مقالات
رمضان في القلب
كتبت : صفاء القاضي
ها هو رمضان يطرق أبواب الزمان …بطلته العجيبة , تلك الطلة التي تفوح في الشوارع وتعطر الحياة وتبخر النفس بعبق قدسي ساحر
رمضان ..هو أكل جدتك اللذيذ الذي لن تأكل مثله في عمرك كله إلا من يديها
هو سلطة أمك الفواحة برائحة الخضرة والليمون في ساعة الغروب …ورائحتها تملأ المكان تصل إلى أنفك بلطف على صوت الشيخ محمد رفعت وهو يرفع الآذان
ما أجمل أكواب العصير المعصور بحب , مجهز ومنقوع من أول النهار منتظرا اللحظة الحلوة ..
ما أجمل لمة العائلة وحنان الأخوة وهم يبحثون عن الذي لم يفطر …يفسحون لبعضهم المكان , وقبل أن تشرب أول رشفة للإفطار تناول الكوب لأخوك أو أختك …
رمضان هو الحنان والدفا هو اجتماع المشاعر القلبية المدفونة طول العام تنتظر حلول رمضان لتشرق وتنتشر …
فاح العبق يا رمضان وهاهي أيامك الجميلة تطل علينا وتبحث عنا ..
وبرغم كل شئ جاء رمضان يربت على أكتافنا ويطمئنها ويقول لعل القادم خير …
توقفت عجلة الحياة بتلك الجائحة التي كانت بمثابة طامة كبرى ..
ففي الوقت الذي انتشر فيه العلم وتطور الطب وانتصر على أعتى الأمراض المستعصية وهزم المرض
فلم تكن هناك أمراض تعصى علي الدواء والشفاء الإ النادر جدا , و ينتظرون بل ويتوقعون التوصل لعلاج لها .
ربما أخذتنا العزة والثقة بالعلم المتقدم الذي وصل إلى ذروة النجاح والسيطرة والتحكم وصل إلى قمة المجد الطبي .
وعلى تلك القمة الشماء ..ظهر الفيروس العجيب الذي عجز أمامه العلم والطب وعجز الدواء …ثم مات الطبيب على يديه ..
إنه الفيروس الصغير الذي أثبت للعالم أن الإنسان بكل علمه وجبروته وتقدمه وحداثته أضعف من جناح بعوضة ..
والآن يأتي رمضان بدون مساجد وبدون أهازيج القدوم وتراويح الليالي النيرة …
ربما وطأة الأحزان تخنق الذكريات الجميلة فلا تدعها تتنفس …ربما الشدة تغزو القلب ….
نقول لرمضان نحتاج لك …
إلى لياليك المقمرة المنيرة بنورالذكر والترتيل …
إلى نهارك الموقر المتوج بتاج العبادة والطاعة ..
إلى وجودك اشتقنا …فربما يغسلنا الشهر الكريم من الآلام
وربما ترحل الشدائد وتأتي الأيام التي تحمل الرحمة والعتق …
رمضان …وبرغم الوباء الذي عجز العالم عن مواجهته ..
وبرغم توقف الحياة ..وبرغم كل شئ
فما زال في القلب حنين .
إقرأ المزيد فى زمن الكورونا …أحكام وفتاوى شهر رمضان
“بالفيديو “طعم السينما ” مع الدكتور الفنان أيمن عبد الرحمن في رمضان