كتب/خطاب معوض خطاب
دينا العجمي والدة الطفل زين هيثم فكري، هذه الزوجة الشابة مثال للمرأة المصرية الصابرة المثابرة المجاهدة المحاربة من أجل أبنائها، فهذه الشابة التي لم تكمل 35 عاما، والتي انتقلت من الإسكندرية إلى القاهرة بعد زواجها، هي والدة الطفل زين هيثم فكري، الذي يعاني من مرض يطلق عليه “متلازمة بروجيريا” أو ما يسمى بالشيخوخة المبكرة.
وقد أصيب زين بهذا المرض قبل أن يكمل عامه الأول، حيث فوجئت أمه بعلامات غريبة بدأت تظهر عليه، فقد تساقطت أسنانه وشعر رأسه، وتغيرت ملامح وجهه التي أصبحت ملامح شيخ عجوز، كما انتشرت التجاعيد في وجهه وبرزت فيه العروق الزرقاء، وجحظت عيناه، وأصبح كل من يرى وجه الطفل الصغير يظنه شيخا كبيرا، كما أنه أصبح مهددا بالإصابة بتصلب الشرايين بالإضافة إلى السكتة القلبية والدماغية.
وهكذا فإن هذه الأم الشابة التي ترعى زوجها وثلاثة من الأبناء أوسطهم زين، وجدت نفسها وقد أصبحت شبه ميتة، فها هي ترى ابنها الصغير وقد أصابه مرض لا علاج له، ومن يصاب به يموت عادة قبل أن يصل عمره إلى 13 سنة، ففقدت الأمل في كل شيء، وتدهورت حالتها الصحية والنفسية كلما رأت ابنها المريض وهي عاجزة عن علاجه، ولكن أشد ما عانت وقاست منه كان نظرة الناس إلى ابنها المريض، الذي كان يتعرض للمضايقات، والأمهات والأطفال يتجنبوبه ويهربون منه بمجرد رؤيته خوفا منه، وهكذا قضت ما يقرب من سنة ونصف السنة من عمرها تحت ضغوط نفسية شديدة.
ثم انفرجت أساريرها حينما علمت بوجود أحد المراكز الطبية الأمريكية المتخصصة في علاج هذا المرض، يقوم بإجراء تجارب على دواء جديد لعلاج الأطفال المصابين بالشيخوخة المبكرة، فتواصلت معهم وحملت ابنها وطارت به إلى أمريكا في رحلة طلب علاجية تكفل بكل تكاليفها المركز الأمريكي، ولكن هذا المركز اشترط عدم تحمله مسئولية أي أعراض جانبية تصيب الطفل المريض من وراء هذا العلاج الجديد الذي ما زال في مرحلة التجارب، ويهدف إلى أن يحيا المريض إلى عمر 21 عاما بدلا من 13 عاما.
ولكن الأم الملهوفة على رؤية ابنها سليما معافى وافقت، بل ورحبت بتجربة هذا العلاج الجديد على ابنها أملا في شفائه، وفي نفس الوقت هي تتواصل أيضا مع مركز هولندي آخر للبحث عن علاج جديد لابنها المريض.
وهكذا تحيا الأم البطلة المحاربة دينا العجمي والدة الطفل زين هيثم فكري،فهي تحارب وتجاهد وتبذل كل ما في وسعها لعلاج طفلها المريض، وفي نفس الوقت هي تحارب وتناضل وتعمل وتسعى لكي يتقبل المحتمع ابنها بحالته وصورته التي هو عليها،
وتقول: “كل هدفي أن أسير في الشارع وألا يضايقني أحد أنا وابني زين”، وتقول: “في البداية حينما كنت أسمع عن ابني كلاما يجرحني كنت لا أخرج من البيت وأظل أبكي”، ولذلك فهي تخوض حاليا حربا شرسة تريد أن تخرج منها منتصرة، وانتصارها يكمن في تقبل المجتمع لابنها المريض، وأن يمن الله على ابنها زين بالشفاء التام والعاجل، حيث ترى الأم أن ابنها زين هو أجمل ما في الدنيا، بل هو بهجة الدنيا الحقيقية.
زر الذهاب إلى الأعلى