جاء العيد فعانقت بهجته الصبية والرجال والنساء ، انهالت التهاني على الشفاه ، فاحت فرحته في الحواري والبيوت والحانات .أصحابي المقربون باتوا في فرح وسرور وحبور ،وقلبي اليتيم يرفو في عزلته يأبى الفرح ، يلازمه الهم . معذرة يا عيد لن ادعوا لساني يذكرك بسوء ،. لأني أحبك لن أتركه يسبك، ساصمد ،ساصبر ، ساقاوم ولن انهار ،ولكن أريد منك ألف مطلب ،بل أكتفي اليوم بمطلب ، ألا تقرضني من جعبتك كتلة من الكراهية ؟ أو صخرة من الجمود ، فلعل الجمود يكون خير زاد ،به أقاوم شوقا كلما اخفيه ربا وزاد ،وهذا هدفي المنشود . أقسم بالله المعبود إني لا أريد من الأشياء إلا صاعا منقوشة أو صاعا من جمود .أيتها الكراهية بك حاتمي واستعين، فكوني لي خير معين ،إني أعلم انك دائما تنتصرين مهما كان خصمك حصين ،فتحت لك أبواب قلبي ،أيها تشائين تدخلين تسكنين تطاردني الأشواق وتظفرين. أيتها الأنانية أسألك بربك خلصيني، انفذيني من الضياع أليس الحب عطاء ؟! أنت تكرهين العطاء . أليس الحب تضحية ؟!أنت تحترقين من التضحية . اليوم عيد جاء يحمل لي يهدأ لا يطاق ، حرقة لا تنقطع ،الاما فوق تصور البشر ،أسألك بربك يا عيد ،هل وجدت فينا ندا عنيا حتى فعلينا هما ابديا . أيتها الألفاظ الحزينة لن اتركك تجهلين، على قدر حلاوة هذا الحلم الجميل كانت الحقيقة أشد مرارة . حتى أنت يا عيد ما جعلت لنا من بهجوم نصيب ، كنصيب كل الأنام، كأني بك قد وزعت البهجة ،ولما جاء دورنا هجعت للمنام، بسلام الله عليك يا عيد . اليوم أهديك صورتي تفرس فيها لترى القلب الشريد والألم الشديد فلعلك ترفق بحالى، ولتعلم أني لست كسوفوكليس ولا بجماليون أما أنا فاكون أو لا أكون وأغلب الظن أني لا أكون..