الدكتورة نعمت الداهوك
مدرسة في جامعة دمشق _كلية التربية _قسم علم نفس
لعل طيف اضطراب التوحد من أهم الاضطرابات التي حيرت العلماء لولا مجيء (فايرس كورونا كوفيد 19 ) ليفرض سجنه على العالم بأكمله ..وينافس طيف التوحد عند الأطفال بالانشغال والبحث عن أسبابه الحقيقية.
خطأ التشخيص:
كثيراً ما قرأنا أسباباً افترضها علماء النفس الأمريكان حول تشكل هذا الاضطراب ..كمرض سببه تلوث البيئة بمادة الرصاص ونقص الاوكسجين ..والمعلبات والمأكولات المحفوظة والجاهزة .. ومنهم من قال أنه مرض مناعي بسبب الأحماض في المعدة ..واحضر برامج غذائية لتتبعها الأم مع طفلها ولكن هذا كان عبثاً في عبث ..ومنهم من قال أنه اضطراب عقلي بسبب مرض الأم أثناء الحمل و تناولها لأدوية ومواد تضر بالجنين وتطوره ..وتؤدي إلى عسر الولادة وتأخر الوليد في استنشاق الهواء .. وهنا يتداخل التشخيص مع مرض التخلف العقلي عند الأطفال والأذية الدماغية ..لنتفاجأ بأن بعض المصابين باضطراب التوحد قد يكونوا عباقرة في جانب من جوانب التفكير أخذ جل تفكيرهم ..
إذاً ما حقيقة هذا الاضطراب ??
*الام هي الأساس
_اختيار الزوج والتوافق الزواجي:
فالرضا والقبول والمحبة أساس العلاقة الزوجية الناجحة التي تتطلب زوجين على قدر من الوعي والتبصّر بأهمية تكوين أسرة متفاهمة متحابة وتربية أطفال في جو حميمي مستقر .. يسوده التواصل الروحي والاجتماعي أفراد الأسرة وأهل الزوجين لتحقيق الصلات الاجتماعية للأطفال..
*وعي الأم بتربية أبنائها.. وتثقيفها صحياً ونفسياً واجتماعياً : فلم تعد التربية كالسابق يشارك بها الجدات والعمات والخالات والجيران ..وإنما أصبحت ملقاة على عاتق الأم لوحدها. مما جعل طيف التوحد يحوم حول الأم الصغيرة في السن ..غير الواعية بواجبات الأمومة…
او الأم الموظفة التي تتحمل أعباء داخل المنزل وخارجه ..مما يجعلها مضطرة إلى ترك الطفل مع مربية لا تأبه بنمائه النفسي مثل أمه.. أو تركه وحيداً أمام شاشة التلفاز التي تسلب عقله و وعيه وتشد انتباهه بألوانها وحركة شخوصها ..وأضوائها المبهرة ..
ومما يزيد الطين بلة هو إنجاب الام لطفل آخر في حين لم يكمل الطفل الأول عامه الثاني ..مما يدخل الطفل في دوامة الرفض ..والعزلة النفسية عن أهله الذين تركوه في أهم مرحلة نمائية له ..حيث لم يكتمل تشكيل مفهومه حول ذاته بعد .. ولم يُنه فطامه النفسي بشكل طبيعي ..كل هذه الأسباب باختصار شديد تؤهب لاضطراب التوحد .. وتتفاقم حال الطفل الى الحرمان الروحي النفسي البيئي الفكري المعرفي ..كل ذلك بسبب فقدان حضن الأم وحنانها وتقبلها واهتمامها به ..
وفي ظل غياب الصلات الاجتماعية وأهمها صلة الرحم …
_هل يشفى طفل التوحد ؟؟
إن الكشف المبكر عن الأعراض التي تصيب الطفل كرفض النظر الى وجه أمه .. والاندماج الكامل بشاشة التلفاز وعدم الرد على مناداته باسمه ..وعدم تبادل الابتسامات بينه وبين أهله وخصوصاً امه .
ان الكشف المبكر عن الاعراض ينقذ الطفل وأهله من مغبة الدخول في عالم التوحد والعزلة والانغلاق (Autism)
ويمكن الشفاء عندما تتدرب الأم على التعامل الصحي والنفسي مع طفلها ..واعتبار كل طفل هو مشروع مستقبل وحياة .. وليس رغبة في انجاب عدد كبير من الأطفال فالانجاب المتعدد لم يعد ميزة ..ولا يدل إلا على الجهل والتخلف وعدم احترام للذات الانسانية…
وقد قمت بإعداد بحث الكتروني وتم تطبيق استبيان على أمهات التوحد على مستوى الوطن العربي وقد تبينت النتائج الآتية
_الذي يشخص الاضطراب طبيب عام وفي أحسن الأحوال طبيب أطفال غير متخصص بذلك الاضطراب .
_هناك تسرع في التشخيص.
_هناك تقارب مابين الحمول وعدم ترك فرصة لنمو الطفل .وكانت نسبة التقارب بين الطفل واخيه التي لاتتعدى السنتين تصل الى 90%…
_كانت الأم غير مستعدة لاستقبال طفل جديد.
_نسبة لاتقل عن 95% من الحالات المشخصة على أنها توحد كانت من الذكور .
_تبين من خلال مقابلة عينة من الأمهات على مستوى الوطن العربي أن صعوبة النطق عند البنات المشخصة توحد (خطأ) كانت بسبب مشكلات سمعية
_مشكلات النطق عند الذكور المشخصين توحد(خطأ) كانت بسبب ضعف القدرات اللغوية عند الذكور بالمقارنة مع الاناث ..والذين عادة مايتأخرون في النطق من جهة .ومن جهة أخرى بسبب قلة إعداد وتاهيل وتدريب الأم على مهارات النطق عند ابنها لذلك تتفاقم حاله .
_نسبة تحسن نطق الطفل في المعاهد لاتزيد عن 30% من وجهة نظر الأمهات .
_ صرحت الأمهات اللواتي أجبن على الاستبيان الالكتروني ان نسبة الأطفال الذي تم تشخيصهم (توحد) كانوا من مدمني شاشة التلفاز وبالأخص قناة طيور الجنة.المخصصة للأطفال وأن الأمهات اللاتي أوقفن مشاهدة التلفاز لأبنائهن .. وقمن بالتواصل واللعب معهم ..ابدوا تحسناً في النطق والتواصل الاجتماعي
.
أخيراً وليس آخراً ..
انقطاع الأواصر والصلات بين الأهل والأقارب ..قد يجعل طيف التوحد يحوم حول أطفال المستقبل…
إقرأ المزيد طفل التوحد أمه بطاقة له في المجتمع والأسرة