حياة الفنانين
سميرة غانم”القصيدة هي أغنيتي التي تبهج روحي والكتاب حبيبي الذي ألجأ إليه كلما سنحت لي الفرصة
حوار الهام غانم عيسى
إخراج / ريما السعد
شاعرة وكاتبة لبنانية مبدعة متمكنة فرضت حضورها على الساحة الأدبية والثقافية تصوغ حروف عذبة متناهية تعزف على أوتار سيمفونية عشق كتبت الشعر مبكرا ومازالت تواصل إبداعها عاشقة لوطنها الحبيب لبنان كتبت للوطن والإنسانية والحب تكتب كل ماهو جميل صدر لها ديوانها الأول بعنوان ثرثرة شفاه مطبقة وكتاب ثاني باللغة المحكية بعنوان عمر هربان
وكتاب ثالث بعنوان تيه وحاليا لديها اربعة كتب قيد التجهيز للطباعة أنها الكاتبة والشاعرة اللبنانية سميرة غانم
من أين كانت نقطة الانطلاق للشاعرة سميرة غانم في كتابة الشعر ؟
– كان لأساتذتي في المدرسة دور فعال في تشجيعي لأنهم كانوا دوماً يقولون لي عند تصحيح مواضيعي في مادة التعبير بأنني مشروع كاتبة ..
بعد ذلك كان لزواجي في سن مبكر وابتعادي عن أهلي في لبنان دور هام في إيقاظ خواطري لتتحول الغربة إلى دافع لكتابة الشعر وإظهار كل ما يجول في فكري من أحاسيس وتساؤلات على شكل كلمات .
لمن يعود الأثر الكبير في تكوين اتجاهاتك الأدبية وهل وفر الأهل لك مجالا للكتابة ؟
– عدم متابعتي للدراسة في الجامعة جعل من مكتبة المركز الثقافي صديقتي الأقرب وكثرة القراءة جعلت في داخلي ناقدة لمستوى الكتاب الذي استعيره ما أيقظ داخلي الكاتبة المبتدئة التي تمنيت ان أجعل نفسي منها في أحلامي باسلوب خاص وقواعد خاصة بي .
اما عن دور الأهل فلمن سواها امتناني ؟ أمي..
رفيقة أفكاري ومرشدة قلبي وهي التي أصرت على أن أجمع خواطري في كتاب وشجعتني أولا ثم أولادي بعدما كبروا خاصة فاتن التي تحب القراءة وتتابع ما أكتب دائما وتصر علي أن أنشر خواطري .
إلى أي تميل سميرة غانم في كتاباتها هل للنثر أو التفعيلة ولماذا ؟
-أستمتع بقراءة كل أنواع الشعر للشعر العامودي التفعيلة ناسه وبقدر ما الأوزان سلاسل تقيد هي قلائد تزيّن جيد اللغة لمن يحترفها لكنني أميل للنثر وللشعر المحكي لأنها أقرب لحرية الروح .
برايك هل قصيدة النثر مازالت تحاول إثبات ذاتها ام أنها تخطت هذه المرحلة ؟
على العكس حسب رأيي طبعا فإنها تخطت مرحلة إثبات الذات وأصبحت الأوسع انتشارا ..في النثر كل الصور حرة ما يجعلها أغزر وأجمل .
لمن تقرأ سميرة غانم من الكتاب والشعراء وماذا تقرأ ؟
– كثر من الروافد الأدبية التي تأثرت بها من شعراء عرب واعمال شعراء غربيين مترجمة قبل بداية كتابتي للشعر .. وأكثر ما أثر بي الصور الشعرية عند منصور الرحباني وطلال حيدر ومظفر النواب وروح التحدي في شعر احمد مطر ولا شك ان على الساحة الأدبية اليوم عدد من الشعراء أحب إبداعهم وأتابعهم . ثم أنني لا التزم بنوع معين في قراءاتي فأنا من عشاق الرواية وبصراحة من الأدباء العرب لم يشدني أكثر من أحلام مستغانمي لكنني قرأت لكثر سواها .
هل لك طقوس معينة في الكتابة واذا كان ذلك ماهي ؟
-لا .. بحكم ظروف حياتي كربّة منزل في مجتمع نشيط بالتواصل فلا حرية لي باتباع طقوس للكتابة
لكن الفكرة تداهمني كخبر عاجل في أي زمان وأي مكان حتى أثناء نومي توقظني لأكتبها ..الطقوس تجعلك المتحكم بالخاطرة بينما أنا فإنني رهينة بنات أفكاري وتابعة لمزاجها في المداهمة .
