مقالات

خّــيَـــــطْ دُخَّـــَــــانْ

بعضُ الناس عاش في الدُنيا سعيداً، فّرِحاً مُبتهجاً، ومسروراً، مُتّمَرِغّاً في النِعم، والطربِ، والَنغّمِ، وبعيداً عنهُ الُحِزنِ، والألم، والأسقام، والنقّم.. وعلي مّرْ الزمان أيامٌ، تطويها أيام، تّمُر بنا مّرْ الغمام؛؛ وبّعضٌ من بني أدم يعيشُ في التمام، هُّمامٌ مِّقِدام، وغيرهُ قد يكون مّكلومٌ، بريء ومُّـتُهمّ!؛ ورغم بحرٍ من المحن، ينام، ويصحو مفُعماً بحلمٍ، لِعَل فيهِ بصيصٌ من الأمل، وتجد من هُو محبطٌ، وغضبان، من شدة الألآم، والأوهام، والآثام، يتمني الموت، الذي لا تنجو منه الأُسْد في الآجام، ولا الملوك في الآطام.
وتلقي في الحياة كاتباً، أديباً فناناً يُخط بالقلم، أجمل السطور، والجمُل، والّكَلِم، وقد تشاهدُ حبيباً مُحباً، مُتسَربلاً، مُغربلاً، جريحاً قلبهُ كسيراً، من الهوي، أضّناهُ الشوق، والهوي؛ والمُني؛ سواء كان غنياً أو فقيراً، كبيراً، أم صغيراً، وكلُهم في يومٍ من الأيام سّيُدرك، المُسَتَّدَرك، بأن العُمر يمضي ويجري بنا سريعاً كخيط دخُانٍ تطاير من بين شهاب قبسٍ أو جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ، قبل أن تُصبح رماد، وركام، وستعلمون بعد حينٍ، وبعد فوات الأوان، بأن الدُنيا لفت ودارت، وانقضت، ومضت بنا، وانفضت، وانتهت بخيرها، وشرها، بخيِّرِيَيِها، وأشّرَارِها، كمن كان يُطارد خيط دخان!.
وكثيرون هُم من كانوا بيننا، لهُم صولات، وجولات، وصولجان، ورحلوا فجأة عنا، ومنهم أنفسٌ رحلت من الدنيا وتركت طيب الأثر، وغادرت مسرعة ومرت عنا كخيط دخان، عساها الأن في حياةٍ أُخري بّرزَخَّيِه راضيةً مرضّيِة، ومن الناس أنفسٌ شيطانية إجرامية، إرهابية، عاشت حياتها في الشرٌ شّرِيرة؛ ملأت الدنيا ظلماً، ولكنهم الأن اختفوا عن الوجود كخيط دخان انتهي، وانقضي؛؛؛.
وبعد مضي قرون علي موت الإنسان يصبح طي النسيان؛ بعدما عاش عشرات السنين، وكد، واجتهد في الدنيا، وطالما تعِّب، البعض، وأكل من عرق الجبين, حتي مرض، وعاني، واشتد عليه الحنين، والانين, تم مات وفات كخيط دخان، ووري التراب, وفارق الأهل، والأموال، والأولاد، والأحباب والأصحاب، وترك أثرهُ بِعَملهُ إن خيراً، فسّيجد التكريم والنعيم؛؛ أو شراً فويلٌ لهُ من الصعاب, وبعد سنوات، وسنوات سوف يُنسي اسمنا, بعد الرحيل،، ويُدّرُس، رسَمُنا، ولن يذُكرنا ذاكر، ولم يزرنا زائر, واليوم، نحن بين ذكري ماضٍ من الزمانِ، وآت، وسينتهي كل شيء، ولن يدوم شيء، وستكون قد مرت ذاكرة الدنيا علينا كخيط دخان عابر كسحابة صيف مرت في السماء وسرعان ما اختفت عن الوجدان.
الأديب الكاتب الصحفي، الباحث المفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب والاكاديميين والعلماء والمثقفين والإعلاميين العرب
رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً
الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ، ورئيس المركز القومي لعلماء فلسطين
dr.jamalnahel@gmsil.com

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock