في ظل هذه الأجواء المشحونة المملوءة بالفايروس وبعد تحليل دقيق ومراقبة الأحداث استنتجت أن هذا الفيروس لا يصيب الجهاز التنفسي فقط ولكنه أيضا يصيب العقل أيضا
أشرت في المقالات السابقة عن انقسامنا إلى ثلاثة طوائف :-
( الحكماء ، المتناقضون ، الجهلاء )، اليوم وبكل ثقة أعلن عن تلاشي الطائفة الاولى وازدياد أعداد طائفة الجهلاء .
عند خروجي من العمل في إحدي المستشفيات علي كورنيش النيل ، وقد تأخرت قليلا بسبب إنقاذ حالة مرضية في حالة خطرة . كنت اهرول لأن الساعة التاسعة مساء ولا أجد وسيلة مواصلات لأذهب إلى منزلي فاضطررت أن أمشي على الكورنيش ولكن هناك وجدت المفاجأة .
وجدت حبيب وحبيبة على كرسي أمام الكورنيش بكل لامبالاة متناسيا الوقت ضاربا الحظر بعرض الحائط ، الأكثر من ذالك وجدت أيضا شاب مع حبيبته أو خطيبته ومعه سيدة في عقدها الخامس معهم يلتقطون صورة للذكرى بدون ارتداء كمامة طبية متناسيين التباعد الاجتماعي ، فشاهدت الفيروس وهو مستلقي على الأرض ضاحكا وفي اتجاه النيل ليلقي بنفسه مودعا إياهم بكل الحب والرومانسية .
إقرأ أيضا مصر في زمن الكورونا
هذا الموقف جعلني اتذكر الحادثة الشهيرة (حادثة ماما سناء ) فماحدث لها يندى له الجبين فأفعال إبنها الذي جعل من أمه العظيمة سلعة لكي يكون أشهر يوتيوبر ويجني المال من وراء فيديوهات والدته فبعد أن تناسى أن هناك فيروس وهناك حظر وهناك إجراءات احترازية فكان كل شغله الشاغل جمع اللايكات والكومنتات وجني المال ولسوء تصرف هذه الفئة ، اهلكوا الأطقم الطبية واستنفذوا كل أسرة الرعاية المركزة ، فعندما ذهب إلي المستشفي بوالدته المسكينة لم يجد سرير رعاية لها مما أدى إلى وفاتها .ولكي لا يحمل نفسه المسؤولية رمى هذه المسؤولية علي الأطقم الطبية الذين لاحول لهم ولا قوة وشهر بهم وإتهمهم بالتخاذل تجاه والدته فالطبيب لم يمتنع عن الكشف عليها ولكن نقص أسرة الرعاية كان سبب ذلك .
فبالرجوع للسبب الحقيقي هو إهمال الابن الذي لم يلتزم بالإجراءات ولم يلتزم بالمكوث في المنزل وعرض والدته المسكينة إلى المرض ومن ثم الوفاة .
إلى كل من تسول نفسه تعريض والدته أو أحد أقاربه للخطر من أجل جمع لايكات وكومنتات على مواقع التواصل الاجتماعي والشهرة على حساب أرواحهم (أنت لاتستحق العيش ،ولا تستحق أن يكون لك أهلا فمافائده اللايكات والكومنتات والمال أأنت تجمعهم لعلاجهم أم من أجل التربح والشهرة ، فهذه الأموال لاتستطيع أن تسترد بها والدتك )
أي ذنب إقترفته هذه السيدة ، الذنب الوحيد الذي اقترفته هو إنجاب أشباه الرجال من الأبناء
رحمة الله عليكي ورحمة الله على الأطقم الطبية .
وفي ظل هذه الأجواء أيضا وجدت بعض الإتهامات المغرضة الموجهة للأطقم الطبية بالتخاذل والتقاعس وإليكم أمثلة تدل على تقاعس الأطقم الطبية :-
دخول حالة تعاني من فشل في التنفس وزرقان عام بالجسم نتيجة نقص نسبة الاوكسجين وارتفاع في درجة الحرارة ( إشتباه كورونا ) إلى مستشفي أورام ، فهي لم تكن مريضة أورام ولكن عندما رأها التمريض وأحد الأطباء المتقاعسين لم يتركوها لتموت مع إن المريضة ليست من مترددي المستشفي ، فقاموا بالإعتناء بها وتركيب أنبوبة حنجرية لها ووضعها على جهاز تنفس صناعي حتي أتت سيارة إسعاف مجهزة لنقلها إلى الرعاية المركزة تعتني بها .
أي تقاعس هذا الذي تتحدثون عنه ؟؟؟؟
والمثال الأروع عندما فقد الطبيب المصري \محمود سامي بصره أثناء أداء واجبة في علاج المرضي المصابين بالكورونا .
أي تقاعس هذا ؟؟؟؟؟
وهناك المزيد والمزيد من الأمثلة التي تضرب أروع الأمثلة في التقاعس لدى الأطقم الطبية
الأغرب من ذلك
وبدلا من تكريم الأطقم الطبية كما حدث في السعودية علي سبيل المثال فالأطقم الطبية لهم الأولية في القيام بمناسك الحج والعمرة
في الكويت على سبيل المثال منحت الأطقم الطبية حوافز مالية تقديرا لهم ولأنهم خط الدفاع الأول لمحاربة هذا الوباء
وفي بعض البلدان أخذت الطواقم الطبية الإقامة الذهبية والبعض الأخر مجانية الجلوس في المطاعم والكافيهات والمتنزهات .
أما في مصر تتعرض الطواقم الطبية إلى سلسة من الإعتداءات التي لامبرر لها كمثال عند دخول حالة الإستقبال في أحد المستشفيات وقف الطاقم الطبي للإعتناء بالمريض بينما اهل المريض في شجار مع الأمن والأطقم الطبية وقاموا بالإعتداء عليهم .
وحضرني موقف مع أحد الزملاء عندما قام برفض زيارة لمريضة تعاني من نقص مناعة قام الأهل بالتهجم على الطبيب وضربه ضربا مبرحا لأنه يمنعهم من الزيارة مع أن الزيارة مضرة للمريض .
اي عقل لديكم !!!
ونتيجة لذلك فقد أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا ( التعدي على الأطقم الطبية حرام شرعا)
ومن يفعل ذلك آثم .
يتبع
كتب \ أحمد شوقي