كتب/خطاب معوض خطاب
ورحل عم “إيتو” في أواخر شهر رمضان الماضي، وعم إيتو هو الفنان “عبد النبي السيد”، الذي عرفه المشاهدون بمشهده الشهير مع الفنان محمد هنيدي في فيلم “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة”، وهكذا وكما كانت بداية معرفة الناس به في فيلم “رمضان”، كانت نهايته ووفاته في شهر “رمضان”.
وعبد النبي السيد هذا الرجل العاشق للفن والمعروف بجسده النحيل وبشرته السمراء، وبأدائه المحترف يعد واحدا من عشرات الفنانين المهمشين الذين يزخر بهم تاريخ السينما المصرية، والذين قد يظهرون على الشاشة دقائق قليلة أو ربما لمجرد ثوان معدودة ورغم ذلك لا ننساهم، وربما نتذكر أدوارهم التي قاموا بأدائها، وشخصياتهم التي جسدوها على الشاشة أكثر مما نتذكر أسماءهم.
والفنان عبد النبي السيد الشهير بلقب عم إيتو واحد من الفنانين الموهوبين المظلومين، الذين نصفهم بأنهم معجونون بالفن، ورغم ذلك لا تعترف بهم نقابة المهن التمثيلية ولا تضمهم إليها وتصفهم بانهم كومبارس، هذا رغم أن فنانا كبيرا مثل الراحل رشدي أباظة قد وصف هؤلاء الفنانين المهمشين بأنهم مثل طبق السلطة على المائدة، حيث أنهم من وجهة نظره بمثابة الفاتح لشهية المشاهدين.
وقد عمل عم إيتو كومبارسا في عدد كبير من الأفلام السينمائية، لكنه كان ظهوره فيها عابرا، فقد كان كومبارس صامت ولم ينطق في أي مشاهد تمثيلية، وكما ذكرنا فقد كانت انطلاقته الحقيقية في فيلم “مبروك أبو العلمين حمودة” مع الفنان محمد هنيدي، الذي جمعه به مشهد لا ينسى وهو المشهد الذي جمع الأستاذ رمضان بعدد من أهالي قريته الذين يعلمهم، وطلب منهم أن يذكروا له كلمة تبدأ بحرف “إ”، وحينما جاء الدور على الفنان عبد النبي السيد قال: “إيتو”، وأكمل: “دا لاعب جامد قوي”، ومن يومها التصق به لقب عم إيتو.
كما شارك عبد النبي السيد في فيلم “الحرب العالمية الثالثة” الذي أدى فيه دور الزعيم الهندي “غاندي” وبعدها أصبح وجها مألوفا في أعمال كثيرة، منها دوره كفراش المدرسة الذى يريد الاحتراف في فريق ليفربول في مسلسل “اللعبة”، بالإضافة إلى دوره الآخر في مسلسل “عمر ودياب”، هما المسلسلان الذان عرضا في شهر رمضان الماضي.
زر الذهاب إلى الأعلى