا جميلاً أضاف للفن المصري الكثير والكثير
نشأته
ولد شيخ الدراما المصرية الذي خطف الانظار من وهلة ظهوره في معهد الفنون المسرحية في حي “السيدة زينب”، بمدينة القاهرة في عام 1933، وحاز على درجة البكالوريوس في التمثيل واﻹخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل بعد التخرج في التليفزيون المصري، حيث عمل مدير استوديو ثم مساعد مخرج حيث عمل مساعد للمخرج كمال أبو العلا في برنامج “من الجاني”، ثم تقدم لاختبار المذيعين ونجح ليصبح مذيعا حتى ينطلق من الشاشة إلى مجالات فنية أوسع حيث قدم برنامج شبابي وعندما تكونت فرقة مسرح التليفزيون كان من أوائل المنضمين لها وشارك في أول مسرحية وهي شيء في صدري إخراج نور الدمرداش. ورغم مشاركاته السينمائية القليلة إلا أنه حصل على جائزة التمثيل دور ثاني لفيلم جريمة في الحي الهادئ إخراج حسام الدين مصطفى.
إنطلاقة قوية
شارك خلال هذه الفترة في بطولة عدد كبير من المسرحيات، منها: (شيء في صدري، الشوارع الخلفية، ثورة قرية، بيت الفنانين)، كما عمل كذلك مع فرقة مسرح الحكيم وفرقة المسرح الحديث وفرقة المسرح القومي. بعد سنوات طويلة من العمل المسرحي، تفرغ رشوان توفيق للعمل في الدراما التليفزيونية منذ اواخر السبعينات، ومن أشهر مسلسلاته: (أبنائي الأعزاء شكرًا، الأيام، محمد رسول الله، الشهد والدموع، الزيني بركات، لن اعيش في جلباب أبي).
وقدم للتليفزيون جميع الأدوار منها الشرير والكوميدي والصعيدي والاجتماعى والديني حتى أنه احتكر الأدوار الدينية في مسلسلات رمضان في فترة من الفترات، وتميز في أدوار الرجل الصعيدي في الضوء الشارد والليل وآخره وفي المسلسلات التاريخية كما في مسلسل سليمان الحلبي وعرض له مؤخرا أصعب قرار وامرأة فوق العادة. وشارك في مسلسل صدر عام 2010 مع أميرة العايدي وشريف منير وزيزي البدراوي بعنوان بره الدنيا.
تعلقه بوالدته وبره بها رغم رفضها التام لدخوله الوسط الفني
كان شديد التعلق بوالدته وكان برا بها…
فكان يؤكد دائماً أنه كان مرتبطا بوالدته لأنها كانت من أولياء الله الصالحين، وكان بارا بها، وأن عائلته لم تكن في رأسها أن يكون ممثلًا وكان والده موافقا لأنه يحب الفن، أما والدته فكانت لا تحبه، مشيرًا إلى أنه دخل المعهد العالي للفنون المسرحية وكان معه عبدالرحمن أبو زهرة وكان مميزًا في التمثيل الصامت.
حبه لشكري سرحان الذي كان جاره آنذاك
قال”رشوان توفيق”، أن الفنان الكبير” شكري سرحان”، كان جاره وكان أكبر منه سنًا، موضحًا أنه كان منبهرًا بأناقة شكري سرحان وهو طفل، ولكنهم أصبحوا أصدقاء وسمع نصيحته بعدم صبغ شعره.
سر لقائه بالزعيم لأول مرة
كشف الفنان رشوان توفيق كواليس أول مشهد فى حياة الزعيم عادل إمام وهو يخطو خطواته الأولى فى عالم الفن والتمثيل, مبينا ان المسرح اشتعل بالضحك بمجرد دخوله في أول عرض له.
وقال توفيق فى حوار تليفيزيوني قديم، مع بداية إنشاء التلفزيون تم تعيينه وزميلاه أحمد توفيق والفنان عزت العلايلى كمديرى استديو, واقترحوا تأسيس فرقة مسرحية من خريجى معهد الفنون المسرحية الذين يعملون بالتلفزيون على أن يتم تصوير هذه المسرحيات وعرضها بالتلفزيون وتقدموا بهذا الاقتراح لرئيس التلفزيون فأعجبت الفكرة عبدالقادر حاتم وزير الإعلام وقتها وكانت هذه الفكرة بداية نواة لتكوين مسرح التلفزيون.
وتابع رشوان توفيق قائلا: “استعان التلفزيون بالمخرج والفنان العبقرى السيد بدير، فأنشأ 3 فرق مسرحية مكونة من 45 ممثلا”.
وأضاف متحدثا عن أول مشهد فى حياة الزعيم عادل إمام قائلا: “في الموسم الثانى زاد عدد هذه الفرق إلى 7، وانضم إليها عادل إمام وصلاح السعدني واختبرهما المخرج حسين كمال”
وتابع رشوان: “كان عادل إمام عبقريا منذ صغره، وكنا نقدم مسرحية “ثورة قرية” التى كتبها عزت العلايلى بطولة عبدالبديع العربى وزوزو نبيل،، وشارك فيها عادل إمام بأول مشهد فى حياته، حيث كان يقوم بدور بياع نداغة، يحمل صينية ويرتدى جلابية وكالسون فلاحى، وكان بمجرد دخوله للمسرح تهتز القاعة بالضحك، وكان يقول فيها جملة واحدة وهى “حلاوة سمسمية بمليم الوقية” وبطريقة أداء مميزة لفتت إليه الأنظار.
يضحك توفيق قائلا: “ذكرني الزعيم عادل إمام بهذه الجملة عندما شاركت معه فى مسلسل منذ 3 سنوات فكان يرددها ويضحك”.
