هَواجِسُ لَوحَةٍ زَيتِيْة
بقلم لميا بانوها
أنا أمامُك كِتابٌ ناطقٌ شَغوف أنت لسماعه وفي وحدَتك كتابٌ بين يديك تغوصُ بين كلماتهِ،
وحين تَطلُبني رفيقةُ دربكَ تبدو عليِ إبتسامةٍ ساخرةٍ على جانبي شَفَتيّ تَحُولُ بيني وبين
فرحَةٍ حَلُمتُ بها طويلاً وألف سؤالٍ واستفهامٍ وتَهكمٍ على لساني ولكن ببعض قُوتي التي
بَقِيت لدي أكبحُ جَماح صوتي واندفاعي لأبدو الرقيقةُ الناعمة السِمات لأُلَخصها في
مخاوفٍ أجدُها أرقى وأخف من أسئلتي اللاذعة.
إلى أي مدى سيُفضي الإنصياع خلف كلماتك التي أخشاها فخاً ناعماً تَجْهَزُ به على فَريسَتُك
وأهابُ إحساسٌ يغمُرُني بالظنون ولا يمكنُني رفضه أو حتى التنازُل لقبُوله !
وأتحاشى إلقاء رأسي على كَتفيك لعَقد حديثٍ مُطَولٍ تأخر إنعقادهِ طويلاً حتى تُرتب أنت كل
ما هو مؤجلٌ لديك غيرُ عابئٍ بأهمية مَكنون هذا الحُضن وما يَمنَحه لي،هذا غير الإنسان
المُختبئ بداخِلَك أو الوجهُ الآخر ذي السطوة والذي أُجاهد لإستنباطه من بين ثنايا كلماتك
ولفتاتكَ وإنفعالاتِك حتى أنجو بنفسي،أفِرُ هاربةً منك، لأنني شديدة الحِرص على دوام
إفتناني بك،وأرفض خدشاٌ صغيرٌا يُغَير من لوحَةٍ زَيتِيه إقتنيتُها لَكَ حتى لا تُحَوِلُني أنت إلى
دُميةٍ تتحرك بأصابعك وتُخبِئُها بخِزانتك ويُصبح أقصىَ ما تَرنو إليه ألّا يُهَشِمُها أحد.
أنتظر الوجه الآخر بَعُدت أو قَصُرت الأيام سوف يظهر لأُدللُ لك أن هواجسي حقيقةٍ لامَفر
منها، كل مُشكِلتي معك والتي أحمّد الله عليها هي إحساسي تلك قُرون الإستشعار التي
وللأسف لم تَخذِلني يوماً، وكأنها البوصله التي تُوجِهُني دائماً صوب الخلف بإتجاهِ مِقعدٍ
بالقربِ من لوحةٍ زَيتِيه هي كل ما بَقِيت ليِ .. لَكْ.