الفن حينما يتخطى الحدود والسدود , والقارات والمحيطات , واللغات واللهجات , ويخاطب الوجدان والإنسان , يحقق العالمية من خلال المحلية , أتذكر تماماً حواري مع صاحب نوبل للأدب العربي أديبنا العالمي نجيب محفوظ حينما ألتقيت به بعد حصوله على جائزة نوبل للأدب عام 1988, قال لي أديبنا العالمي أن الإستغراق في المحلية يصل بالأدب إلى العالمية , وقد رأيت الصواب على بساط الفنون الجميلة وأيضاً الموسيقى .
هذا ما أكتشفته في لوحات الفنان أبو سرية الغرق في المحلية ولاسيما في سحر النوبة بكل ما فيها من محاكاة للجمال , جمال يحاكي التاريخ والعراقة والأناقة فضلاً عن الأساطير التي ترفل بها مياة نهر النيل الخالد , تعتبر لوحات أبو سرية لقاء الحضارتين الفرعونية وحضارة المايا .
ريشة الفنان لطفي أبو سرية طارت بعيداً عن الأنظار والأقطار والأمصار لتحط بسلام في أرض حضارة المايا , في جواتيمالا والتي تُعني بأرض الأشجار أحد دول أمريكا الوسطى والواقعة ما بين كل من المكسيك، بيليز، سلفادور، وهوندوراس، والمطلة أيضاً على كل من المحيط الهادي والبحر الكاريبي .
وتطير لوحات أبو سرية إلى مدينة أنتيجوا العاصمة التاريخية في جواتيمالا، اذ تشتهر بكثرة مبانيها القديمة والتي تعود إلى عصر الاحتلال الإسباني، فخلال تجولك في أنتيغوا ترى الأرضيات المكونة من الأحجار الصغيرة، وجميع المنازل الصغيرة المتلاصقة بجانب بعضها البعض بألوان زاهية مشكلة يذلك جمالاً بسيطاً هادئاً، فضلاً عن أهل هذه البلدة المتمسكين بلباسهم التقليدية .
وأنتيجوا هى مدينة أسسها الأسبان عند احتلالهم لأمريكا الوسطى سنة ١٥٤٣ وحكموا منها منطقة امتدت من جنوب المكسيك وحتى كوستاريكا وظلت ضمن اكبر ٣ مدن تاريخية أسسها الأسبان فى امريكا الجنوبية حتى دمرها زلزال عام , ١٧٧٣
اليونسكو اعتبرت هذه المدينة من التراث الإنساني .
ومما لاشك فيه أن هناك علاقة بين الفن والدبلوماسية , أتذكر كلمتي على منصة اليونسكوالشهيرة بباريس
ما تفسده السياسة تُصلحه الفنون والثقافة , تلك القوى الناعمة التي تقرب الشعوب على المنصة الحضارية للعالم .
تحية ثرية صبية لسفير مصر في جواتيمالا سعادة السفير ماجد رفعت الذي افتتح معرض الفنون الجميلة والذي ضم أشهر 7 لوحات للفنان لطفي أبو سرية , هذا المعرض الذي ضم فنانين من 17 دولة , والجدير بالذكر أن هذا المعرض استقطب رواد الفكر والثقافة والفن والإبداع وفي تصريح له أكد السفير المصري ماجد رفعت :
المعرض نظمه جاليري فنان جواتيمالى معروف درس فى نيويورك ويقيم كل سنة معرض للوحاته ومشهور برسومات تعكس طبيعة جواتيمالا وهذا العام كان المعرض يتزامن مع مرور ٢٠ سنةً على بدء الجاليري نشاطه ففكر فى دعوة سفارات للمشاركة بأعمال فنانين تعكس ثقافتها وكان من حظه اننا شارك معاه لاننا عملنا حملة دعاية الكترونية لم تكن على باله نتج عنها زيارة اكثر من ٤٠٠ زائر فى ٣ ساعات وكان سعيد جدا وطلب منى تكريمه خلال الحفل … وانا رحبت لانها فرصة إضافية للتنويه عن الافكار المضمنة فى اللوحات السبع .
وعلى صعيد أخر ابدى الفنان الجواتيمالي رغبته في مشاركة الفنان أبو سرية معه في معارض أخرى في المستقبل .
ما أعظم أن يُرفع اسم مصر في أقصى أطراف المعمورة
بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء أسرة اتحاد الكتاب والمثقفين العرب أن نرفع كل أيات الشكر والتقدير للزميل الفنان العالمي / لطفي ابو سرية مدير مكتب الإتحاد في بروكسل وأيضاً لسيادة السفير المصري سفير الفن والثقافة والفكر والإبداع ماجد رفعت , لما قدمه من رعاية وعناية لنجاح هذا المعرض العالمي الذي رفع اسم مصر عالياً .
يسعدني بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أن نكرّم الفنان لطفي أبو سرية بقلادة اتحاد الكتاب والمثقفين العرب الماسية لما يخدمه من فن يخاطب الإنسانية .
دكتور / محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب بباريس
زر الذهاب إلى الأعلى