بقلم إيناس رمضان
ما الذي يدفع شاب في مقتبل العمر تخرج من كلية الهندسة أن يقدم على الانتحار من أعلى برج القاهرة وآخر يلقي بنفسه أمام مترو أرض المعارض وأخرون تراودهم الفكرة من المسؤول؟ ؟؟؟
فيما تفكر وعن من تبحث هل تبحث عن الجاني؟ الجاني هو أنا وأنت والمجتمع بأكمله هو فكر متجمد وواقع مؤلم نعيشه بعقلية متحجرة نخشى التغيير ونقدر الغير أكثر من تقديرنا لذاتنا ونسعى لتلبية
احتياجات الآخرين دون النظر لاحتياجاتنا الأساسية.
من الواضح أن نادر رحمه الله قد عانى أثناء دراسته،وتحمل فوق طاقاته ولم يجد من يستمع لشكواه أو يقدر معاناته ولم يتمكن من الفرار،
فقد أصبح سجين أحدى كليات القمة ،أسير تلك القلاع المحصنة التي مازال الكل ينظر لمن التحق بها وكأنه ملك متوج ملك الدنيا وما فيها ولا يدرك أحد كم المعاناة التي قد يمر بها ذلك الطالب المسكين الذي قد يكون التحق بها تحقيقا لرغبة والديه ،أو قد يكون أخطأ في الاختيار ولم يتمكن من تصحيح المسار خوفا من نظرات الفشل التي ستلحقه فيتضاعف الضغط النفسي الذي يتعرض له لأنه ظل باحثا عن قيمته في عيون من حوله ولم يدرك أن قيمته الحقيقية نابعة من ذاته وتقديره لنفسه فخسر دنياه وآخرته….
.
انتحار نادر له أبعاد متعددة ولن أشير بأصابع الاتهام لضعف الوازع الديني لأن الدين في نظري سلوك يمارس وليس قيم تدرس فهل أختفت القدوة من حولنا ؟وهل أصبح الجميع يعيش في وحدة صاخبة؟وهل نكتفي بالتصريحات بزيادة حالات الانتحار بين الشباب دون معالجة الأسباب؟ وأين هم علماء الاجتماع ورجال الإقتصاد حتى نوفر للشباب حياة كريمة ؟ وأين اختفى علماء النفس لأنقاذ تلك الأرواح البريئة قبل فوات الأوان؟
كم من المؤسف ألا ندرك خطورة مثل تلك الأزمات ونكتفي بتداول ذلك الفيديو البشع الذي لم ولن أشاهده الذي يرصد أصعب اللحظات دون مراعاة شعور أسرة الشاب الراحل!!!!
نحن جميعا مسؤول و في أشد الاحتياج إلى أن نتصدى لتلك الظاهرة المخيفة التي نفقد خلالها زهور في مقتبل العمر بأبشع الطرق وعلينا أن نحاول جاهدين زرع الأمل من جديد في قلوب الشباب التي قد تذبل قبل أن تزهر….
همسة إنسانية
“أنا و أنا “
زر الذهاب إلى الأعلى