الخائنة أمينة المفتي الحلقة العاشرة.”مع الأمير الأحمر”
حكاية أشهر وأخطر جاسوسة عربية للموساد
كتب/خطاب معوض خطاب
كانت من أهم التعليمات التي وجهتها قيادات جهاز الموساد لعميلتهم في لبنان أمينة المفتي محاولة تقصي آثار “الأمير الأحمر”، وكذلك محاولة التقرب إليه ثم التعرف عليه بأي وسيلة، ومحاولة رسم صورة له في خيالها وحفظ هذه الصورة وإيصالها للموساد ليسهل على رجال الموساد التعرف عليه ثم التخلص منه بعد ذلك، والسبب أن رجال الموساد جميعا كانوا يجهلون صورته وملامح وجهه.
و”الأمير الأحمر” لقب أطلقته جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل على “علي حسن سلامة” ذلك الشاب الفلسطيني الذي يبلغ من العمر 35 عاما، والذي أصاب الإسرائيليين بالجنون بعدما قتل منهم العشرات، وهو قائد القوة 17 أو الحرس الشخصي للسيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وقائد الجناح العسكري للمخابرات الفلسطينية الذي قاد أشرس هجمات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، كما كان أحد المخططين لعملية ميونيخ بألمانيا الغربية والتي راح ضحيتها 11 إسرائيليا سنة 1972.
والمعروف أن “الأمير الأحمر” علي حسن سلامة ذلك الفتى الوسيم مفتول العضلات صاحب الجسم الممشوق كان متزوجا من إحدى بنات عائلة فلسطينية كبيرة، ولكن الأمر المثير للدهشة أنه تزوج بعدها من ملكة جمال الكون الفنانة وعارضة الأزياء المعروفة “جورجينا رزق” التي اشتركت في عدد من الأفلام السينمائية مثل فيلم “جيتار الحب” وفيلم “الملكة وأنا”.
وبمساعدة عميلها المتيم بها “مارون الحايك” استطاعت أمينة المفتي أن تتوصل للأماكن التي كان يتردد عليها الأمير الأحمر وخصوصا فندق الكورال بيتش، وهناك أشار لها تجاه شاب يجلس إلى إحدى الموائد وأخبرها أنه هو علي حسن سلامة الملقب بالأمير الأحمر، وهكذا ولأول مرة في تاريخ جهاز الموساد ترى عميلة له الأمير الأحمر رؤيا العين وترسم له صورة في خيالها.
ويوما بعد يوم كانت تراه من بعيد فتنظر أميرة المفتي ناحية علي حسن سلامة وتبتسم له لتلفت انتباهه إليها ثم تصرف نظرها بعيدا، حتى جاء يوم دخل فيه الأمير الأحمر فندق المورال بيتش، ثم توجه مباشرة إلى حيث تجلس أمينة المفتي والتي فوجئت باقترابه منها، ولكنها تمالكت نفسها وأخذت نفسا عميقا وهو يقترب من الطاولة التي تجلس عليها ثم ينحني ويرتكز بيديه على ظهر المقعد المواجه لها ثم بدأ معها حديثا طويلا.
وبعدما جلس الأمير الأحمر قبالة أمينة المفتي قدم لها نفسه على أنه رجل أعمال فلسطيني اسمه “كمال ياسين”، وقد أخبرته هي أنها طبيبة عربية قدمت لتساهم في علاج الجرحى الفلسطينيين المتواجدين بالمخيمات الفلسطينية، ثم انتهزت الفرصة دون تردد وطلبت منه وباعتباره رجل أعمال فلسطيني أن يستخدم نفوذه ويساعدها في مسعاها لعلاج الجرحى الفلسطينيين، وذلك بمنحها التصاريح اللازمة لزيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينة “صور” اللبنانية، والاطلاع على أحوال المستشفيات في جميع المخيمات الموجودة بالجنوب اللبناني.
فهل يقوم علي حسن سلامة أو “الأمير الأحمر” قائد الجناح العسكري للمخابرات الفلسطينية بمساعدة عميلة جهاز الموساد، هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله فانتظرونا.