وأضاف: “من هذا المشهد جذب عادل إمام إليه المخرجين والمنتجين فوقع عليه الاختيار لأداء شخصية دسوقي أفندي فى مسرحية “أنا وهو وهي”.
وتابع الفنان رشوان توفيق قائلا: “من وجهة نظري فإنه لم يأتِ فنان قبل أو بعد عادل إمام يمتلك قدراته نفسها فهو فنان عبقرى ومتنوع وأداؤه عالمي”.
رفض دخول ابنته هبة رشوان مجال الفن، واختار لها الإعلام مثل بدايته
سبب عدم مشاركته في دراما رمضان
قال الفنان “رشوان توفيق”، أنه لم يشارك في أعمال درامية في شهر رمضان الماضي لأنه لم يجد دراما مناسبة له، خاصة وأن هناك أعمالا تُقدم ليست كما السابق، حيث تحمل ألفاظًا غير مناسبة للمشاهدين بدون مناقشة قضايا حقيقية كما كان يقدمها مثل أسامة أنور عكاشة، مشيرًا إلى أنه لا توجد قضية درامية حقيقية يتم تقديمها.
وتابع قائلا: “أفضل متابعة القنوات الفرنسية، وأنا لم أعتزل ولكن لا أحد يفكر في الكتابة للنجوم الكبار أدوار ثقيلة، والسينما الفرنسية لا تقوم على النجم الواحد”.
رأي النبي محمد صلي الله عليه وسلم في المنام مرتين ويقرأ كل يوم جزءاً من القرآن الكريم
قال في إحدي البرامج الحواريه منذ ثلاث سنوات أنه رأى الرسول الكريم( صلى الله عليه وسلم) مرتين في منامه، الأولى في صورة عالم أزهري يتجمع حوله مجموعة من الشباب الأزهريين، والمرة الثانية كان في بيت الله الحرام في صورة رجل سعودي كان يعطي أموالا لابنة خالته التي كانت تريد القيام بمناسك الحج، وعندما سأله عن هويته، قال إنه صاحب الفضل، عقب ذلك قام من نومه وظل يردد بعض الكلمات، قائلا ” هو ده “.
مضيفاً أنه رأى أيضا سيدنا إبراهيم قبل صلاة الفجر بدقائق، ووقتها وجد من يجلس على سجادة الصلاة، فسأله عن التوقيت، عقب ذلك شعر بمن يهمس في أذنه قائلا له “ده إبراهيم الخليل”، مشيرا إلى أنه رأى أيضا السيدة مريم العذراء، والسيد المسيح أيضا
وكشف أنه يقرأ يوميًّا جزءا من القرآن الكريم منذ سنوات طويلة وتحديدًا منذ سنة ٦٢، وروح والده جاءت في مزدلفة تشكره على الحج له.
قصة حب للتاريخ
هي واحدة من قصص الحب الملهمة التي وقعت في الوسط الفني المصري، واستمرت لأكثر من 62عاما، تلك التي جمعت الفنان المصري رشوان توفيق بزوجته التي توفيت بعد صراع استمر طويلا مع المرض.
تلك القصة التي لم يشعر بالخجل وهو يتحدث عنها بعد سنوات طويلة من الزواج، وكيف لعب القدر دروه في لقائهما معا، حينما كان يشارك في بطولة مسرحية “شهريار” بالجامعة، وأرسل دعوات إلى شقيقة تلك الفتاة من أجل حضور العرض، خاصة أن علاقة صداقة تربطها بواحدة من عائلة رشوان توفيق، وهو ما جعله يحضر الدعوات.
في ذلك اليوم لم تكن الفتاة ترغب في الذهاب بصحبة شقيقتها إلى العرض، حيث توسل إليها الجميع من أجل الذهاب واستجابت في النهاية، لكنها لم تفكر في المرور على غرفة رشوان توفيق وتحيته بعد انتهاء العرض.
إلا أن الصدفة لعبت دورها حينما استمع رشوان توفيق إلى حديث الثلاثي النسائي بعد انتهاء العرض، حيث كن يتناقشن حول الزواج، فوجد تلك الفتاة تؤكد على أنها ترغب في أن تقف إلى جوار من ستتزوجه وتتحمل معه مصاعب الطريق.
لتنطلق شرارة الحب في قلبه، وهو ما علق عليه توفيق قائلا “أراد الرحمن أن يحفظني بزواجي منها”، حيث تزوجا وهي في السابعة عشرة من عمرها وانطلقت رحلة كفاحه معها، خاصة أنه تزوج وهو مازال يدرس، وظل مقيما في منزل والده ثلاث سنوات.
واسترجع ما كان يحدث طيلة تلك السنوات حينما كان يمر بضائقة مالية، مؤكداً على أنها لم تشعره في يوم من الأيام أنه يمر بأية أزمة مالية.
مشيرا إلى أنه في الثلاث سنوات الأخيرة لم يكن يغادر منزله كي يظل إلى جوار زوجته يرعاها صحياً، وحينما كان يضطر للخروج كان يلقي بتعليماته إلى الجميع من أجل البقاء إلى جوار زوجته وعدم المغادرة.
وأرجع سبب اعتذاره عن العديد من الأعمال إلى حاجته للبقاء إلى جوارها، معلقا على ذلك قائلا “شالتني في السراء والضراء”، مؤكداً أنه كان يقول لها في سنواتها الأخيرة إنه يحبها أكثر مما كان يحبها وهي في السابعة عشرة من عمرها.
وظهر توفيق وهو يغالب دموعه في جنازة زوجته، التي عاش معها 62 عاماً قبل أن يلقي نظرته الأخيرة عليها.