بقلم / غادة عبدالله
التحلي بالطاقة الإيجابية يعتبر من أكثر الصفات التي تمنح الإنسان قبولًا بين الناس، وحبًّا للحياة وإقبالًا عليها، دون الاكتراث بما نواجهه من مشكلات ومصاعب.
حيث نقابل في حياتنا الكثير من الأشخاص، بعضهم يمر مرور الكرام ولا يترك وجوده أي أثر،والبعض الآخر نجد أننا نتذكره بكل تفاصيله، ونذكر كل ما قاله خلال الأحاديث التي دارت بيننا وبينه، ونسأل أنفسنا ترى ما الذي يجعلنا نتذكر أشخاصاً وننسى آخرين؟ فما السبب؟؟
الأجابة بكل بساطة … أن الشخص الأول كان يخبرنا دوماً بأن هناك ليل طويل ظلامه دامس، ويتمتع بالسلبية، وينظر دوماً للنصف الفارغ من الكأس، أما الشخص الثاني فكان يرى أن بعد هذا الليل فجر وشمس ستشرق، وكان شخص إيجابي يرى بأن الكأس دوماً ممتلئ نصفه هواء، ونصفه ماء.
وسوف نستعرض في هذا المقال معاً على صفات الشخصية الإيجابي؟ وكيف يمكن لأي منا أن يتحول لشخص إيجابي محب لنفسه ومن حوله؟
الشخصية الإيجابية تتمتع بصفات كثيرة تميزها عن غيرها من الأشخاص، وبشكل عام يمكن ذكر بعض من تلك الصفات فى السطور التالية:
1- هي الشخصية المنتجة في مجالات الحياة كافة حسب القدرة والإمكانية.
2- هي الشخصية المنفتحة على الحياة ومع الناس حسب نوع العلاقة.
3- يمتلك النظرة الثاقبة ويتحرك ببصيرة.
4- هي الشخصية التي توازن بين الحقوق والواجبات (أي ما لها وما عليها).
5- يمتلك أساسيات الصحة النفسية مثل:
– التعامل الجيد مع الذات.
– التعامل المتوازن مع الآخرين.
– التكيف مع الواقع.
– الضبط في المواقف الحرجة.
– الهدوء في حالات الإزعاج.
– الصبر في حالات الغضب.
– السيطرة على النفس عند الصدمات (أي القدرة على التحكم).
أقرا ايضا:
كيف تطور من نفسك لتصبح متميزاً
6- يتعامل مع المادة حسب المطلوب ولا يهمل الجانب المعنوي.
7- يتأثر بالمواقف حسب درجة الإيجابية والسلبية (أي يقيس الإيجابية بالمصلحة العامة ولا يضخم السلبية أكثر من الواقع).
8- يعمل على تطوير الموجود ويبحث عن المفقود ويعالج العقبات.
9- بنيانها المبدئية وتمتلك الثوابت الأخلاقية.
10- يحب المشاركة لتقديم ما عنده من الخير والإيجابية.
11- يفكر دائماً لتطوير الإيجابيات وإزالة السلبيات.
12- يكره الانتقام، يذم الحقد وينتقد الحسود ولا يجلس في مجالس الغيبة والنميمة.
كيف تكون شخصاً إيجابياً مقبلا على الحياة ؟
بعد كل ما ذكرناه من صفات عن الشخصية الإيجابية لا بد أن الكثيرين يتوقون الآن ليصبحوا أشخاصاً إيجابيين، فاعلين، ومنتجين في الحياة.. لذا إليكم مفاتيح الشخصية الإيجابية..
1- التأكيدات الإيجابية:
تحدث إلى نفسك بطريقة إيجابية، تحكم في الصوت الذي يتحدث إليك بداخلك. استخدم تأكيدات إيجابية بصيغة المضارع، مثل:
انا أحب نفسي، بإمكاني فعل الأمر، أشعر بالروعة، أنا شخص متحمل للمسؤولية، وهكذا…
حوالي 95% من مشاعرك تحددها الطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك، الحقيقة المحزنة أنك إذا لم تتحدث إلى نفسك بطريقة إيجابية وبناءة بشكل متعمد، فستقوم بالتفكير بشكل تلقائي في أشياء تجعلك تشعر بالتعاسة أو تسبب لك القلق والتوتر.
عقلك هو تماماً مثل الحديقة، إذا لم تزرعها بالزهور وأحطتها بالعناية، فستنمو بدلاً منها الأعشاب الضارة بدون أي تشجيع منك.
2- التصورات الإيجابية:
ربما تكون أقوى قدرة لديك هي القدرة على التخيل ورؤية أهدافك وهي تتحقق مسبقاً.
اصنع صورة واضحة ومثيرة للاهتمام لأهدافك ولحياتك المثالية، وكرر هذه الصورة في عقلك بشكل مستمر. كل التطورات الإيجابية التي تحدث في حياتك تبدأ أولا بتحسين الصورة الموجودة بداخل عقلك. فكما ترى نفسك داخلياً ستكون خارجياً.
