مقالات

متى تعود الروح الرياضية إلى ملاعبنا؟

المسئولون واللاعبون هم أساس التعصب في ملاعبنا

كتب/خطاب معوض خطاب

نشكو جميعا من غياب الروح الرياضية ومن التعصب الذي انتشر عندنا في الوسط الرياضي، ونبكي على الأخلاق التي كادت تنعدم في ملاعبنا، ونتحسر عندما نرى تصرفات مسئولي أنديتنا ولاعبينا وهم يوقدون نار الفتنة بين الجماهير سواء عن عمد أو جهل، ورغم أننا جميعا نرى ما يحدث ونعرف أسبابه إلا أننا جميعا ندفن رؤوسنا في الرمال، ونتجاهل كل ذلك ونكتفي فقط بالبكاء والشكوى.

ولكن ما حدث في مباراة كرة القدم بين فريقي بايرن ميونيخ وهوفنهايم، والتي يوم السبت 29 فبراير في إطار الجولة 24 من الدوري الألماني، يعطينا درسا ويوصل لنا جميعا رسالة مفادها أن إصلاح أمر كرة القدم المصرية، والنجاح في القضاء على التعصب الذي تفشى فيها، سيتحقق فقط لو أراد المسئولون واللاعبون ذلك، ولكي نكون صرحاء مع أنفسنا أكثر فإنه لن يحدث أي تغيير في سلوك الجماهير، طالما ظل المسئولون واللاعبون هم أساس وسبب انتشار التعصب والفتنة في ملاعب الكرة المصرية.


ففي هذه المباراة التي أقيمت على أرض فريق هوفنهايم والتي انتهت بفوز بايرن ميونيخ 6/0، قام مشجعوا فريق بايرن ميونيخ بالهتاف ضد ديتمار هوب مالك نادي هوفنهايم، ورفعوا لافتات مسيئة له، رغم تقدم فريقها بهذا العدد الكبير من الأهداف، وبسبب أفعال هذه الجماهير توقفت المباراة مرتين، في الدقيقة 65 والدقيقة 77.

فماذا حدث حينها؟ لم نجد لاعبا يثير الجماهير المنافسة، ولم نجد لاعبا يستزيد الجماهير المؤيدة ليسيئوا لمنافسيه، بل وجدنا مسئولين ولاعبين على قدر المسئولية، ويفعلون ما لم ولن يخطر لنا يوما على بال، وكانت البداية من المقصورة، فالنجم الشهير كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي لفريق بايرن ميونيخ يقف ويصافح ديتمار هوب مالك نادي هوفنهايم، ويعتذر له أمام الجميع على تصرفات جماهير ناديه غير الرياضية، وفي نفس الوقت يقوم المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ بالتوجه لجماهير فريقه ويطالبهم بالهتاف لناديهم فقط والكف عن الإساءة لمالك النادي المنافس.


كان هذا موقف الإدارة والجهاز الفني، فماذا فعل اللاعبون، بعد استئناف اللعب في الدقيقة 77 قام لاعبوا الفريقين بتبادل الكرة فيما بينهم حتى انتهت المباراة، فلم يقم أي لاعب بمحاولة الهجوم على الفريق المنافس، بل ظل لاعبوا الفريقين يتبادلون الكرة بينهم وكأنهم لاعبوا فريق واحد وليسوا لاعبي فريقين متنافسين، وبعد انتهاء المباراة نزل مسئولوا الناديين إلى أرض الملعب وتصافحوا وطافوا أرجاءه معا، وأرسلوا رسالة فورية للجماهير بأنهم يد واحدة ضد التعصب والخروج على الروح الرياضية.

وأخيرا لنسأل أنفسنا سؤالا واحدا، ماذا لو حدث نفس الموقف في ملاعبنا؟! هل كان رئيس النادي سيعتذر هكذا لمنافسه؟! وهل كان اللاعبون سيفعلون مثلما فعل اللاعبون الألمان؟! ولنصارح أنفسنا وليجب كل منا على نفسه بنفسه، هل سنرتقي يوما ونقتدي بهؤلاء الألمان؟! أم أننا سنقتدي فقط بالألماني وعبده موتة والأسطورة، ونستمر كعادتنا في معايرة منافسينا والتحفيل عليهم وقصف الجبهات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock