الدكتور سيد بركات طبيب واستشاري الحميات والباطنة بمستشفى حميات إمبابة في حوار حصري لمجلة “سحر الحياة”:
فيروس كورونا المستجد "Covid_19" خطير جدا، والتزام المنازل واجب وحتمي.
كتب/خطاب معوض خطاب
** كورونا هو أسرع الفيروسات انتشارا وكذلك في العدوى.
** مستقبل كورونا مجهول ومخيف.
** قد تتشابه أعراض بعض الأمراض لكن علاجها يختلف.
** من تم شفاؤهم من كورونا قد يتعرضون لانتكاسات.
** هناك فوارق كبيرة بين الفيروس والميكروب.
فيروس كورونا المستجد هو حديث الساعة حاليا، ليس في مصر فقط، بل في العالم كله، وقد تجاوز عدد المصابين به حاليا المليون نسمة، بينما تقدر الوفيات الناتجة عن الإصابة به بعشرات الآلاف.
وحتى نوضح الصورة كاملة كان علينا أن نلتقي أحد قادة جيش مصر الأبيض، الذين يعتبرون خط الدفاع الأول في معركتنا مع هذا الفيروس، ولذلك التقت مجلة “سحر الحياة” الدكتور سيد بركات طبيب واستشاري الباطنة والحميات بمستشفى حميات إمبابة، وهو حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية طب قصر العيني سنة 1988، وعلى ماجستير الصحة العامة من جامعة عين شمس سنة 1994، وماجستير الأمراض الباطنة من جامعة القاهرة سنة 1998.
* في البداية طلبنا من الدكتور سيد بركات أن يخبرنا عن ماهية فيروس كورونا المستجد “Covid_19″؟
** كورونا فيروس شيطان، فهو أسرع فيروس في الانتشار وفي سرعة العدوى والتنقل وإصابة ضحايا جدد، وسرعة انتشاره أسية، بمعنى أننا لو لدينا اثنان من المرضى يصبحوا أربعة، والأربعة يصبحون ستة عشر في ساعات قليلة، فلو عندك مائة مصاب سيصبحون عشرة آلاف في أيام معدودة، وهذه كارثة لا نتمنى حدوثها.
وعند الشباب وصغار السن تتمكن المناعة من مقاومة فيروس كورونا والقضاء عليه، أما في حالة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة فإن الأمر يكون في غاية الخطورة، وشبح الموت يحوم حولهم ويصل إليهم أسرع.
* بالمناسبة نود أن تخبرنا عن الفارق بين الفيروس والميكروب؟
** ما لا يعلمه الكثيرون الفيروس جماد صغير الحجم للغاية ولا يرى بالعين المجردة، وهو لا حياة فيه خارج الخلية الحية، والحياة تنبض فيه فقط عند دخوله الخلية، فإذا دخلها سيطر عليها وجعلها مصنعا لمكوناته الوراثية، ولكي نقدر حجم الكارثة فلابد أن نعلم أن فيروس واحد فقط إذا دخل الخلية تمكن منها، وتنفجر الخلية بمئات الفيروسات المتكاثرة والتي تصيب الخلايا الأخرى.
أما الميكروب فهو عبارة عن خلية أحادية تتكاثر وتعيش داخل وخارج الكائنات الحية، وعند دخول الميكروب إلى الخلية المصابة يوجهها إلى صنع نسخ منه، ولكن بصورة أقل فتكا من الفيروس، ومنذ الوصول للبنسلين في أوائل القرن الماضي توصل الأطباء لعلاج لجميع العدوى الميكروبية، أما بالنسبة لمضادات الفيروسات فما زالت في بداياتها وتجاربها الأولية.
