بقلم د. عبدالكريم بعلبكي
يا امرأة وجهها من رخام،،،!!!
أنا الأعمى الذي عيناه من حجر
توقف زمني عند بوابة القمر
تيقنت أن من أنشأ الخلق الجميل
أبدعك آية ً
وضع في كل اصبع
خاتم السحر
على سحرك نامت الحرائق
فوق صدرك تمددت الحدائق
إلى شفتيك لجأ الرماد
فهل أنت “”
من البشر
أنا الأعمى يا قدري
أنا الأعمى
عيناي من شرر
رأيتك في ساحات الخطر
شمخت تضاريسك في حضرة الضوء
سقطت عيناكِ في ضفة القدر
غرد ثغرك
قصائد
سحرت فحول الشعر
ما عرفتك ساحرة يا بيروت
لكن عصاك كانت أفعى
نارك رفعت إلى كل ثغر
فالتهمت حطب الضجر
مدن عشقك خمد نارها
غاصت في الدخان
تحت رمادها
لمع عشاقك كالجمر
لألف عابر شهوة
علمتهم الخضوع
زرعوا في بيادر ماتيس
قمح الخنوع
تكاثر حول ميدوزا الفقر والجوع
فأعلن أكبر فحولتها خبز الطاعة
تحول الملك في محرابها إلى خفر
أنا الأعمى يا حبيبتي
أنا الأعمى الذي عيناه من حجر
رأيتك من شرفة الروح
أما بألف بصر
لم تنجب سوى العصيان
غاب ظلها في اشتهاءات المرايا
أرخت شعرها على أزمنة المطر
أشرق بيرسيوس من جديد
فالتهم صوتك النار
وابتلع قتيلك سره
ومن كان ملكا شرسا
رحل مع فعل كان
وتصدر صفحة الخبر
زال عن البشر الشر
وزال السحر عن الحجر
وأنا يا حبيبتي
ما عدت
ضريرا
عادت لي نعمة البصر
ملاحظة: ميدوزا أو ماتيس أو ميدوسا /بيرسيوس
أسماء من الميثولوجيا الاغريقية
زر الذهاب إلى الأعلى