أنا لست على ما يرام ، أشعر بالأكتئاب…
إذا كنت تمر بتلك اللحظات خلال حياتك وتعترف بها وتبحث عن مخرج منها أو تلجأ لطلب المساعدة فاعلم أنك بخير وأنها فترة مؤقتة وفي الغالب أنت على علم بأسبابها واحترامك وتفهمك لتلك المرحلة التي تمر بها تجعلك تسترد ذاتك وتعود إلى طبيعتك سريعا فلا خوف عليك وإنما كل الخوف على هؤلاء الأشخاص الذين يرتدون قناع السعادة ليظهروا للعالم كله أنهم يعيشون حياة طبيعية بل وسعيدة أيضا على عكس ما يشعرون ، يبتسمون وكأن لا مكان للحزن بداخلهم ،بارعين في التفاعل مع الآخرين كما أن لديهم القدرة على إجراء محادثات ممتعة تجذب الأنظار إليهم ومع ذلك هم فاقدون للشعور بالسعادة يتملكهم اليأس والإحباط وفقد الرغبة في ممارسة الأنشطة المفضلة لديهم يتظاهرون بالسعادة وهم يعانون من اكتئاب داخلي شديد قد يؤدى بهم إلى الانتحار في بعض الأحيان لأنهم يعانون من “الاكتئاب المبتسم” وهو حالة من حالات “الاكتئاب اللا نمطي “
وهذا ما حذرت منه “أوليفيا ريميز” وهي طالبة دكتوراه في جامعة كامبريدج والتي أكدت أن “الاكتئاب المبتسم” ليس مصطلحا تقنيا يستخدمه علماء النفس بل إنه أقرب تسمية علمية لمن يصاب بالاكتئاب وينجح في إخفاء الأعراض ويعد أكبر قاتل للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما في المملكة المتحدة.
وقد وجد أنه من الصعب التعرف على المصابين بهذا النوع من الأكتئاب لأنهم يظهرون عكس ما يشعرون ،أتقنوا وبمهارة إخفاء معاناتهم الشخصية وكأن الحياة وردية…
ومنهم من يمتلك المال والمكانة الأجتماعية وآخرون يستمتعون بدفء الأسرة فيشعرون بالخجل في التعبير عن مشاعرهم السلبية فلا سبيل لديهم سوى تجاهل ما يؤلمهم وكبت مشاعرهم الحقيقية لذا يرتدي هؤلاء الأشخاص قناعا زائفا يتوارى كل منهم خلفه لإرضاء الناس على حساب نفسه ولا يدرك أنه يختنق تدريجيا ويقترب من حافة الهاوية.
ومن أبرز الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابين:
الحساسية المفرطة والشعور بالأذى اتجاه النقد أو الرفض.
إنكار مشاعر الخوف والحزن.
زيادة الشعور بالثقل في اليدين والساقين.
زيادة الشعور بالاكتئاب في المساء.
النوم لفترات أطول من المعتاد.
إضطراب الشهية.
وقد أثبتت الدراسات أنه ليس هناك أسباب واضحة للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب ولكن معظم المصابين به يعانون من سمات مشتركة منها أنهم أكثر من غيرهم في توقع الفشل بل و يميلون للتفكير في المواقف السلبية وليس لديهم القدرة على مواجهة الصعوبات والتغلب على المواقف المحرجة.
“أنا مكتئب أدعمني”
هذا ليس شعارا وإنما أولى خطوات النجاة من ذلك الأكتئاب الخطير هو أن تنزع قناعك الزائف وتعود إلى طبيعتك ولا تخجل من إظهار مشاعرك الحقيقية وطلب المساعدة حتى تحطم قيودك وتعود للحياة الطبيعية بابتسامة صادقة.