على يدمن الأساتذة تتلمذت الشاعرة سميرة غانم ولماذا ؟
– بداية اعتقد أن الوراثة لعبت دورها الأول في نمو ملكة الشعر عندي إذ أن أمي كانت تقول الشعر المحكي بعدها إدماني على القراءة جعلني تلميذة لكل من قرأت لهم وربما في هذا الزمن معظمنا مدانون للتكنلوجيا و للفيسبوك وما قدمه لنا من أدب متاح وشجعنا على الكتابة وتطوير أنفسنا حسب النقد والتشجيع الذي تعرضنا له .
برأيك هل فقدت القصيدة فعاليتها في هذا الزمن المعلب؟
– بالعكس ..والدليل أن سيل القصيد يفيض في كل مناسبة حتى ولو خف التأثير لغزارته وتراجع مستواه أحيانا لكنه باقٍ
هناك من يقول بأن القصيدة النسائية بخير وتستمر في طريقها للإبداع مارايك بهذا الكلام ؟
– اوافق تماما فالموهبة ليست حكراً على جنس إنما قيودنا الشرقية هي التي سمحت لتصنيف الأدب وإطلاق تسمية أدب نسائي فقط لإنقاص جرأة المرأة في المنافسة وإثبات مقدرتها على مجاراة الرجل في الشعر وإن ظهر شعر نسائي ركيك فأيضاً بسبب ضعف نفوس الذكور وليس الرجال من الأدباء وتشجيع اي امرأة تهوى الشهرة والتسلق دون العودة لضمير اللغة.
مارايك بمصطلح القصيدة النسائية بماذا تختلف عن القصيدة التي يكتبها الرجل وهل فعلا هناك ادب نسوي وادب ذكوري وهل انت مع هذا الكلام ؟
ارفضه قطعيا ولا أقبل بتبرير عدالة الله في العطاء الذي يشبه عدالته في الحساب اذ يحاسب نفسا فهو يعطي نفسا وليس امراة او رجل .
حدثينا عن انتاجاتك وابداعاتك الأدبية وماهي الموضوعات التي تطرقت إليها سميرة غانم في كتاباتها ؟
– نشرت ٣ كتب
١- / ثرثرة شفاه مطبقة/ كتاب مؤلف من خواطر جالت في ذهني حين لم استطع المجاهرة بها وكنت أحدث نفسي بها قبل بدايتي الفعلية في الكتابة
٢- ديوان شعر محكي بعنوان
/عمر هربان /جمعت فيه ما تأثرت به من محيطي بين ظروف الحرب التي عشتها وتجارب شخصية وحكايات عايشتها سالت قصائدا
٣- كتاب خواطر نثرية بعنوان/ تيه/ صادر عن وزارة الثقافة السورية يحاكي الازمات النفسية لشعب عايش الحرب وذاق مرارها .من الهجرة واللجوء للشهادة للفقد …
برايك هل النقد اليوم بناءيكشف عن مواطن الجمال ويشير الى نقاط الضعف لتصحيحها ؟
– دائما الرؤية نسبية وفيها من ذات الشخص سواء كان الناقد عادلاً أم متطرف لكن طبعا برأيي النقد يفيدنا بكل أساليبه لأنه يدفعنا للخلق والتحدي
كيف ترى حقيقتهاالشاعرة سميرة غانم عندما تعود إلى أعماق نفسها ؟
– أرى نفسي روح حرة تقتلها القيود الكتابة هي سهوب حريتي لأن لدي الكثير لأقوله لوطني ولمجتمعي وللتقاليد وللرجل وكتاباتي هي وسيلتي الوحيدة لإصال منطقي في الحياة ..لا اعتبر نفسي شاعرة ولا أحب الألقاب الفضفاضة لأن اهم الكتاب لديهم من لا يحبون أدبهم لكنني واثقة بأنني أمتلك مخزوناً وفيراً من الصور التي أحب ان ارسمها بالحروف.
في حياة كل شخص منا لحظات لاتنسى حملت معها إما السعادة او الحزن ماهي اهم اللحظات في حياتك وكانت نقطة تحول وخلدت في الذاكرة ولاتنسى ؟
الحقيقة أن تلك اللحظات لكثرتها عوّدت نفسي على تجاهلها والمضي قدما مهما كان تأثيرها قوياً لذلك عنونت صفحتي على فيسبوك بعبارة / ونمضي وكأن جرحاً لم يكن / لكن إيجابيتها كانت في توسيع خبرتي وبلوَرَتي لكتابة الفكرة .
