عصر جديد لـ ,أبو الفنون,
دينا شرف الدين تكتب
ترددت كثيراً فى الأيام الماضية على عدد لا بأس به من مسارح الدولة، ضمن فعاليات المهرجان القومى للمسرح المصرى، والذى يسدل الستار اليوم على دورته الثانية عشرة.
ولكن:
بصفتى من جيل قد حظى بمعاصرة آخر سنوات ازدهار الفنون ويقدر جيداً قيمتها وحجم تأثيرها بالمجتمع، وعندما علمت بأنها دورة مسرحية موسعة ومضاعفة يشارك بها عدد ضخم من العروض وتضم ثلاث مسابقات بدلاً من واحدة كما كان، قررت أن أشاهد العروض المسرحية المشاركة على مسارح الدولة المختلفة لاستشعارى بأننا على وشك نهضة مسرحية لاستعادة أمجاد المسرح الذى هو بحق و ليس مجرد شعار محفوظ (أبو الفنون) .
وقد كانت المفاجأة التى أحزنتنى كثيراً ودفعتنى للكتابة بهذا الموضوع ومناشدة كل مسؤول بيده الأمر، وهى:
” أن الغالبية العظمى من مسارح الدولة قد تحولت إلى شبه خرابات متهالكة معدمة لا تليق بأى شكل من الأشكال لتقديم العروض القيمة على خشباتها ولا استقبال جماهير المسرح الذى ندعو الله أن يعود لسابق عهده، فالمسرح هو الحالة الفنية الوحيدة ذات العلاقة الحية المتبادلة بين العمل الفنى والجمهور، إذ ينفرد بعملية التفاعل التى تزداد وتتجلى كلما انسجم كل طرف مع الآخر، لذا فحجم تأثيره المباشر القوى لا يتوافر فى أى شكل آخر من أشكال الفنون، فضلاً عن كونه بحق جامع لكل أشكالها .
فكيف لنا أن ندعو إلى استعادة الفن الأقوى والأكبر تأثيراً وقوة دون أن تستعد خشباته وأروقته لاستقبال فنانيه وجماهيره بالشكل اللائق بعظمته وتاريخه الذى يمتد لآلاف السنوات؟
نهاية:
أناشد وزارة الثقافة المصرية التى تتولى حقيبتها فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تبذل ما بوسعها لاستعادة الثقافة والفنون والعمل بشكل مختلف يحلق بعيداً عن الروتين والبيروقراطية المعهودة.
كما أناشد كل مسؤول بيده الأمر أن يبذل ما بوسعه لتجديد مسارح الدولة التى تهالكت بشكل لا يليق بنهضة مسرحية قادمة نتحسس خطواتها، وبناء مسارح جديدة بمواصفات مختلفة بكل محافظة وأيضاً كل مدرسة.
فالقضاء على الإرهاب والتطرف بحق يكمن فى الارتقاء بالثقافة والفنون والأذواق التى تلوثت بفعل سنوات طويلة من التجريف الثقافى والتلوث السمعى والبصرى الذى أخرج لنا أجيالاً من المتطرفين والجهال يحملون شهادات جامعية.
أتمنى أن يلاقى ندائى استجابة من أولى الأمر
وفقكم الله لما فيه خير هذا البلد الطيب