” قصة أبطالها راحو” مات البلياتشو هيثم زكي ليلحق بمن يحبهم
كتبت/إسراء أحمد محجوب
توفي الفنان هيثم أحمد زكي، عن عمر يناهز 35 عاما، فجر اليوم الخميس، إثر تعرضه لهبوط حاد فى الدورة الدموية، وتم العثور على جثته في حمام مسكنه، في كومبوند بيفرلي هيلز، بالشيخ زايد، بمدينة 6 أكتوبر.
وأثار موت الفنان الشاب هيثم زكي حالة من الحزن السائد على الوسط الفني، والجمهور، وبموت هيثم زكي تكون الستار قد أسدلت على عائلة الراحل أحمد زكي، بداية بوفاة والداته الفنانة هالة فؤاد وختاما بوفاة هيثم زكي الشاب الطيب.
ورحيل هيثم زكي كأنه رحيل والده اليوم من جديد، وكأن القصة تعيد ترتيب أحداثها ليخطف الموت شاب في ريعان شبابه ابن الراحل العملاق أحمد زكي، وكأن الجمهور ينعي نفسه من جديد بموت هيثم زكي، ويحيي ذكرى رحيل أحمد زكي بوفاة ابنه.
وأوضحت التحريات الأمنية أن الفنان هيثم زكي كان مريضا، وذهب إلى إحدى الصيدليات المتواجدة بالكومبوند يوم الثلاثاء، لتلقي العلاج، وكان وجهه شاحبا ويبدو عليه التعب وذلك بناءا على أقوال أفراد الأمن، عن آخر ظهور له.
كما أكد أفراد الأمن أنه لا أحد كان يتردد على الفنان هيثم سوى خالته وخطيبته فقط للاطمئنان عليه.
وحررت خبيرة العلاج بالطاقة انجى سلامة خطيبة الراحل هيثم زكي، محضر بقسم أول بمنطقة الشيخ زايد، وعلى الفور تحرر المحضر، وأخبرت الشرطة النيابة، التى توجهت على الفور إلى منزل الفنان هيثم، وتم كسر الباب، ليجدوا الفنان هيثم زكي ملقي فى حمام مسكنه، وقد وافته المنية.
وبالفحص المبدئي لجثة الفنان هيثم زكي أكدت النيابة أنه توفي إثر هبوط حادة فى الدورة الدموية، ولا توجد أى أعراض شبههة جنائية في موته.
وعن الأقوال المترددة حول تشريح جثته نفى أشرف زكي نقيب الممثلين ذلك الخبر، مؤكدا أنه تم نقله فقط إلى المشرحة لأخذ عينة منه فقط لا غير.
وأكد أشرف زكي أن الوفاة طبيعية جدا، وأن جثمان الراحل لا يوجد عليه أى إصابات او أثار للمقاومة، كما أن منزله لم يتعرض للسرقة.
وسيتم تشييع جثمان الفنان هيثم أحمد زكي عقب صلاة الظهر، من مسجد مصطفى محمود.
وخبر موت الفنان الشاب هيثم زكي أثر على الوسط الفني، وجمهوره وجمهور والده.
ونعى جميع الفنانين والفنانات الشاب هيثم زكي الذى رحل عن عالمنا في هدوء، وكأنه جاء في هدوء ورحل في هدوء.
الفنان هيثم زكي كانت حياته مليئة بالابتلاءات والأحزان منذ الصغر بوفاة والدته وهو في عمر التاسعة، وتولت تربيته جدته، ولكن السرطان اللعين قرر أن يسرق منه والده أحمد زكي فى عام 2005، بعدما توفت والدته بالسرطان أيضا.
وبعد وفاة والده توفيت جدته التى كان يعيش بين أحضانها، وتتوالى الأحزان بموت خاله هشام فؤاد الذى تولى تربيته بعد وفاة جدته، وبذلك عاش حياة مأساوية منذ الصغر بفقد جميع أحبته.
دائما كنت ترى في عيونه نظرة الحزن مثل النظرة التى دائما كانت تسكن عين والده.
وفي لقاء للفنان هيثم زكي أكد أنه ورث من والده الابتلاءات، وأكثر شئ مشترك بين والده هو الوحدة، فكان دائما وحيدا يتيما، ورحل عن عالمنا في صمت.
ابتدى الفنان هيثم زكي مشواره الفني عام 2006، بعد وفاة والده ليكمل ما بدأه العملاق أحمد زكي في فيلم”حليم” الذى توفي أثناء تصويره.
ومن هنا كانت بداية هيثم زكي ودخوله مجال الفن، ثم تولى بطولة فيلم”البلياتشو” ومن بعدها أثبت موهبته الفنية، وشارك في مسلسل الجماعة.
شارك في مسلسل”كلبش 3″ بدور مميز جدا، وعلى الرغم من كونه دور شرير، إلا أن الجمهور عشقه من خلال هذا الدور، وآخر أعماله مسلسل علامة “استفهام” عام 2019 ومن ثم فيلم”الكنز 2″.
كان يريد أن يخلد ذكرى والده معه ويربط اسمه باسم العملاق أحمد زكي، من خلال فيلم” كابوريا” ليكمل مسيرة والده في ذلك الفيلم، ولكن القدر كان له رأي آخر في القصة لتنتهي بوفاته.
على الرغم من أنه ابن الإمبراطور أحمد زكي إلا أنه لم يأخذ سيرة والده سلما للمجد، بل أتقن ما قدمه وأبرز موهبته، على الرغم من الضغط الذى كان يتعرض له دائما، بما إنه ابن أحمد زكي، فمن الضروري أن يقدم شيئا ليخلد ذكرى والده، وكان دائما يتعرض للابتزاز بذلك الشكل، والضغط من البعض على عكس أبناء جيله من أبناء الفنانين.
ولحسن خلقه كان مستسلما راضيا، وبالفعل خلد ذكرى والده بعمله الفني، وسيرته الطيبة، واليوم رحل عن عالمنا والحزن يصيب الجميع وكأنه قدم ملايين الأعمال التي خلدت ذكراه، فيظل البليتاشو في القلوب وسيسكنها مثلما سكنها والديه.
ومن أبرز الفنانين الذين فجعتهم الصدمة في رحيل هيثم زكي، المخرج محمد محمود عبدالعزيز الذى نعي صديقه بكلمات تدمي لها القلوب قائلا” عاش غلبان ومات غلبان مع السلامة يا أخويا وسلملي على أبويا وأبوك لحد ما اروحلكم”
وأوضح محمد عبدالعزيز أن جمعته مكالمة هاتفية بالفنان الراحل قبل 15 يوم وكان يتحدث عن الموت كأنه يعرف أنه سيلقاه.
وأيضا الإعلامية والفنانة إسعاد يونس فجعت برحيل هيثم زكي قائلة” حب جواز خلفة انفصال وفاة الأول وفاة الثاني وفاة الثالث أبطال القصة راحو والقصة خلصت”
رحل الشاب الخلوق الطيب بشهادة الجميع، رحل ليترك له مكان في القلوب مثلما ترك والده، رحل وترك بصمة له لن ننساها طوال العمر، وكأن العالم يودع أحمد زكي من جديد، على الرغم من أن مسيرته الفنية لم تتعدى ال14عاما، ولكنه كان ثري بحب الناس له ولأخلاقه