مقالات
“رمضان دروس ربانية” حفظ اللسان
صوم رمضان مدرسة عظيمة تتكامل فيها كل الصفات الإنسانية والقيم الأخلاقية في نفس الصائم من خلال صوم الجسد والجوارح عن كل شيء حتى ماأحله الله وانعكاس هذا الصوم على الفرد والمجتمع
ومن هنا يأتي الدرس الأخلاقي العظيم الذي يتعلمه الصائم في رمضان حين يتعرض للسب أو القول السيئ فهو لا يرد على من أساء إليه بالمثل ولا يسبه
فقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام:” فإن امرؤ سبه احد أو قاتله فليقل إني صائم”
وهذا خلق يحفظ للصائم صومه ويجنبه زلات اللسان إذا رد على من أساء إليه بالقول السيئ وهو تدريب وتربية خلقية عظيمة للمسلم في التسامح والتسامي عن صغائر الأمور و بذرة طيبة إذا غرسها الصائم في رمضان سيكون قادرا على العفو والصفح والتسامح بعد رمضان وتصبح عادة خلقية اكتسبها وأصبحت ملازمة له ويكون قد نال بذلك شرف الخلق الحسن ونيل درجة العافين عن الناس التي وعدهم الله بها.
والحقيقة أن المسلم والصائم الحق هو من حفظ لسانه عن السب والفحش والغيبة والنميمة وقول الزور ف”المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”
ولم يقف الأمر عند عدم رد المسلم الصائم بالإساءة لمن أساء إليه بل وصل إلى أن يكون خلقه سلام ورده سلام ليحشر في دار السلام
فقد جاء في وصف عباد الرحمن في الفرقان ٦٣ قوله تعالى:”وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”
واعتقد أننا أحوج ما نكون إلى التحلي بهذا الخلق القويم من الصفح والتسامح والعفو والغفران بعد رمضان لنحفظ أنفسنا من العثرات وننال مغفرة الله ورحمته فمن ضمن سلامة اللسان ضمن الجنة.
إعداد وتقديم
د ميرفت مهران
١٢/٥/٢٠٢٠
رمضان دروس ربانية “التذكير بالفقراء والمحتاجين”