كانت ناي تدرس في جامعة دمشق بكلية الهندسة المدنية رغم أن أحلامها لم تكن في طريق الهندسة بل على العكس تماما كانت تشتم هذا الفرع مراراً حالمة بأن تسلك طريق الفن والكتابة …
حسام صديقنا المشترك ،صدفة كبيرة بأن يكون حسام يدرس ذات فرع ناي اي صديقها الدراسي و صديق طفولتي، كنا نسكن في ذات المنزل بسبب الظروف التي قد جمعتنا للالتقاء بسكنٍ مشترك ، حسام شاب لطيف حالم، لم يتعرّف على أنثى قط و حسب معرفتي به حسام لم يتذوق طعم الحب بتاتاً، أي على عكسي تماماً، كان يغضب من علاقاتي الكثيرة مع الفتيات و كنت أغضب من انطوائه الزائد، رغم قربه مني لم يكن يعرف عن علاقتي بناي أبدا بل على العكس تماماً كان يجدنا صديقين رائعين…
وكلما مدح صداقتنا كنت أشتعل غيرة لأغير الحديث… ناي كانت تضحك كثيرا وتؤيد رأيه وكأنها تستقصد افتعال غيرتي…
………..
في العاشر من شهر كانون الثاني أدركت بأنني قد غرقت بناي و فات الآوان
كيف علمت؟
لم أستطع لمس امرأة أخرى… خرجت من منزل ديانا على ما أعتقد كان اسمها ديانا….
ليلة ماطرة… ماطرة بشكل مخيف… وكأن السماء تشهد على توبتي
أتذكره جيدا ذاك اليوم…. طرقت بابها باكياً في منتصف الليل…. ناي كانت تقطن بمفردها… لم تعتد استقبالي بوقت متأخر
توسلت لها بأن تفتح… كنت ثمل ولكنني واع لما أفعل…
اغتسلت تحت المطر ساعات وكأنني أغسل ذنوبي…. فتحت بابها وكأنني أرى وجهها للمرة الأولى…
أخفتها لحالي هذا… أخذتني بأحضانها كطفل لا يريد سوى البكاء….
في ذاك اليوم حقا لم أكن أريد سوى ناي…
كان الصمت حين ذاك قاتلا… قاتلا للغاية… قلت لها سامحيني…
_كررت سؤالها مرتين… أسامحك عن ماذا؟
رأسي بين أحضانها… وأنا متشبث بها كطفل يودّع أمه… سامحيني فقط
_سامحتك…
…………….
عدت لمنزلي خائفاً كلّما ارتكبت إثماً قتلتني ناي بغفرانها…
في ذاك اليوم كان حسام ينتظر عودتي للمنزل.. أتذكره تعجب من حالي،
لا أستغرب تعجبه هذا فلم يعتد على رؤيتي منكسراً…
_أعتذر نسيت بأنك قد اتصلت بي لأعود باكرا. هل أردت شيء؟
حسام:حقيقة أريد أن أحادثك بأمر ولكن الواضح بأنك ثمل.
_لا لا أنا بخير قل ماذا تريد…
حسام: لا أعرف أعتقد بأنني وقعت بالحب…
أذهلتني القوة التي رأيتها داخل عيناه…: _وأخيراً… مبارك
(أطفأ الأضواء ودعني أنام)
حسام : حقاً ألا تريد أن تعرف من؟
_المهم أنك قد وقعت بهذه الكارثة أخيراً…
حسام : ولكن ستُسعد إن عرفت
_من؟
ناي…. أحببتها يا علي… أحببتها كثيراً منذ أول لقاء لي معها… تخيل ماعدت أرى سواها…. تسألني عن سبب انطوائي سأجيبك… ناي في داخلي…
_اصمت…
حسام :مابك…
_اصمت فقط… نوار لقمان بلال
إقرأ المقتطفات السابقة يوميات علي وناي “المقتطف الأول “
يوميات علي وناي ” المقتطف الثاني “
يوميات علي وناي ” المقتطف الثالث “
يوميات علي وناي ” المقتطف الرابع”