بقلم :عماد وديع
ظهر وباء كورونا فقامت حكومة الصين بخطوات أدهشت العالم مرة أخرى من خلال سلوكها ونجاحها في ضبط سلوك مليار ونصف المليار مواطن بكل يسر من خلال العزيمة والإصرار والإيمان بالعلم.
ولأن الصينيون شعب صامت وهادئ ويواجه المشاكل بالحلول والأبحاث العلمية وليس بالصراخ والأدعية والبرامج الفضائية التي تملأ الدنيا صخبا وجنونا دون فائدة فقامت بأول الخطوات الآيجابية بحظر التجوال في العديد من المدن ( أقل هذه المدن عددا يصل نحو 12 مليون نسمة )
وعلى الفور التزم الصينيون بالأوامر وأغلقت المطارات وتوقفت السيارات والتزم الصينيون في منازلهم واغلقوا النوافذ وقد أعدوا طعاما يكفي لاسبوعين .
لم نسمع عن معارضة صينية تستغل الوباء وتخرج للصراخ والتهويل اوتحرّيض للصينيون على خرق حظر التجوال .
في غضون أيام قلائل أقامت الحكومة الصينية أكبر مستشفى على بعد 9 كم من أول تجمع سكني وتم تجهيز المستشفى بالمعدات والمختبرات والأطباء وطواقم التمريض وبدأ العلماء الصينيون رحلة البحث عن العلاج ولم ينتظروا اى دولة او منظمة الصحة العالمية أن ترسل لهم العلاج .
وكانت الحكومة الصينية صادقة في كل كلمةولم تتعامل مع الأمر على أنه سراً كما قامت بتقسيم المدن والتجمعات السكانية الى أحياء وكل حي من هذه الاحياء يتكون من عدة ملايين من السكان وله مسئول مباشر ويستطيع السكان الاتصال بمكتب الحي على مدار 24 ساعة في اليوم والحصول على أية خدمة يحتاجونها من دون واسطة ومن دون أن يضطر المواطن الصيني أن يقول أنا فلان أو قريب علان أو أنه من هذا الحزب أو ذاك ولو ثبت أي تقصير يتم تقديم مسؤول الحي للمحاكمة وقد تصل العقوبة الى الاعدام .
ومن ينفذ الطعام في منزله خلال حظر التجوال يتصل بمكتب الحي فتقوم شركة التوصيل الحكومية بإرسال الطعام المناسب للعائلة ما يكفي لمدة أسبوعين ويقوم عمال التوصيل بقرع الجرس وترك الطعام أمام الباب والمغادرة وتأخذ الاسرة طعامها مجانا دون أن تضطر للشرح او التفسير أو يقسم رب المنزل مئات الأيمان الغليظة أنه لا يملك الطعام.
فالأساس هو السلوك الصادق و لكن من يصنع العبَث والسلوك العشوائي في مثل هذه الحالات فلن يستطيع مواجهة أي كوارث طبيعية أو أمراض طارئة
وبعد كل هذا الجهد المضنى قررت السلطات الصينية إغلاق جميع المستشفيات المؤقتة التي تم إنشاؤها لمعالجة مرضي الفيروس كورونا كما ظهر الرئيس الصيني داخل المستشفي المركزي لمدينة ووهان ظهر وسط أطباء المستشفي وجميعهم دون كمامات ودون أي إجراءات إحترازية غير عادية في إعلانٍ واضح للعالم أجمع عن بدء إنحسار الفيروس.
إن ماقامت وتقوم به السلطات الصينية من إجراءات منذ بدء الأزمة في ديسمبر ٢٠١٩ حتي اليوم هو بكل المقاييس وفي جميع المجالات طبيًا وهندسيًا وإداريًا وتنظيميًا وحتي إقتصادياً نموذج رائع ومدهش في مجال إدارة الأزمات والكوارث بشكل علمي مدروس وبقدرة مدهشة ومعجزة ادهشت العالم بأسره
هم انتصروا على الوباء بالعلم بالتكنولوحيا بالإصرار وليس بالدعاء والاتكال على غيبيات لم تشفع لاصحابهااوبالدعاء والتشفع بالأموات ليتنا نتعلم من الصينيين علم الحياة وليس علم الخرافة والدجل والنفاق الديني والتغييب والتجهيل
اعتقد ان الوقت الحالي يحتاج لتكاتف الجميع بعيدا عن اي فرقة سياسية او ايدولوجية او فكرية و يكفي اننا جميعا نجتمع في حب الانسانية و مصر و شعبها و الوقوف صف واحد في وجه الخطر اللي كلنا معرضين له حاليا، و نلتف حول دولتنا و حكومتنا ولصدهذا الخطر أصبح واجب وطني و إنسانى كبير
زر الذهاب إلى الأعلى