العقيد محمود بكر هو نفسه الكابتن محمود بكر المعلق الكروي الشهير وأحد نجوم الزمن الجميل، والذي ولد في يوم أول يناير سنة 1944 وتوفي في يوم 3 فبراير سنة 2016، ويعد واحدا من نجوم التعليق الكروي في مصر والوطن العربي، بالإضافة إلى أنه كان لاعبا متميزا ومدربا معروفا وإداريا كبيرا.
والكابتن محمود بكر الوقاد هو الشقيق الأصغر للملازم البطل الشهيد نبيل بكر الوقاد، والذي يعد أول شهيد مصري في حرب اليمن، وأحد أبطال الصاعقة المصرية، ووقت استشهاده كان أخوه محمود بكر الوقاد طالبا في الكلية البحرية، وبعد استشهاده طلب والده من الرئيس جمال عبد الناصر نقله إلى الكلية الحربية وهو ما حدث بالفعل وقتها، والمعروف أن الكابتن محمود بكر كان ملتحقا بسلاح حرس الحدود وشهد حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وظل بالخدمة في القوات المسلحة حتى حصوله على رتبة عقيد.
والكابتن محمود بكر هو أحد أفراد فريق الأولمبي السكندري لكرة القدم الذي فاز بالدوري العام موسم 1965/1966، وبعد اعتزاله عمل مدربا ثم إداريا وتدرج في المناصب الإدارية بالنادي حتى أصبح رئيسا لمجلس الإدارة، كما أنه كان عضوا باتحاد كرة القدم المصري.
ولعلنا نتذكر الكابتن محمود بكر المعلق الكروي ونتذكر إفيهاته الجريئة والعفوية التلقائية الشهيرة، حيث تميز بحسن قراءته لأفكار المدربين منذ بداية المباريات، كما تميز في تعليقه على مباريات كرة القدم بخفة الظل وروح الفكاهة، التي كانت تلازمه وتطغى على تعليقاته الكروية، وكانت له نوادر لا تنسى أثناء تعليقه على المباريات.
ومن أجمل تعليقاته التي كان يكررها عندما يتأخر بث المباريات بسبب طول الفترة الإعلانية قبل المباريات قوله: “عذرا للتأخير في نقل المباراة بسبب الإعلانات، والإعلانات هي اللي بتدفع رواتبنا”، وحينما كان يتأخر فريق في إحراز هدف ويحرزه في أواخر المباراة كان يقول: “المشجع اللي واقف في البلكونة بينفخ أو بيشرب سيجارة أو كوباية شاي أحب أقول له ادخل وشوف الجون”.
بالطبع لا ينسى أحد تعليقه الشهير على ضربة الجزاء التي احتسبت للمنتخب المصري في مباراته الشهيرة مع هولندا في كأس العالم 1990 بإيطاليا عندما قال: “هذا هو عدل السماء، عدالة السماء تهبط على استاد باليرمو”، والطريف أن بعض المحللين قالوا إن هذه اللعبة لم تكن ضربة جزاء على الإطلاق، فإعاقة لاعب هولندا “كومان” للاعب الفريق الوطني المصري حسام حسن كانت من خارج منطقة الجزاء، كما أن القانون وقتها كان يحتسب الخطأ من بداية وقوعه وليس من نهايته، ولكننا لم نشغل بالنا بهذا بل تناسيناه تماما، وربما يكون ذلك حبا وتعاطفا منا مع فريقنا الذي لعب يومها مباراة كبيرة، وربما إيمانا منا بأن عدالة السماء قد هبطت على استاد باليرمو بالفعل.