بقلم / سنا الصباغ
ذاتَ عيدٍ …
زارنا الفرحُ على عكازةٍ
خطا خطوتين في بلادنا
تعثّرَ …
عند أول مفترقِ أمل
اصطدم بطفلٍ يعانقُ الرصيفَ
لم تنفع عكازهُ بإيقاظ أحلامهِ
سبقهُ صقيعُ الليلِ
فاستقلّ عربة بابانويل
و رحل …
تركَ وردةً على روحهِ الباردة
و مضى..
هناك……
على مقربةٍ من شجرة العيد المضيئة
تعثّرَ ثانيةً ..
ثمّة متّسعٌ من حزنٍ
يملؤه رجالٌ .. بأرواحِ عجائزَ
يتزاحمون في طابورِ الظلامِ
يرتجون بصيصَ فرح…
رفعَ عكازهُ
أشارَ للسماء…
أمطرت نوراً و ماء
سقطَ أحد الرجال…
وبكى الآخرون كما النساء …
هناااااك…
خلفَ نشوةِ الضوءِ
بموازاةِ حبالِ الزينة
تماماً عند جبهات الموت
ثمة أمٌّ تناظر الوقتَ
تعدُّ نجومَ الوطنِ .. بإصبع الشوقِ
تهيئُ حضنها لاستقبال نَجمِها
تغنّي :
( وينك يا ساعي البريد؟
ناطرة ابني بهالعيد..)
أطاحَ بعكّازهِ
زحف ينهبُ الأمل نحوها
و يقامرُ على لحنِ دمعِها
سبقهُ نجمٌ سقطَ من السماء
تابعتِ الأمُ :
(وينك يا ساعي البريد؟
ابني غيّر عنوانه
و سكن جوّا الوريد…
ولك زغردي يا أم الشهيد )
هنااك…
في آخر هزيعٍ للعيد..
على عتبات الصباح
سقط الفرحُ مغشيّاً عليه…
بعدما جابَ طرقاتِ الياسمين
و قطع بعكازهِ شوارعَ الأملِ
و اقتفى خطوات المتعبين
تلقّفه الحظُّ ..
كان هو الآخر زائراً لبلادنا..
لكنه جاءنا
على كرسي بدولابين..!!