الإعلامية “دينا قنديل” عرض علي العمل بالتمثيل ولكنني رفضت وأفتخر بالإنتماء لمدرسة ماسبيرو
حاورها خطاب معوض
حوار خطاب معوض مع نجمة ماسبيرو الإعلامية دينا قنديل
الإعلامية “دينا قنديل”: أفتخر بأنني بنت الروائي فؤاد قنديل، ولن أترك العمل بقناة النيل الثقافية
والدي الروائي فؤاد قنديل صاحب تأثير كبير علي.
والدي روائي ووالدتي خريجة فنون جميلة وجدتي لأمي أخت غير شقيقة للفنان محمد فوزي والفنانة هدى سلطان.
أفتخر بالانتماء لمدرسة ماسبيرو وبالعمل بالتليفزيون المصري.
أفتخر بأنني تتلمذت على يد العظماء ولا أنسى فضلهم علي ما حييت.
عرض علي العمل بالتمثيل ولكنني رفضت.
الإعلامي لابد أن يكون مثقفا مشاهدا جيدا لما حوله.
لابد من إعطاء الفرصة للضيف وعدم مقاطعته أو محاولة فرض الرأي عليه.
الإعلامية المثقفة الجميلة دينا قنديل، أو كما تحب دائما أن تنطق اسمها “دينا فؤاد قنديل”، واحدة من أشهر وأحب وأجمل نجمات قناة النيل الثقافية، بل والتليفزيون المصري عامة، قدمت عددا كبيرا من البرامج التليفزيونية، مثل: النشرة الجوية، وصباح الخير يا مصر، وهذه ليلتي، ومنوعات ثقافية، وغيرها من البرامج.
ووالدها هو الروائي والكاتب الراحل فؤاد قنديل صاحب عدد كبير من الأعمال الروائية، والذي نال عدد كبيرا من الجوائز والتكريمات، أبرزها حصوله على جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
ولأن الإعلامية دينا قنديل تعد واحدة من رموز قناة النيل الثقافية وواحدة ممن يهتمون بالشأن الثقافي المصري، فقد كان لمجلة “سحر الحياة” معها هذا اللقاء لنتعرف عليها عن قرب.
** من هي الإعلامية دينا قنديل؟
* بصراحة هذا السؤال من أصعب الأسئلة التي من الممكن أن توجه لي، وذلك لأنني لا أجيد ولا أحب الحديث عن نفسي، لكن ببساطة أنا إعلامية مصرية تفتخر بانتمائها للتليفزيون المصري، وتفتخر كذلك بانتمائها لأسرتها التي نشأت فيها.
كما أنني ومنذ التحاقي بالتليفزيون المصري منذ أكثر من 17 عاما وأنا أعمل بجد واجتهاد، وأشعر أن ماسبيرو هو بيتي، وأن هذا البيت له قواعد وتقاليد أساسية وراسخة وله هدف ورسالة مهمة نسعى جميعا في ماسبيرو لتحقيق هذا الهدف وهذه الرسالة، كممثلين لإعلام الدولة الذي ليس له أي أجندات خاصة اللهم إلا تقديم خدمة نفعية للمواطن والمشاهد المصري.
أظن هذا من حسن ظن من يرى في ذلك، وعن مسألة الحضور والجمال والبساطة فهي قبول من الله سبحانه وتعالى، وبالنسبة للثقافة فقد كنت حسنة الحظ بأنني ابنة الروائي والكاتب فؤاد قنديل الذي عودني على القراءة، ولأنني أؤمن أن المذيع لابد وأن يكون ملما بشيء عن كل شيء فقد كنت أقرأ في مختلف المجالات، وإن كانت الروايات وكتب النقد السينمائي تستهويني أكثر.
وبالمناسبة فقد كنت منذ بداياتي وحتى الآن كلما أنظر لعدسة الكاميرا هذه الدائرة الصماء أستحضر فيها وجه والدي الحبيب، فكنت وكأنني أخاطبه وأكلمه، لذلك تجدني أتعامل مع الكاميرا بتلقائية وكأنني أكلم والدي الحبيب.