* تتشابه أعراض الإصابة بمرض الدرن “السل” وأعراض الإصابة بفيروس كورونا، فهل من الممكن الاعتماد على تطعيمات الدرن في التصدي لكورونا وخاصة أنه لا يوجد لكورونا علاج حتى الآن؟
** مرض الدرن “السل” يعد ميكروب عضوي TB bacilli، أما كورونا فهو فيروس، والتطعيم ضد الدرن “السل” لا يجدي نفعا في منع العدوى من كورونا، كما لا يصح أن نقول إن التطعيم ضد شلل الأطفال يمنع الجديري، فهنا القصة مختلفة، وكل مرض معد له تطعيم ومناعة مختلفة، نعم قد تتشابه الأعراض نوعا ما بين الكورونا والدرن والانفلونزا، لكن كل مرض له مسار مختلف وطرق علاج مختلفة وتطعيمات مختلفة.
*بالمناسبة ما هو الفارق بين النزلات الشعبية وفيروس كورونا؟
** الفارق بينهما كبير، من حيث ارتفاع درجة الحرارة، والذي يكون أعلى بكثير عند الإصابة بفيروس كورونا، وكذلك السعال الجاف الشديد والمتواصل بكون أكثر مع كورونا، وآلام الصدر تكون مع كورونا أشد، كما أن الوصول إلى التهاب رئوي يكون نادرا في النزلات الشعبية، أما في الكورونا فهو شائع بل ومميت إذا وصل الأمر إلى التهاب رئوي وفشل في وظائف التنفس.
وعلاج النزلات الشعبية سهل ومتاح، مجرد خافض للحرارة وسوائل دافئة بالإضافة لعلاج السبب لو ميكروب، فنعطي المريض مضادات حيوية، أما في الكورونا فالوضع مختلف وكارثي.
* وبالنسبة للكورتيزون هل يوجد له دور في علاج المصابين بفيروس كورونا؟
** لا يوجد دور للكورتيزون في علاج الكورونا، بل على العكس تماما، فعند استعماله في أول الإصابة يؤدي إلى زيادة انتعاش الفيروس، ويتسبب في نقص مناعة المريض بصورة كبيرة، ولكن قد نستعمله فقط في حالة حدوث التهاب رئوي لمنع الدخول في مضاعفات.
* من يصاب بفيروس كورونا ويتم شفاؤه هل يحصل على مناعة أم من الممكن أن يصاب به مرة أخرى؟
** كما نقول فإن فيروس كورونا مستجد، ومعلوماتنا عنه أتتنا من الصين حيث ظهر هناك للمرة الأولى، وبالفعل هناك حالات في الصين شفيت ثم حدثت لها انتكاسات وظهرت عليها الأعراض مرة أخرى، وهذا حاليا تحت البحث من جانب الأطباء في الصين.
والسؤال هو ما الذي يسعى له الأطباء في العالم كله حاليا؟ فالهدف حاليا هو تحجيم المرض ومنع انتشاره، وذلك بمنع حدوث إصابات جديدة، والتعامل مع مضاعفات المرض وعلاجها ومحاولة تقليل نسبة الوفيات، أما الدراسات حول عودة المرض أو أنه قد يتحول إلى مرض مزمن، فهذا الكلام حاليا سابق لأوانه.
* إذا متى نقول إن المصاب بفيروس كورونا قد شفي تماما؟
** شفاء المريض المصاب بفيروس كورونا يتحقق عند انتهاء الأعراض التي صاحبت إصابته بالمرض، مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وضيق التنفس، وكذلك عند عودة الفحوص المعملية إلى صورتها الطبيعية، صورة الدم، وتحول PCR من إيجابي إلى سلبي، وعند عودة الأشعات للصدر الأشعة العادية XRAY، وكذلك عودة الأشعة المقطعية على الصدر إلى حالتها قبل الإصابة.
* هل التزام البيوت ضروري؟ وهل تأخرت الحكومة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الجائحة؟
** التزام البيوت وعدم التواجد في تجمعات واجب وحتمي، وإعانة الطبقات الفقيرة والمعدمة واجب حكومي،. وذلك بالاشتراك مع المجتمع المدني والأثرياء.
والحكومة بالفعل في البداية لم تتعامل بجدية مع هذا الوباء، فقد تأخرت في اتخاذ العديد من الإجراءات التي كانت من الممكن أن تقلل نسبة الإصابات عما هي عليه حاليا، وذلك بمنع السفر وإغلاق الحدود، ووقف الدراسة مبكرا، وأيضا فرض حظر التجوال مبكرا.
