بقلم الكاتبة / نجلاء الراوي
وماذا عن ذكرى أتت .. لتذكرك بما تحاول جاهداً نسيانه.. لتنسف فى ثوانى كذبتك .. التى ظلت طويلاً ترددها داخلك لتقنع بها نفسك أنك قد تخطيت .. هكذا على أنفسنا نكذب عندما يعظم الألم .
ذكرى أتت لتحطم كبريائك .. تخبرك أنها ذكرى ولكن لن تموت .. وستزورك فى ميعادها شئت أم أبيت
اتت كأنها أمواج تتلاطم وتعلوا ، كأنما تعلن التمرد علي هدوء البحر الكاذب ..
ذكرى أتت لتفرض وجودها .. تربكك رغماً عنك تتسمر عيناك تتفحصها .. وبكاءً ينفجر داخلك .. إشتياقك يمنعك أن تتخطاها ..
كأن سيلاً من الإشتياق إنفجر بصدرك .. فكل ما فيك يشتاق ذلك الاسم وتلك الايام وذلك الشعور ..
كل الأشياء مازالت عالقة داخلك .. جميعها لم تغادرك .. الصوت الذى تعودت .. تلك الأحاديث .. تلك الحكايات .. وتلك الضحكات .. وتلك الغضبة .. ولحظات الشد والجذب
وتلك الفضفضات التى كنا نشتكى فيها لبعضنا ..
وتلك النبرات الحاسمة التى أحببت ..
وكيف كان أول لقاء .. و أخر لقاء .. و بعد كل ذلك تتسأل كيف إستطاع أن يفترقا التوأمان .
سامحنا الله ..فليست الذكرى هى الفاعلة وذكرتنا.. لكننا هكذا نقول لنستمر في الكذب علي أنفسنا بأننا نسينا و تخطينا لعلنا نستطيع يوماً أن ننسا ..
سلام الله على ذكرى تحيا بصميم القلب
عنوانها “لا تنسوا الفضل بينكم” .
زر الذهاب إلى الأعلى