كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان “أحمد مظهر” هو فارس السينما المصرية بالفعل، وليس ذلك فقط لتميزه في تجسيد أدوار الفرسان على الشاشة، ولكن لأنه كان أيضا يتصف في الواقع بأخلاق الفرسان.
والفنان أحمد مظهر يعد واحدا من أشهر وأكبر نجوم الفن المعدودين الذين تعلقت بهم قلوب المشاهدين، ودوما يتذكره الجميع بالخير ويفرحون بمشاهدة أعماله التي يحرص الجميع على مشاهدتها كلما عرضت على إحدى القنوات الفضائية.
والفنان أحمد مظهر اسمه الحقيقي حافظ مظهر، وكان طالبا في الكلية الحربية وزميلا للرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وتخرج معهما في دفعة سنة 1938، وقد خدم في سلاح الإشارة ثم في سلاح الفرسان وشارك في حرب فلسطين سنة 1948.
ولعل الموقف الذي حدث بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر في سنة 1965 في اللقاء الذي جمع بين خريجي الكلية الحربية دفعة 1938 يبين لنا جانبا مهمشا من حياة هذا الفنان الكبير، فحينما التقاه الرئيس جمال عبد الناصر في ذلك الوقت وكان الفنان أحمد مظهر قد استقال من الجيش وأصبح نجما سينمائيا كبيرا قال له: “أنت اللي فلحت فينا يا مظهر”!.وهذه العبارة التي قالها عبد الناصر للفنان أحمد مظهر إن دلت على شيء فإنما تدل على ما لمسه عبد الناصر من محبة وتقدير الناس لموهبة وقيمة الفنان أحمد مظهر فارس السينما المصرية.
والفنان أحمد مظهر لم يكن قنانا ممثلا فقط بل كان فنانا متعدد المواهب، حيث كان يهوى العزف على العود كما كان يهوى الرسم.
وبالإضافة إلى ذلك فقد كان يهوى زراعة النباتات والزهور النادرة في حديقة منزله، وللأسف فقد ضاعت ثروته النباتية النادرة بسبب اقتطاع جزء كبير من حديقته وبيته لإنشاء الطريق الدائري، وحينما شاهد ما حدث في ذلك الوقت بكى بكاء شديدا لما حل بحديقته التي تحتوي على ما ندر من نباتات وزهور، كما بكى أيضا بشدة أمام كاميرات التليفزيون حينما استضافه الأستاذ مفيد فوزي في برنامجه في ذلك الوقت.
والمعروف أن الفنان أحمد مظهر قد ولد في مثل هذا اليوم 8 أكتوبر 1917، وأول فيلم سينمائي اشترك فيه كان فيلم ظهور الإسلام سنة 1951، وقد استقال من الجيش برتبة عقيد سنة 1956، وعمل سكرتيرا عاما للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بجانب عمله بالفن، ولكنه تفرغ نهائيا للفن بداية من سنة 1958، وأشهر أعماله السينمائية هي: الناصر صلاح الدين، ووا إسلاماه، والشيماء، ودعاء الكروان، وغرام الأسياد، والأيدي الناعمة، ورد قلبي، ولصوص ولكن ظرفاء، وغصن الزيتون، ولن أعترف، والليلة الأخيرة، والقاهرة 30، ومع الذكريات، والنظارة السوداء، ولوعة الحب، والعتبة الخضراء، وجميلة، والنمر الأسود، وغيرها من الأعمال الفنية التي لا تنسى.
ومن أشهر أعماله التليفزيونية: على هامش السيرة، والقضاء في الإسلام، وبرديس، وليالي الحلمية ج1، ولا إله إلا الله ج1، وضمير أبلة حكمت.
ومن المعروف أن الفنان أحمد مظهر كان صديقا للأديب العالمي نجيب محفوظ، كما كان أحد أهم شلة الحرافيش، وفي أواخر حياته اعتزل الفنان أحمد مظهر الأضواء وأصيب بالألزهايمر، وكانت وفاته في يوم 8 مايو سنة 2002 عن عمر يناهز 85 عاما.
زر الذهاب إلى الأعلى