** ألهذه الدرجة تعلقت دينا قنديل وتأثرت بوالدها؟
* تأثري بوالدي كبير للغاية،لأنه وبكل صراحة هو المكون الأساسي لشخصيتي، بمكتبته الكبيرة التي طالعت فيها صنوف مختلفة من الكتب، فقد كان يأتيني أنا وإخوتي بالروايات العالمية للناشئين لنقرأها، وهكذا كانت القراءة هي بوابتنا الأولى في التعامل مع والدي الذي كان يناقشنا فيما نقرأه.
وكنت أراقب تصرفاته طوال الوقت منذ الطفولة، كما كنت أراقب قراراته التي يأخذها في مختلف المواقف، ووالدي كان حكيما للغاية وكنت أحب فيه تأمله للأشياء وهدوءه واتزانه، وأنا بالفعل تأثرت به وأرى نفسي فيه، فقد تأثرت بطباعه وصفاته وورثت عنه أشياء كثيرة أعتز بها جدا.
** والدك هو الروائي والكاتب الراحل فؤاد قنديل، ووالدتك خريجة فنون جميلة، فهل لذلك أثر في اتجاهك للعمل بالمجال الإعلامي؟
* بالفعل أرى نفسي متأثرة بوالدي ووالدتي بدرجة كبيرة، كما أرى نفسي توليفة لأب روائي تعلمت منه حب الأدب والقراءة، وللعلم أنا أهوى كتابة القصة القصيرة، وبالنسبة لوالدتي وإن لم أرث عنها فن الرسم إلا أنني ورثت عنها العين الناقدة للفن، كيف أشاهد لوحة فنية وكيف أتأملها جيدا، وربما يكون ابني قد ورث حب الرسم عن والدتي، وللعلم فأنا كنت أعزف على آلة الكمان حتى الثانوية لعامة، كما أن أختي الكبيرة تعزف على الجيتار بينما أخي الأصغر يعزف إيقاع.
وبالفعل أستطيع أن أقول إن والدي الروائي ووالدتي خريجة الفنرن الجميلة سبب في اتجاهي للعمل الإعلامي وحبي للثقافة والفنون، وربما يكون ذلك راجعا للجينات الوراثية، فجدتي لوالدتي أخت الفنانين الكبيرين محمد فوزي وهدى سلطان من الأم.
** نعود للبدايات، متى كانت بداية التحاق الإعلامية دينا قنديل بالعمل الإعلامي؟
* البداية جاءت عبر بوابة الإذاعة المصرية، وذلك حينما اطلعت على إعلان نشر بجريدة الأهرام عن طلب الإذاعة لمذيعين جدد، وبالفعل تقدمت للاختبار وبعد مروري بعدة تصفيات على مدى شهور، والحمد لله وصلت للتصفيات النهائية ودون أي واسطة، وطلبوا من الناجحين تجهيز أوراقهم للتعاقد، ويومها وعند مغادرتي مبنى التليفزيون وجدت إعلانا عن إجراء قطاع القنوات المتخصصة لاختبارات لاختيار مذيعات جدد، فقدمت فيها والحمد لله كان لي نصيب أن أكون فردا في منظومة قطاع قنوات النيل المتخصصة وتحديدا في قناة النيل الثقافية.
** بمن تأثرت الإعلامية دينا قنديل خلال مسيرتها الإعلامية منذ بداياتها وحتى الآن؟
* ماسبيرو هو بيتي الكبير الذي يحتضني أنا وزملائي، وأنا عن نفسي أفخر بأنني تقريبا من آخر جيل تربى على يد أساتذة عظماء أثروا في وسيظل جميلهم يطوق عنقي طول العمر.
فالأستاذ محمود سلطان أعتبره الأب الروحي الذي لولاه ما كنت إعلامية، وصفاء حجازي رحمها الله هي التي أعطتني فرصة الظهور في برنامج صباح الخير يا مصر وسيظل جميلها في رقبتي.
كذلك تأثرت بالدكتور جمال الشاعر والذي أعتبره بمثابة مدرسة إعلامية تعلمت منه الكثير، كذلك الأستاذة صديقة حياتي والأستاذ صالح مهران والأستاذ عبد الله الخولي أعتبرهم من الأشخاص الفارقين في حياتي.
وكذلك أستاذي الكبير د. كمال بشر، وللعلم فقد تأثرت أيضا بالفنان الكبير محمود ياسين الذي درس لي فن الإلقاء باللغة العربية في عدة دورات.
وأنا أتمنى أن يكونوا فخورين بي وأن يعلموا أن مجهودهم الكبير معي لم يذهب سدى.
** على ذكر الفنان محمود ياسين، ألم يعرض عليك أحد أن تخوضي مجال التمثيل؟
* بصراحة حدث بالفعل، فقد كان الأستاذ الكبير أسامة أنور عكاشة صديقا مقربا لوالدي، وحينما كان يكتب الجزء الأول من مسلسل زيزينيا عرض علي القيام بدور بنت الفنانة فردوس عبد الحميد، لكنني رفضت لأنني لم أجد نفسي فيه، وبالفعل فازت بهذا الدور الفنانة منى زكي التي أصبحت إحدى نجمات الفن في مصر.
** عودة للعمل الإعلامي، لماذا اختارت الإعلامية دينا قنديل العمل في قناة النيل الثقافية؟
* الناس تعتقد أن الثقافة شيء جامد، لكنني أرى الثقافة في السلوك وفي الكلمة وفي الأداء في الحياة، وقناعاتي الشخصية أن الثقافة ليست مجرد قراءة كتاب أو مشاهدة لوحة أو متابعة فيلم سينمائي، بل هي شيء بسيط تماما من الممكن أن نمارسه دون مجهود من خلال سلوكيات وأداء وطريقة حوار، فكل فعل نفعله بشكل متحضر هو شكل من أشكال الثقافة، لهذا أفضل العمل بقناة النيل الثقافية، وهذا ما أحاول أن أوصله للناس ممن خلال عملي.
** ما هي أهم البرامج التي قدمتها الإعلامية دينا قنديل خلال مسيرتها الإعلامية؟ وما أقرب هذه البرامج إلى قلبها؟ وما هي القنوات التي عملت بها؟
* أنا لا أستطيع أن أختار أقرب البرامج لقلبي، لكنني وبفضل الله قدمت كافة أشكال البرامك منذ بداياتي منذ أكثر من 17 سنة، فقد قدمت برامج المسابقات والبرامج الحوارية والإخبارية والثقافية والسينمائية والاقتصادية، وأعتز جدا بتجربة برنامج “صباح الخير يا مصر”التي كانت بالنسبة لي تجربة فارقة ومهمة وشديدة الثراء.
ويبقى البرنامج الرمضاني “مواقف من حياة الصحابة” والذي قدمته على مدار 30 حلقة سنة 2005 من التجارب المهمة التي أثرت في جدا وأمدتني بروحانيات عالية، فقد كنا نقدم كل يوم حلقة عن واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكل صدق أتمنى تكرار تقديم هذا البرنامج الذي يعتبر تجربة شديدة الأهمية، وقد أخذت بعض المحطات العربية بعض حلقاته لتعرضها.
وبالنسبة للقنوات التي عملت بها، فقظ عملت بالقناة الأولى المصرية وقناة نايل سينما والنيل الثقافية، كما قمت بتقديم عدد من المهرجانات الفنية على المسرح وقدمت ندوات بمعرض للكتاب، كما كانت لي بعض التجارب في تليفزيون الكويت وتليفزيون الشارقة وكذلك تليفزيون البحرين.
** لماذا ترفض الإعلامية دينا قنديل العمل بالفضائيات الخاصة؟
* لأنني باختصار أعتبر نفسي بنت ماسبيرو، كما أعتبر أن ماسبيرو هو بيتي والعمل فيه شرف كبير ورسالة يقوم بها العاملون به لتقديم خدمة للمشاهد المصري بعيدا عن أي أجندات خاصة.
