بقلم بشرى غنام
نحن العرب بين عراقة الماضي وأصالته وبين حداثة الواقع الذي نعيشه وضحالته ، والسؤال الذي يطرح نفسه وببساطة ، هل كل ماهو ماض أصيل وعريق وفريد؟؟ وهل كل ما هو جديد وحديث ضحل وسطحي ويعنى بالظاهر أكثر من الباطن وبالقشرة على حساب النواة(اللب)) ؟؟
هل ينفعنا كأمة عريقة جرارة بالعدد والعدة ان نبقى أسرى ماضينا التليد نقف على أطلاله ونبكي مافقدناه؟؟
هل الحداثة والعولمة وماحملته لهذا العالم من تطور وتقدم ضرتنا وحجمت عقولنا وجعلتنا نتخلف أكثر فأكثر عن ركب الحضارة الذي يمشي بخطى سريعة في كل المجالات؟؟
وهل الخطأ في منظومة التطور العالمي أم الخلل في منظومتنا الدماغية كأفراد أولا” وكمجتمع ثانيا”؟؟
أسئلةكثيرة مطروحة للنقاش تعصف يوميا” بأذهان أصحاب الفكر فهل من إجابات؟
عشنا كأمة عربية ماض مجيد تليد، أصحاب علم وفكر وثقافة ، صدرنا نتاج فكرنا للعالم كله، كنا أصحاب عقول منفتحة على كل الثقافات نأخذ منها مايفيدنا ويناسبنا ونترك مايخالف واقعنا ولاينسجم مع مجتمعاتنا،كنا أصحاب بحث وريادة ، همة العمل محركنا نتغلب بها على كل الصعوبات والمعوقات فماذا حل بنا الآن؟؟
لم يعد يعنينا من العمل إلا مردوده المادي ، ولم يعد يسعدنا من النجاح والتفوق إلا ذاك اللقب الذي سيندرج أمام أسمنا فيزيد ( حسب مانعتقد) من فخامة الاسم ، صرنا نعتني بالحصول على لقب أكثر من عنايتنا بالتحصيل ونوعيته و بما سيحمله لنا هذا اللقب من مسؤولية أمام أنفسنا وأمام مجتمعاتنا .
وإذا راجعنا أسماء العلماء والعباقرة ورواد الفكر كما ذكروا في التاريخ لرأينا اسم ابن سينا وابن خلدون والرازي واينشتاين واديسون طه حسين والعقاد وغيرهم بالآلاف لم يسبق اسماءهم لقب أو مركز ، همهم الوحيد كان البحث والعمل والابداع فوصلوا الى ماوصلوا إليه من مكانة علمية أو أدبية .
“وهم العلم هو بداية الجهل” مقولة للدكتور المفكر محمد حسن كامل توضح وببساطة أن التوهم بالحصول على كامل درجات العلم أساس الجهل
نحن كمجتمعات عربية نعاني أكثرمانعاني من التصحر الفكري الذي حصدناه من العولمة على عكس ماهو متوقع. جفاف الفكر ووهم العلم ميراث عقيم يعطل آلة التفكير والابتكارو الإبداع.
(( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))
إن استهلاكنا لأدوات العولمة تجعل منا ضحايا لها ونحن باعتقادنا أننا امتلكنا مفاتيح العلم والحداثة والإبداع وذلك باستهلاكنا الخاطيء للتكنولوجية الجديدة ، مبتعدين كل البعد عن البحث والتأمل والتفكير.
يقول الكاتب والباحث فوزي عباس محمود :”هل أضحى العلم في ديار الغرباء أقفالا” موصدة للتطوروالطموح في ديارنا؟
نعم وللأسف نحن نعيش هذا التصحر الفكري العلمي الذي أصاب عقولنا وخصوصا شريحة الشباب فأفقدهم القدرة على الخلق والتجديد والتطوير والإنتاج ؛ إلا فيما ندر .
والخوف الأكبر أن يغزوا هذا التصحر النخبة المثقفة المبدعة ويتركنا نشحذ قطرات العلم والفكر من تجارب الغير .
زر الذهاب إلى الأعلى