الجرح السوري جرح كل العرب
كتب بشار الحريري:
عندما نكتب عن دمشق، أو نتغزل بها من من خلال فنون الأدب المختلفة ليس من باب أنها وطننا وحسب! و إنما لرمزيتها التاريخية، الحضارية و رسالتها الإنسانية عبر العصور ، على الصعيدين العربي و الإسلامي.
فمن لا يعرف من أبناء الأمة الإسلامية و العربية تاريخ هذه المدينة العريقة عبر التاريخ فهو لا يعرف عن تاريخ أمته شيئا
فضلا عن موقعها الاستراتيجي ومكانتها التجارية عبر العصور المتتالية، فقد كان يؤمها طلبة العلم من مختلف بقاع الأرض و كانت منطلق الفتوحات الإسلامية و نشر رسالة الإسلام الإنسانية و العلمية إلى مشارق الأرض و مغاربها مما أسهم في بناء حضارة إنسانية واجتماعية وثقافية و اقتصادية مازالت معالمها حاضرة إلى اليوم في دول العالم الأندلس قديما، اسبانيا اليوم ….إلخ.
ناهيك عما تحمله من أعباء الهم القومي من أجل عروبتها ولا سيما هم القضية الفلسطينية الجرح النازف الذي لم يندمل إلى اليوم .
كل ذلك جعلها هدفا للمخططات الغربية الحاقدة على الإسلام و العروبة و لا سيما المخططات الصهيو أمريكية و من يدور في فلكهم !
و ما يحصل اليوم على أرض سورية ليس إلا نتيجة لدورها الحضاري و الإنساني و العلمي و الثقافي و القومي عبر التاريخ و إلى اليوم .
فهي الحاضنة للشعوب العربية و لا تفرق بينهم و بين أبنائها من السوريين فهي الدولة العربية الوحيدة التي لا تعتبر المواطن العربي من غير السوريين أجنبيا على أرضها .
لذلك نجد أن الشعوب العربية تتألم مما يجري في سورية و تعتبر الجرح السوري هو جرحها، يؤلمها و يؤرقها، لا سيما و أن هيبة العرب و حكامها اندثرت في الأرض بعد ما حدث في العراق و يحدث في سورية اليوم.
فمهما كتبنا أو تغزلنا بها لن نوفيها حقها بما تقدمه إلى دينها و عروبتها.