مقالي اليوم عن الفيروس القاتل COVID 19 برؤية مختلفة ومن زوايا متنوعة فهناك من تناول هذ الأمر من الناحية الدينية وقال بأن هذا الفيروس والوباء ما هو إلا عقوبة من الله لنعود للطريق القويم بعد أن فقدنا الاقتداء بالسنة المشرفة والقران الكريم وأحكامهم ولكن هذا الرأي من وجهة نظري به شطط وميل نحو التشدد الديني والغير مبني على أسس علمية بل وفيه شبهة الظلم وقد نفي الله الظلم عن نفسه فلما لا نري هذا الأمر كما رأه الخلفاء الراشدون.
فالمرض والصحة آيات من الله في الدنيا للاختبار وقد انتشر مرض الطاعون في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب فعاد من طريق سفره للشام فسئل هل تفر من قضاء الله فرد قائلا “أفر من قضاء الله إلى قضاء الله”. وقد قال تعالى: “وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” “الأنبياء 35” لذا فإن انتشار الأمراض، إنما هي سنة الحياة، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: “وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ”. “يس 107” لذا لا تشغل بالك فنحن نعيش في رحمة الله والتي تطهرنا من بعض ما يصيبنا من ذنب وتأجرنا على صبرنا.
ومن الناحية العلمية فقد كان الباحث الإنجليزي “توماس روبرت مالتوس” من المتخصصين في علم السكان والاقتصاد السياسي والذي قد تم مولده يوم 14 فبراير 1766م وكانت وفاته في 23 ديسمبر 1834م. وقد أشتهر في الأوساط العلمية بنظرياته المؤثرة حول التكاثر السكاني. في العصر الحديث، علماً بأنه كان ينتمي لأسرة إنجليزية ميسورة الحال، وكان يري أن الاختلال بين الزيادة في السكان والزيادة في المواد الغذائية سوف يؤدي بالضرورة لتدخل عوامل خارجية من شأنها إعادة التوازن بين نمو السكان ونمو المواد الغذائية.
فقد وضح بريزس ويونج في بحثهم عن السكان والاقتصاد ” Brezis, Elise & Young, Warren. (2014). Population and economic growth” أن نظرية مالتوس هي أول نظرية حديثة تتحدث عن علاقة السكان بالظروف الاقتصادية. فقد لاحظ مالتوس تزايد كل من السكان والموارد الغذائية مع مرور الزمن، ولكنهما لا يتزايدان بنفس المعدل. وأكد على أن زيادة السكان أكبر من زيادة الأرض في انتاج الغذاء للسكان، وإذا لم يعق نموهم عائق ما فإن السكان يتزايدون في شكل متتالية هندسية (400،300،200،100) في حين أن تكون زيادة الغذاء في شكل متوالية حسابية (4،3،2،1)، مما أدى به إلى طرح مواقف غير إنسانية للحد من النمو السكاني.
ويشير مالتوس في هذه النظرية إلى وجود أدوات لمنع تلك الزيادة السكانية وهي تنقسم لقسمين هما: موانع إيجابية: تؤثر مباشرة في إحداث تغيير في عدد السكان مثل: المجاعات، والأمراض، والحروب. وتنتشر هذه الموانع القهرية في الدول النامية وبالتالي تقضي على جزء من السكان ثم يعود بعدها التوازن بين السكان وكميات الغداء مرة أخري، وموانع وقائية (إرادية): مثل عدم الإقبال على الزواج أو تأجيله.
وتسود مثل هذه الموانع في الدول المتقدمة وينتج عنها في النهاية توازن بين عدد السكان وكميات الغداء. وبالتالي فإن الإنسان لن يحيا بدون غذاء لذا عندما يكون السكان والغذاء قوتين غير متكافئتان فلابد أن يتم توجيههما نحو التعادل والتوازن، وأشار مالتوس إلى أن السكان قادرون على المضاعفة مرة كل 25 عاماً إذا لم تقم تلك العقبات على التسبب في وقف تلك المضاعفة، أما الإنتاج الزراعي فإنه لا يستطيع مواكبة هذه الزيادة وبالتالي لابد من الحد من هذه الزيادة السكانية.
