بقلم / غادة عبدالله
الحديثِ االذي يدور بين طرفين أو مجموعةٍ من الأطراف بجوٍ يسوده الهدوء والودّ بعيداً عن التعصّب والصراخ أو الإجبار والإكراه فهو حوار ، حيث يختلف الحوار عن الجدال،ّ فالجدال فيه نوعٌ من الخصومات ومحاولة إجبار الطرف الآخر على رأيٍ معين وعدم الإنصات للرأي الأخر.
فالحوار هو من إحدى السمات الحضارية المهمّة من أجل الانتقال إلى الحياة الاجتماعية والمدنية، كما يعد الوسيلة الأساسية للتخاطب والتفاهم بين الشعوب والأفراد بهدف تحقيق المنافع المشتركة، وتبادل المصالح، الأمر الذي يزيد من قوّة العلاقة بين الآخرين، ممّا يؤدي لحماية الشعوب والبلدان من الحروب، والمشاكل، وغيرها، ولا بدّ من الإشارة إلى أهمية استمرار الحوار في المجتمع، حيث إنّه يساهم في المحافظة على تقدّمه، وحيويته.
وهناك عدة نقاط من آداب الحِوار يجب اتباعها :
الالتزام بالهدف من الحِوار وهو الوُصول إلى الرأي الأصوَب أو الأقرَب إلى الصّواب؛ لذلك لا بُدّ من الابتعاد عن التعصّب تجاه رأيٍ محدد.
استخدام أسلوب الحِوار الراقي الذي تُستخدم فيه الألفاظ الحَسنة والإيجابيّة بعيداً عن التجريح أو إطلاق الاتهامات.
حسن الاستماع للرأي الآخر والإنصات الجيّد؛ فهذا من شأنه زيادة دقة الحوار وجديته، والابتعاد عن الاستهزاء أو التشويش على الأطراف الأخرى عند حديثهم.
الثَّبات على وِجهَة نظرٍ واحدةٍ ورأيٍ واحدٍ وعدم التنقل بين الآراء والتناقض فيما بينها.
وسوف نستعرض معكم متابعينا الكرام فى السطور التالية أفضل طرق التحاور مع الناس التى يجب اتباعها للحصول على حوار ناحج:
الامتناع عن قول الكلام السلبي، خاصةً عندما تكون في وضع منهك، أو عندما تستشار، واستخدام اللين، حيث قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [آل عمران: 159]. التحلّي بالصبر؛ لأنه تعبير عملي عن الحكمة، والثقة، والحبّ.
التمييز بين الشخص وسلوكه، حيث من الضروي التواصل مع الآخرين مع مراعاة القيمة الذاتية لهم، بغضّ النظر عن سلوكهم.
اختيار الرد الإيجابيّ، كونك مسؤولاً عن سلوكك وموقفك.
المحافظة على الوعود المقطوعة؛ للتأثير في الآخرين. التركيز على محور التأثير.
تشجيع الآخرين على قبول قوانين الحياة، والإصغاء لهم.
توقّع الاحتمالات الجيدة من الآخرين، وفرض حسن النية.
محاولة فهم الآخرين، وفهم طرق تفكيرهم.
تجنّب إصدار الأحكام مسبقاً. جعل الأطراف الأخرى يشعرون بأنّك تفهمهم، وذلك لتوطيد العلاقة، والثقة. المباردة في إصلاح العلاقة مع الآخرين، لتجنّب زيادة المشكلة.
الاعتراف بالخطأ، وطلب المسامحة، والاعتذار. تسليط الضوء على الجوانب التي تجمع بينك وبين الآخرين، لمنع جعل المشكلة أكبر من هذه الجوانب.
جعلهم يشعرون بمدى تأثيرهم عليك، لزيادة الثقة. تقبّل الآخرين كما هم، لجعلهم يستمعون لك.
الاستعداد بالعقل والقلب قبل الاستعداد باللسان، للتغلّب على العناء. تجنّب مواقف الهجوم، وتجنّب حلّ الخلافات بعنف، أو بغضب وسخرية.
وضع حدود وقواعد للحوار، لتجنّب عدم الإنصاف. تجنّب اليأس، وتثبيط محاولات الآخرين.