ريما السعد
“لم يستطع والدي أن يراني كما تمنى، أستاذاً في قسم اللغة العربية بجامعة حماة، ولكن لربما يزوروني مرة في أحلامي، وأخبره عن هذا الحلم الجميل الذي تحوّل إلى حقيقة”.
هكذا بدأ الشاب أسامة حديثه مضيفاً “وها أنا أجد نفسي بعد قصة طويلة من الإرادة والتصميم غيّرت حياتي، من عامل تنظيفات إلى أستاذ في قسم اللغة العربية بكلية الطب البيطري بجامعة حماة”.
وعن تجربته يكمل “حصلت على شهادة الصف التاسع منذ العام 1991، عملت بمهن مختلفة، ثم توظفت في العام 1998 في جامعة حماة كموظف وعامل تنظيفات فئة خامسة”.
ويتابع “ألح عليّ الدكتور محمد علي العمادي، عميد كلية الطب البيطري عام 2001 على تقديم البكالوريا، نظراً لنشاطي وسرعة البديهة لديّ، وفعلاً وضعت الحلم في رأسي، وبدأت بالتحضير والدراسة للحصول على شهادة البكالوريا”.
ويضيف “دخلت بنتيجة المفاضلة العامة كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة حماة للعام الدراسي 2009/2010، و بعد مضي أربع سنوات تخرجت بمعدل جيّد، وبترتيب جيّد أهّلني للتدريس في أي كلية بسوريا غير مختص”.
ويكمل “بعد التخرج تقدمت لدورة “acdl” للحاسوب، لأتمكن من تعديل وضعي الى فئة أولى، و تم تسليمي شعبة شؤون الطلاب بالكلية في الشهر السابع من العام 2016، و نظراً لوجود معدل جيد وقِدَم تخرج ثلاث سنوات حسب النظام الداخلي للجامعات، فإنه يحق لي التدريس في نفس الكلية”.
ويقول “أجد نفسي اليوم أقف لأشرح لطلبتي دروسهم ،
وعن الصعوبات يشرح “واجهتني مصاعب النزوح من بلدتي صوران، ومصاعب تجمّع أسرتي كاملة في بيتي، حيث وصل عددنا الى حوالي 60 شخصا لمدة سنة ونصف”.
ويكمل “كانت دراستي في السنة الثانية والثالثة والرابعة تبدأ الساعة 11 ليلاً حتى أذان الفجر، كانت أمي بجانبي طيلة فترة الدراسة، إلا أن والدي لم يكن على قيد الحياة، ولكني شعرت بوجوده في كل خطوة”.
و ختم أسامة عبد الكريم الاحمد حديثه بالقول “فعلاً تحقق الحلم الذي طالما انتظرته وانتظره والدي، الذي كان يُمني النفس أن يراني مدرّسا في قسم اللغة العربية منذ العام 1985، وهكذا تحقق الحلم المنشود بعد حوالي 33 عاما انتظار وترقب”.
نقلا عن تلفزيون الخبر
زر الذهاب إلى الأعلى