ماهي أحلامك على المستوى الشخصي وعلى المستوى الأدبي وهل هناك أحلام مؤجلة ؟
– انت تحلم إذاً أنت تعيش ..لا يمكننا الكف عن الحلم وأكبر أحلامي السلام لسوريا ولبنان كي يعيش أولادي بخير وعلى المستوى الأدبي أحلامي متواضعة جداً لأنني لا أكتب بقصد الوصول لأي مكان لكنني أكتب لأحرر أفكاري من خلف جدران الكتمان أمّا الذي أسعى له فهو الإرتقاء بما أكتب إلى مكان يراه فيه الخاصة .
كيف تقييمين الواقع الأدبي والثقافي في بلدك ؟
– نحن قوم نعشق الحياة ونبحث عن جمالياتها تحت ركام احداثها لذلك نرى النشاطات الأدبية مستمرة وقد تكون الأزمات رحماً خصباً لولادة الإبداعات .
هناك من يرى بأن دور النشر والصحف الكبرى لاتنشر اوتطبع إلا لكتاب مشهورين أليس هذا مجحفا بحق الأقلام الشابة ؟
طبعا هم أحد أسباب الإحباط لدى الأقلام الشابة بل أنهم أعداء التجدد وذلك لأنهم ماديون بالمطلق وبعيدون عن معنى رسالة النشر الأدبي الجميل الذي يحكي عن مرحلة وجودهم بل عليهم تبنّي المبدعين بغض النظر عن شهرتهم أو إمكانياتهم .
هل فعلا هناك عزوف عن القراءة للكتاب الورقي وبأن الكتاب الورقي في زوال أمام الكتاب الإلكتروني ؟
-شخصياً أرى العكس لأنني أعشق رائحة الورق عند قراءتي لرواية أو لقصيدة وأشم رائحة عطر ابطالها والعشب والتراب فيها ولدي الكثير من الأصدقاء الذين لم يتخلوا عن الكتاب الورقي كما انه أصدق توثيق لكتاباتنا هذا ولا ننكر أن الكتاب الإلكتروني في أصله ورقي غالباً ومن يقرأه هو بالنهاية قارئ أيضاً وربما بسبب ضيق الأحوال المعيشية في أوطاننا هناك كثيرون من عشاق القراءة يستعيضون عن شراء الكتب بالقراءة الإلكترونية .
ماهي برايك مقومات القصيدة الناجحة ؟
– الرمزية في الشعر هي جماليته التي تلامس الروح لأن للمجاز سحره شرط عدم غموضه أو تشتته والخلق لا التكرار .
وماهي الاشياء التي ساهمت في تكوين عالمك الشعري؟
– لكل منا ظروفه ومحيطه الذي يكوّن خطّهُ في الحياة لكن ما يميز الشاعر أو الكاتب أنه يتقن المصالحة مع إحساسه فيكتب من فيضه ويرضيه بقصيدة .
برأيك هل يوجد مساحة من الحرية للكاتب ويكتب كل مايريده دون ان يتعرض للأذى وهل هناك خطوط حمراء في الكتابة ؟
– المساحة تحددها شخصية الكاتب لان الشعر هوية وليس مهنة او واجب فانا مثلا لا أحب التعابير الإباحية لأنها تتطرق لقدسية العشق ولا أحبذ التطرق للدين فيما أكتب لأني آخذ بعين الإعتبار اختلاف الرأي ..هذا من منطلق الذات أمّا المساحة التي نتوقعها من القارئ فغالباً ما تكون ضيقة لأن كل شخص يقرأ حسب منطقه عداكِ عن القيود السياسية التي تلبس أثوابا مختلفة لتخفي نفسها وتنتظر رأيا حراً وجديدا لتقمعه.
كيف تصفين العلاقة بينك وبين الكتاب والقصيدة ؟
– القصيدة هي أغنيتي التي تبهج روحي والكتاب حبيبي الذي ألجأ إليه كلما سنحت لي الفرصة .
برأيك قصيدة النثر ماذا أضافت الى الشعر العربي ؟
– النثر المليء بالمجازات والصور يتحدى الشعر شعرية فالنثر ينبع من الروح ليصب في الروح بعفوية .
في ضوء ماتشهده أمتنا العربية من أحداث برأيك إلى أين وصلت فكرة تقبل الآخر في الأدب العربي وهل فعلا الشعراء أدوا دورهم في ارساء قيم المحبة والتسامح بين أبناء الأمة الواحدة ؟
– نحن قوم نعاني من آفة الحسد التي يمتهنها المتسلقون او العاجزون لذلك تكثر المحاربة للمتميزين وليس بيد الشعراء إرساء المحبة إلا في مداراتهم الأدبية لأننا في زمن السرعة فإن أقل من ربع الناس يهتمون و يقرأون الشعر والأكثر فعالية في توجيه الشعوب هم رجال الدين فقط .
