بقلم الدكتور : محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
حاول أن يتذكر هذا الحلم العجيب
وراح يجمع تلك المشاهد الممزقة التي مازالت على جدار الذاكرة قبل أن تتلاشى في سُحب النسيان .
وكل ما يذكره من تفاصيل هذا الحلم أنه رأى نفسه مفقوداً وحيداً في صحراء مترامية الأطراف لا بداية ولا نهاية لها بل بلا غذاء ولا ماء …..!!
أدركه التعب بعد الجوع والعطش و كاد أن يُلقي حتفه ولكن على بُعد خطوات وجد عيناً من الماء , ولكن الماءَ كان غائراً لم يصل إليه .
راح يلقي في الماء قطعاً من الحجارة ربما يرتفع الماء قليلاً , كان بين الحجارة قطعة من الماس سُبحان من خلقها , كانت على شكل قلب ماسي لا نظير له في دنيا الأحجار الكريمة , لم ينتبه لتلك الماسة إلا بعد أن ألقاها في قاع البئر واستيقظ من نومه يحاول أن يتذكر شتات هذا الحلم العجيب ربما يجد له تفسيراً أو تفسره ذاكرة الأيام
تكرر هذا الحلم لديه عدة مرات بنفس التفاصيل ولكن بإضافات بسيطة كل مرة .
وكلما حاول أن يقص حلمه على أحد ….سمع صوتاً يُحذره من أن يقصَ رؤياه
في اليوم الثاني رأى نفس الحلم ولكن حينما ألقى الماسة في الماء أسف كل الأسف على ضياع تلك الماسة منه .
ضاعت الماسة ولم يرتفع الماء ليروي ظمأه
وفي اليوم الثالث رأى نفس الحلم ولكن حينما ألقى الماسة في الماء , تحولت إلى أجمل بنات حواء وقدمت له الماء وأنقذت حياته , بل دلته على الطريق وكانت له خير رفيق
ومضت دولة الأيام ولم ينس هذا الحلم قط .
وفي صباح أحد الأيام أرسلت له إحدى السيدات طلب صداقة فقبل صداقتها بناءاً على المعلومات التي قدمتها له , ثم تواصلت معه للاستشارة في بعض الأمور الفكرية , بينما حاولت أن تفهم مفاتيح هذا الرجل .
وحاول هو الأخر أن يكشف معالم تلك الشخصية .
وكان التواصل بينهما مستمراً وتبادلا الرأي والمشورة في الفكر والفن وفي كل شئ فيما يخص الثقافة وأمور الحياة الراهنة .
كان واسع الثقافة , لايصل لأعماق فكره أحدٌ بسهولة ويُسر .
وفي يوم سألته هل يعرف في تفسير الآحلام ؟
أجاب : لا أعرف ولكن أحاول
قال لها : أحكي لي حُلمك
قالت له : لقد رأيت نفسي قطعة من ماس أُلقي بي في بئر من الماء
وكلما فكرت أن أحكي الحلم أسمع صوتاً يُحذرني أن أنطق ببنت شفة
قال لها مكملاً الحلم : وقد سقيتي رجلاً كاد أن يموت في الصحراء , ثم كنتي له الدليل ونُعم الرفيق في الطريق .
قالت له : ياإلهي هذا تماماً ما حدث
قال لها وقد تم تحذيرك من قص هذا الحلم على أي أحد
قالت له وهي في غاية الاندهاش نعم ولكن كيف عرفتَ ؟
قال لها أنا الآن أفسر لك الحلم كاملاً
الصحراء هي رمز الحياة
صحراء بلا ماء ولا غذاء
حياة بلا حب ولا عشق وهكذا كانت حياتك
قطعة الماس هي الحب الذي هو أغلى شئ في الحياة , الحب الذي تبحثين عنه
عين الماء هي عين الحياة
ببساطة تبادلنا أعطيتك الماسة أعطيتكِ الحب , وأنتِ أعطيتني الحياة بشربة ماء في صحراء الحياة
وعاشا أجمل قصة حب في الوجود
حب لم ولن يتكرر بين الماء والماس
حب لن يقدر بثمن أغلى من الماس بما فيه من شعور وإحساس .