** بالمناسبة، ما هي في رأيك المعوقات التي تواجه الإعلام المصري؟ وكيفية مواجهتها؟
* البعض يصنفها على أنها معوقات مادية، لكنني أراها معوقات معنوية بالأساس، وللتغلب عليها لابد من تضافر جهود مؤسسات الدولة وجميع قياداتها وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية لإعادة إيقاظ وإحياء هذا الصرح الكبير ودعمه للقيام بدوره المهم.
المطلوب الإرادة أولا، ثم التقييم والمحاسبة الداخلية وتطبيق مبدإ الثواب والعقاب، وأن تكون هناك دورات تدريبية للمذيعين. فبكل صراحة انعدام الرقابة واختفاء الثواب والعقاب أفسد الإعلام المصري كثيرا.
** هل من الممكن أن توضحي لنا أكثر؟
* مع أنه من المفروض وجود رقابة ذاتية عند العاملين بالحقل الإعلامي إلا أنني أرى أنه من الضروري أن تكون هناك مشاهدة ومراقبة وعن طريقها يثاب المجيد ويكرم ويوضع اسمه في لوحة الشرف، وأما المهطئ فلابد من خضوعه للتدريب لإعادة تأهيله مرة أخرى، وهكذا فالإعلام المصري يحتاج لإرادة عليا للإصلاح وللرقابة من ناحية أخرى.
** في رأيك ما هي مواصفات الإعلامي الناجح؟ * أرى الإعلامي الناجح قارئا جيدا أي مثقفا جيدا، ومشاهدا جيدا للواقع المحيط به، يتأمله جيدا ويكون وجهة نظره مما يراه حوله.
كما أنني أرى أن الإعلامي الناجح لابد وأن يكون حياديا وموضوعيا، فأنا ضد صوت المذيع العالي ومحاولة فرض الرأي على الضيف والمشاهدين، وأحيانا يكون هذا الرأي مخطئا، كما أنني ضد فكرة استرسال المذيع ومحاولاته للحديث طوال الحلقة وعدم إتاحة الفرصة للضيف للحديث، فشهوة الكلام شيء مزعج جدا، فهذا لم نتعود عليه في مدرسة ماسبيرو، حيث تعلمنا أن فضيلة الإنصات أهم من شهوة الكلام، أولا لفهم وجهة نظر الضيف، وثانيا لمحاولة استنباط سؤال جديد من كلامه.
** لماذا لا تكون للإعلامية دينا قنديل صفحة خاصة على الفيسبوك تنشرين فيها حلقات البرامج التي تقدمينها كما يفعل البعض؟
* أنا لا أميل لهذه الأمور، فأنا أجتهد قدر طاقتي وأقوم بعملي، وعلى من يرغب في متابعتي أن يشاهد برامجي على الشاشة أو من خلال اليوتيوب،
لكنني لا أرى نفسي بهذه الأهمية ليكون لي صفحة خاصة بأعمالي وأن يكون لي متابعون، والحقيقة أنني أرى أن هذا الأمر مبالغ فيه جدا.
وللعلم فأنا ورغم عملي كمذيعة طوال هذه السنوات إلا أنني خجولة جدا في الواقع، وأستحي من كلمات الإطراء التي توجه لي ولا أعرف كيف أرد عليها، لكل ذلك أنا لا أجيد التعامل مع هذه المسألة.
** حقيقي شرفنا بحضرتك ولكن في الختام نود أن نعلم ماذا تمثل الشهرة والنجومية للإعلامية دينا قنديل؟
* أنا لا أرى نفسي مشهورة أو نجمة، وعلى المستوى الشخصي أنا لا أسعى إليها، فقط يكفيني حب الناس فهو تاج على رأسي، والحمد لله رب العالمين لأنني أجد من يذكرني ببرامج قديمة لي ويذكرني بضيوف قد أكون نسيتهم.