برايك إلى من يطلق لقب الشاعر وماهي صفات الشاعر الفذ ؟
– الشاعر من يترجم أحاسيسه بحيث تصل عبر كلماته الى القارئ او السامع فيشعر بأنه قائلها أو أنها تتحدث عنه او ربما وكأنه يشاهدها ..الشاعر مؤرخ المرحلة عبر الحالات التي يتأثر بها ويكتبها بمصداقية .. الشاعر ماء الكلمة التي تُحييها أو تميتها .
هل أدت المرأة العربية(الشاعرة )دورها على الساحة الأدبية والثقافية ؟
-دون شك والأسماء اللامعة كثيرة وربما لديها القدرة على الكتابة بشفافية وعذوبة في بعض المواضيع أكثر من الرجل .
ماهي القصيدة التي تعتزين بها من بين قصائدك ؟
-لا اقصد ان تكون إجابتي مكررة لكن صدقاً كل ما نكتب جزءا من كل ربما لو سألتني أن أعطيك عدداً من القصائد لكان الاختيار أسهل.
برايك أين تقف المرأة اليوم في عالمنا العربي في ظل الانقسامات الحادة بين التيارات الفكرية المتصارعة ؟
تقف في مكانها الصحيح لكن بعدكفاح لأنها ترفض تظليلها خلف الرجل وفي مجتمعات كثيرة وصلت المرأة إلى المنبر بجدارة لكن ليس في كل المجتمعات بعد .
ماهي مفردات شعرك وماهي الأبعاد التي تميز الشاعر عن غيره ؟
-حسب راي النقاد أن مفرداتي من السهل الممتنع فبقدر ما أحاول أن أجعلها عفوية أحشوها بهمسات وأحاسيس تميّزها لأن ترجمة الإحساس العالي بالحالة هو ما يميز الشاعر عن غيره
من له الفضل في مسيرتك الإبداعية ؟وكيف تتفاعل الشاعرة سميرة غانم مع النقد ؟
-ذكرت سابقاً أن أمي وأولادي فاتن وخالد وسارا أكثر من شجعوني ودعموني وطبعاً عدد من الأصدقاء الأنقياء كانوا خير الصحب لأكتب ولأطبع كتبي وأنشرها ولا أنسى أستاذ اللغة العربية في المرحلة الثانوية الذي زرع بداخلي أولى بذور التحدي للكتابة .
هل هناك من أسماء لنساء شاعرات اثرن في الحركة الشعرية على مستوى العالم العربي ؟
– لن أعدد أسماء لكن هل يستطيع احد تهميش الشاعرات العربيات الأوائل اللواتي قدن الحركة الأدبية النسائية ؟ وهل ننكر ان الأسماء التي نراها اليوم لشاعرات عربيات قناديل في سماء الشعر؟
ماهو جديدك القادم وهل من أحلام مؤجلة ؟
– حاليا انجزت ٤ كتب جاهزة للنشر عندما تسنح الفرصة هم ديوان شعر محكي وكتاب محتواه فلسفي تقريبا مستخلص من خبرتي الحياتية والثالث نصوص وقصائد نثرية والرابع له طابع خاص محتواه ينضح عشقا ..
لكن الأوضاع القلقة الآن تؤخر نشري لأي شيء.
إذا اردتي أن تتوجهي برسالة للكاتبات اليوم ماذا تقولين لهن ؟
– اقول لهن ان الزمن غربال يُسقط من عيونه كل متسلق وكل سارق وكل ضعيف أرجوكن كن انتن حتى لو ببساطة وببطء لكن أفضل من حمل أدب غيركن الذي ستقعون تحت جهله يوما ما ..ثانيا ارجو منهن المثابرة على إثبات جدارة المراة بحمل لقب شاعرة او كاتبة حتى يتوقف ذات يوم سؤال يتكرر مع الجميع : (هل استطاعت المراة اثبات وجودها على الساحة الأدبية وما رأيك بالأدب النسوي ؟ )
كلمة أخيرة تودين ختم اللقاء بها
-بعد شكري لك وللجريدة العريقة كلنا حلمنا السلام والأمان ونرجو أن ننالهما وكلنا أمل بالله عز وجل أن يرفع عن العالم أذى هذا الوباء العالمي
إقرأ المزيد “وفاء موصلي ” “مرّر المخرج فترة انقضاء 10 سنوات برشاقة وإيقاع سريع فلم تقع المشّاهد في مطب الملل