وفي نهاية مقالي فإني أوضح حقيقة الأمر حيث أن الأمراض هي من آيات الله وليست عقاب لذا فلا مجال لإعتبار هذا الفيروس القاتل رسالة رعب وإرهاب نتيجة غضب من الله الرحمن الرحيم علي البشر علماً بأن الحديث الشريف يقول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله -تعالى، فيغفر لهم” .رواه مسلم.
أما من ناحية العلم واحتمالية المؤامرة من جهات خفية تدبر الأمر لتحقيق توازن العالم وتوفير موارد اقتصادية من خلال تقليص عدد السكان وأعتقد أن نظرية مالتوس تدعها رغم أنها تميل للعنصرية وقد تم استغلالها سابقاً كمبررً للإبادة الجماعية لكثير من الشعوب والعديد من العرقيات والأجناس الغير نقية حيث تم إجبار أبناء بعض العرقيات المضطهدة كالسود والهنود في أمريكا على إجراء التعقيم القسري وقد قال “آلان تشيس” في كتابه (تركة مالتوس) إن 87,636 شخص قد جرى تعقيمهم قسراً فيما بين عامي 1907 و1964 في أمريكا و التي كانت تظهر كأنها طواعية في الظاهر غير إنها قسرية في الخفاء حيث أنها جرت عنوة في واقع الحال. وأقتبس “آلان تشيس” من القاضي الفدرالي گرهارد گسل Gerhard Gesell قوله في عام 1974 في خضم قضية ترافعت فيها المحاكم لمصلحة ضحايا التعقيم القسري للفقراء: (على مدى السنوات القليلة الماضية قامت الدولة والهيئات والوكالات الفيدرالية بتعقيم ما بين مائة إلى مائة وخمسين ألف شخص سنويا من متدني الدخل الفقراء).
هذا كان في القديم ولكن الأن الدول المتحضرة التي نتعلم منها الطب تحذر مرضى المستشفيات التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بأنه من الممكن حرمانهم من الرعاية المنقذة للحياة، أو ما يعرف بأجهزة الإعاشة، في حال انتشر فيروس كورونا في بريطانيا، حيث ستكون وحدات العناية المركزة مشغولة بمكافحة الخطر، ووفقاً لتقرير نشره موقع صحيفة «الإندبندنت» البريطانية ، وبموجب بروتوكول يسمى «الحكماء ثلاثة»، سيضطر ثلاثة من كبار المستشارين في كل مستشفى إلى اتخاذ قرارات بشأن تقديم الخدمات الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعي ، وهذا يعني أنه سيتم التضحية ببعض البشر لضمان معيشة البعض وذلك وفق ما تقتضيه الضرورة.
ولا أملك في نهاية مقالي إلا أن أفتخر بكوني مصري له كرامته وحرمته وقيمته وأهميته وتقديره من رئيس الدولة والإدارات التابعة لها والمقدمة للخدمات بجهد مشهود وكفاءة متناهية وذلك بهدف تقديم معيشة متميزة
ورعاية طبية راقية دون كلل أو ملل ولم تسعي الدولة كغيرها من الدول لفصل العمالة او تخفيض الرواتب وقريباً ستنتهي الغمة وذلك سيكون ببصمة مصرية وستكونون شهود علي ذلك وحينها سنزداد فخراً بكوننا شعب مصر وأبنائها الأبرار وأصحاب الجهد في اكتشاف علاج فعال لهذا القاتل الفتاك COVID 19 ولكن من يرحمنا من قتلة الظلام وأصحاب الفكر الظلامي والعنصري الذي يرهب العالم بترويجه الإشاعات الكاذبة والبيانات المضللة ولكن أقول لهم رسالة كل المصريين لهم ” قل موتوا بغيظكم”.