* وكيف ترى المستقبل مع هذا الوباء؟
** بصراحة مستقبل هذا الوباء مجهول، خاصة وأنه بدأ يتحور، فقد ثبت أنه توجد بعض الحالات التي انتقل إليها عبر الهواء، كما أنه ينتقل عبر الماء في حمامات السباحة، ولكنني أتعشم خيرا في زوال هذا الوباء قريبا، وأن يصبح مرضا أو عدوى عادية، مثل الإنفلونزا وسارس وإيبولا وزيكا، ولكن هذا لن يتحقق إلا باتحاد عالمي وبجهود مخلصة من علماء وباحثين وأطباء، وبإذن الله سيصبح هذا الوباء يوما مجرد ذكرى مرت، ويكون غالبية البشر قد اكتسبوا مناعة ضده.
*ما رأيك في ما يثار من اتهامات للصين وأمريكا بالتسبب في انتشار فيروس كورونا؟
** للأسف الشديد أنا أرجح نظرية المؤامرة وأعتبرها صحيحة بل وأؤمن بها، فالعالم حاليا تحكمه شياطين سياسة واقتصاد، وأخشى أن يكون فيروس كورونا بداية لأوبئة أشد فتكا وأكثر ضراوة.
والصين مصدر المرض وتمثل بداية انطلاقته، وأخفت عن العالم كله حقيقة الإصابات والوفيات، ولو قلت إن الوفيات في الصين تقدر بمئات الألوف فلن أكون مبالغا، والحكومة الصينية سمحت للشعب الصيني بالسفر لمختلف دول العالم، مما ساعد ذلك في انتشار المرض في العالم كله، وأمريكا كذلك متواطئة وربما يوجد بينهما اتفاق سري للترويج لإنتاج أدوية وطعوم لانعاش شركات الأدوية والأمصال، وأكاد أجزم أن الدول الأوروبية شاركتهم المكر والخديعة، وذلك للتخلص من أعباء ونفقات المسنين في أوروبا وهم يمثلون ثلث المجتمعات الأوروبية.
* المعروف أن فيروس كورونا ينتقل من إنسان لإنسان، فمن نقل الفيروس للمصاب الأول بهذا الفيروس؟
** الفيرزس ينتقل عادة بين الحيوانات، ثم حدثت له طفرة جينية قد تكون بفعل فاعل مكنته من الانتقال من الحيوان “الخفاش” إلى الإنسان، ثم حدث له تغير جيني بفعل فاعل فأصبح ينتقل من إنسان إلى إنسان.
وفي يقيني أن الذي حدث ما هو إلا عبارة عن تدخل شيطاني إنساني في جينات فيروس، أودى بنا إلى هذه الكارثة، وهذا ليس خيالا، وأنا أعلم علم اليقين أن فيروس الإيدز مخلق في المعامل، وكذلك فيروس إنفلونزا الطيور، وأحيطك علما بأن إنتاج عقار التاميفلو المستخدم في علاج إنفلونزا الطيور قد جنى منه رامسفيلد وشركات الأدوية مليارات الدولارات، وهذا ليس سرا، بل هو منشور ومعروف.
* السؤال الأخير، وردت إلينا بعض الصور لمصلين يرتادون المساجد في أونيسيا وهم يرتدون الكمامات، بينما عاى الجانب الآخر نجد أن السلطات السعودة قد قامت بإغلاق الحرمين الشريفين، وأغلقنا نحن هنا المساجد، فما رأيك في هذا؟
** من المعروف أن المصابين بفيروس كورونا في إندونيسيا عددهم قليل للغاية، وهم فتحوا المساجد للصلاة بعد تعقيمها، وألبسوا المصلين الكمامات، وفرضوا مسافات بين المصلين وبعضهم البعض، والسعودية أغلقت الحرمين الشريفين لوجود معتمرين من جميع دول العالم، وخافت السلطات هناك أن تصبح مكة والمدينة “ووهان” أخرى، وأتعشم بإذن الله أن تفتح المساجد عندنا في منتصف رمضان، مع الحرص على الالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية المعروفة.