3- أشخاص إيجابيين:
اختيارك للأشخاص الذين تحيا أو تعمل أو تتواصل معهم له التأثير الأكبر على مشاعرك ونجاحك أكثر من أي عامل آخر. قرر من اليوم أن تحيط نفسك بالأشخاص الإيجابيين والناجحين، كن مع أشخاص سعداء ومتفائلين وينوون تحقيق شيء ما بحياتهم.
تجنب الأشخاص السلبيين في جميع الحالات، فالأشخاص السلبيين هم المصدر الرئيسي للتعاسة في الحياة. أوجد حلاً لهذا الأمر من الآن فصاعداً، فلن تعاني بعدها من وجود أشخاص سلبيين يثيرون الضغوط في حياتك.
4- غذاء عقلي إيجابي:
تماماً مثلما يصبح جسدك صحياً بالدرجة التي تمنحه فيها الغذاء الصحي، كذلك عقلك يكون صحياً بالدرجة التي تغذيه “بالبروتين العقلي” بدلاً من تغذيته “بالحلوى العقلية (التفاهات)”.
اقرأ الكتب والمجلات والمقالات التعليمية والملهمة أو المحفزة. غذي عقلك بالمعلومات والأفكار التي ترفع من معنوياتك وتجعلك تشعر بالسعادة والتفاؤل وتمنحك ثقة أكبر في نفسك.
استمع إلى الاسطوانات التحفيزية والبرامج المسموعة البناءة. غذي عقلك باستمرار بالرسائل الإيجابية التي تساعدك على التفكير والأداء بشكل أفضل وتجعلك قادراً على المنافسة في مجالك.
شاهد البرامج التلفزيونة الإيجابية والتعليمية، الكورسات التي بإمكانك مشاهدتها عن طريق الانترنت، وكل الأشياء التي من شأنها زيادة معرفتك ورفع معنوياتك وتشعرك بالتفاؤل والرضى عن حياتك.
5- ممارسات وتطورات إيجابية:
يبدأ معظم الناجحين عن طريق إمكانات محدودة، أحيانا يبدأ بلا أموال على الإطلاق. تقريباً كل الثروات بدأت عن طريق بيع خدمات شخصية من نوع ما. كل الأشخاص الذين يتربعون على القمة الآن كانوا في القاع يوماً ما، وكانوا يسقطون أيضاً إلى القاع أحيانا كثيرة.
معجزة التعلم مدى الحياة والتطوير الشخصي هي أنها تأخذك من الفقر إلى الغنى، ومن البؤس إلى الترف، ومن الفشل إلى النجاح والاستقلال المالي، كما يقول جيم رون “التعليم الحكومي سوف يساعدك على العيش، التعليم الذاتي سوف يساعدك على تكوين الثروة”.
عندما تكرس نفسك للتعلم والنمو وتتحسن أفكارك نحو الأفضل وتصبح أكثر تأثيراً، سوف تتمكن من السيطرة الكاملة على مجريات حياتك، وستجد خطواتك تتسارع إلى الأمام وبسرعة لا تتوقعها.
6- عادات صحية إيجابية:
اعتني بصحتك البدنية بأكبر شكل ممكن. قرر اليوم أنك ستبلغ الثمانين أو التسعين أو حتى المائة وأنت مازلت تمارس الرياضة.
تناول الطعام الصحي الطبيعي والمغذي، تناول كل شيء بشكل متزن، نظام غذائي يعتمد على الأطعمة الطبيعية سيكون له تأثير إيجابي فوري على أفكارك ومشاعرك.
قرر أن تمارس الرياضة بانتظام، على الأقل 3 ساعات من الحركة في الأسبوع سواء كان ذلك في المشي أو الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات أو التمرين بالأدوات الرياضية في صالة الجيم. عندما تمارس الرياضة بشكل منتظم، فستشعر بأنك صرت أكثر سعادة وصحة وسيقل التوتر والضغط لديك بشكل أكبر كثيراً من شخص يجلس على الأريكة ويشاهد التلفاز طوال الليل.
احصل على قسط كافي من الراحة والاسترخاء. فأنت تحتاج إلى إعادة شحن البطاريات الخاصة بك بشكل منتظم، خاصة عندما تكون مقبلاً على فترات من الضغط والتحديات. يقول فنس لومباردي “الإرهاق يجعلنا جميعاً جبناء”.
بعض العوامل التي تهيئ لنا المشاعر السلبية في جميع الأحوال هي العادات الصحية العقيمة، الحرمان من النوم، قلة التمارين، والعمل بلا توقف. ابحث عن التوازن في حياتك.
7- توقعات إيجابية:
ممارستك للتفاؤل والتوقعات الإيجابية من أهم الطرق التي بإمكانك استخدامها لتصبح شخصاً إيجابياً ولضمان نتائج إيجابية ولنتائج أفضل في حياتك بشكل عام. توقعاتك قد تصبح تنبؤات تتحقق ذاتياً. مهما كان ما تتوقعه، مع الثقة، سيأتي إليك.
وبما أن بإمكانك التحكم في توقعاتك، فيجب عليك دائماً أن تتوقع الأفضل. توقع النجاح والشهرة وتحقيق الأهداف وصناعة حياة رائعة. عندما تستمر في توقع الأشياء الإيجابية وتتسلح بالصبر. فستكون قد مهدت الطريق لتحيا حياة رائعة مليئة بالنجاحات.