بقلم د. غادة فتحي الدجوي
سأبدأ وريقتي برسالة جائتني من صاحبتي د. وفاء عن وريقتي السابقة
حلوة قوي يا غادة بس حاسه انها ناقصة. حاجة…”
يمكن الربط بين دائرة الاحتياجات وكيفيه تنقيه جروح الماضي“
و قد وعدتها بأن اتحدث في ذلك هذه الوريقة و جاء في نفس السياق بعض الأحداث من حولي تتطرق إلى نفس الموضوع و كأن القدر يتحدث من قلبي إلى عقلي …
و اليوم سأحدثكم عن مفهوم ربما سيكون البداية و نستكمل فكرة دائرة الاحتياجات في الوريقة القادمة، و لكن دعوني أسألكم اولا ما هو التعاطف؟ من وجهه نظركم فلتفكروا لحظات ثم استكملوا قراءة الوريقة….
التعاطف ببساطة هو الشعور بالحزن او الشفقة تجاه ما يمر به الآخرون من معاناه..
و هناك العديد من التعريفات حول مفهوم التعاطف و أحيانا يكون هناك خلط بين ” التعاطف” و …. ” المواجدة” نعم ” المواجدة” ربما هو مصطلح جديد علي أذا الكثير منا و لكن هو أعمق بكثير من التعاطف.
” المواجدة” تعني ببساطة ” شوفني بعيوني عندما أكون في معاناه” ، المواجدة هي القدرة على استیعاب ما یمر به الشخص الآخر وتفهم ظروفه وموقفه” .
لیتمكن كل واحد منا من تنمیة قدرته على المواجدة مع الآخرین، علیه أن یعي باحتیاجات الآخرین والمشاعر المختلفة الناجمة عنها؛ و كل إنسان لديه مجموعة الاحتیاجات الجسدیة/مادیة المعروفة مثل الاحتیاج للطعام والنوم والماء والهواء..و غيرها . و أيضا لديه احتياجات اخري تسمي الاحتیاجات الاجتماعية و الشخصية و ربما تختلف من شخص لآخر و ادعوكم لإحضار ورقة و قلم لكتابة هذه الاحتياجات كخطوة اولي و لنعتبر هذه الوريقة تدريب لنا لمعرفة هذه الاحتياجات و نتائج تلبيها من عدم تلبيتها…
أولا: الاحتياجات الشخصية و الاجتماعية:
التواصل الاجتماعي، الدعم، الأمان، الانتماء ، التقدير، الحب ، الاحترام ، الاستقرار، الثقة في النفس/ الاخرين ، الصدق/ الأمانة، المرح، الجمال، السلام، النظام، الوضوح ، المساواة، التحدي، التعبير عن الذات، المشاركة، التغيير، التعافي، الوعي/المعرفة، الاستقلال/ الحرية…
و الأن… فكروا في اتجاهين ؛ الاتجاه الاول اذا كان لديكم الأصدقاء او العائلة او الزوج او الزوجة وزملاء العمل و تأملون في تلبية احتياجاتكم بمختلف أنواعها من خلال هذه العلاقات…و اكتبوا ما هي مشاعركم عندما يتم تلبية احتياجاتكم من كل علاقة؟ و ما هي مشاعركم عندما لا تجدون ما تبحثوا عنه؟
و الاتجاه الثاني: اذا لم تلبي احتياجات الأخرين الذين توقعوها من علاقاتهم بك .. ترى ماذا ستكون مشاعرهم؟ … و اذا وجدوا غاياتهم و احتياجاتهم الشخصية و الاجتماعية من علاقاتهم معك .. ترى ماذا ستكون مشاعرهم؟
و الاجابة من علماء النفس…:
هنا علينا تذكر ان المشاعر هي تعبیر عن حالة الاحتیاجات؛ فإذا تمت تلبیة الاحتیاجات فینتج عنها مشاعر مثل:
الراحة، الثقة، السعادة، الإمتنان، الفخر، الأمل ، التفاؤل، النشاط، الانفتاح….
أما في حالة عدم تلبیة الاحتیاجات فقد ینتج نوع آخر من المشاعر مثل:
الغضب، الانزعاج، الحيرة، الحزن، الوحدة، قلة الحيلة، خيبة الأمل، الإحراج ، القهر….
نعم… ربما لم نكن ننتبه إلى احتياجات الاخرين حولنا منا، او عندما يكون لدينا مشاعر إيجابية او سلبية تجاه ايه علاقة لم نكن نعي لماذا و ما السبب..
فعلينا ان نعي و ننتبه لمشاعرنا و احتياجاتنا و احتياجات الاخرين منا حتي نحافظ على علاقاتنا و نجعلها تسير بمركب حياتنا رغم الأزمات و العواصف التي قد تمر بحياتنا ..
فلنحاول خطوة خطوة تنمية مشاعر ” المواجدة” في أنفسنا و سأترككم اليوم مع المواجدة حتى نتقابل الوريقة القادمة و نكمل حديثنا…
وريقات أربعينية الوريقة السادسة و الثلاثون