في ذكرى مولد رسولنا الكريم وسيد الخلق أجمعين محمد بن
عبد الله عليه الصلاة والسلام والذي قال عنه رب الكون كله:(وإنك لعلى خلق عظيم)
محمد عليه الصلاة والسلام هو أعظم شخصية مرت في تاريخ البشرية وهو إمام الأنبياء وإمام الأتقياء وإمام الأصفياء وخاتم النبيين والمرسلين وهو صاحب الشفاعة العظمى لأمته وهو من يصلي عليه الله وملائكته وجميع المسلمين في بقاع الأرض
وقد مدحه شاعر الرسول حسان بن ثابت واصفا تفرده في حسن الخلق وجمال الشكل بقوله :
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء
فماأحوجنا في هذا اليوم العظيم مولد خير الأنام أن نتحلى بصفاته وان نتمسك بخلقه القويم وان نحتذي بسلوكه في حسن التعامل مع أهله وزوجاته وجيرانه
فقد كان علية الصلاة والسلام يكرم أهله ويسأل عنهم ويتغاضى عن الهفوات
وضرب لكل الازواج المثل في حسن تعامله مع زوجاته فقد كان كريما معهن وكان دائما يذكر محاسنهن ويمدحهن ويبين فضائلهن كما كان يحفظ جميلهن حتى بعد الوفاة كما فعل مع زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها
صلوات الله وسلامه عليك ياحبيب الله
ولم يقتصر الأمر على أهله وبيته بل تعداه إلى البشرية كلها فهاهو يعلمنا أيضا كيف نتعامل مع أصحابنا من خلال سيرته العطرة فهو مثل يقتدى به في حسن معاملتهم والإحسان لهم ودعوتهم في الولائم وقضاء حوائجهم وزيارة المرضى منهم وكان عليه الصلاة والسلام لا يبخل عليهم بالدعاء فقد قال عنه أنس بن مالك :
“كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم” وكان يغدق عليهم العطاء ويعلمهم تعاليم دينهم ودنياهم
صلوات الله وسلامه عليك ياحبيب الله
ولم يقف الأمر عند أصحابه بل امتد حتى إلى أعدائه فقد كان قدوة في التسامح والعفو عنهم فقد عفا عن كفار قريش وصفح عنهم بعد فتح مكة رغم الأذى الذي لقاه منهم وكانت تتجلى رحمته مع أعدائه حتى في الحروب حين كان يأمر المسلمين أن يستوصوا بالأسرى خيرا
صلوات الله وسلامه عليك ياحبيب الله
وهاهو رسولنا الكريم يؤكد ويوصي على حسن التعامل مع الجار وذلك حين قال:(لايدخل الجنة من لم يأمن جاره بوائقه”
ماأجمل هذا الدين الذي يجعل الابتعاد عن إيذاء الجار شرطا لدخول الجنة
فأين نحن من ذلك؟
وما أروع رسولنا الكريم الذي يرى أن من حسن الجوار تذكر الجار في المناسبات ودعوته إليها’وأن يمد يد المساعدة لجاره إذا احتاج إليه وأن يحفظ جاره وبيته وأهله وزوجته
صلوات الله وسلامه عليك ياحبيب الله
ولقد سطر رسولنا الكريم انقى صور العدل والتواضع وحسن الخلق في التعامل مع الناس جميعا وهذا ليس بعيدا ولا مستغربا من رسول أدبه الله فقد قال عليه الصلاة والسلام :”أدبني ربي فأحسن تأديبي”
وفي يوم مولد خير الأنام نحتاج أن نستلهم من سيرته العطرة كل ما ينقي حياتنا من شوائبها وأن يكون الاحتفال بمولده هداية لنا للسير على نهجه في حسن الخلق والتعامل مع الناس والرغبة في عمل الخير واستحضار الرقابة الإلهية في اعمالنا وأن نتخذ من سيرته نبراسا ينير لنا الطريق ويعكس إسلامنا الحقيقي ومايدعو إليه من محبة وإخاء وتسامح وسلام
صلوا عليه وسلموا تسليما
بقلم / ميرفت مهران
2019/11/9
زر الذهاب إلى الأعلى