بقلم إيناس رمضان
أنا الضحية ، أنا المجني عليه هكذا أطلقت صرختها المدوية التي زلزلت جدران الصمت ،رافضة كل ما يحدث وكل ما حدث ولكن هيهات أن ينصت لها أحد فقد خرجت الكلمات خرساء ، ولم يشعر أحد بتلك المعاناة القاسية التي مرت بها محطمة كل ما هو حي بداخلها حتى صارت جسد بلا روح .
أتحدث عن الضحية تلك الإنسانة التي قد تتعرض إلى التحرش بصورة ما سواء اللفظي أو الجسدي أو الاغتصاب بكافة أنواعه وإن كان اغتصاب الفكر.
تلك الضحية قد لا تجد دعما من أقرب الناس ، ولا يقدر أحد ما آلم بها من ألم لا يلتئم وتبدأ أصابع الاتهام تشير إليها وكأنها المذنبة التي تستحق العقاب وننسى أو نتناسى أنها المجني عليها ونساهم في مضاعفة المأساة بلا رحمة.
الضحية قد تكون رجلا أو امرأة فالسيناريو يتكرر فإذا تعرض أحد للسرقة نحن لا نلوم السارق وإنما نبحث عن أخطاء الشخص المسروق ونعدد أخطاءه وكأن جريمة السرقة مباحة.
ثقافة لوم الضحية ثقافة مغلوطة تبيح المحظور وتنصف الظالم يمارسها بعض الأهل مع أطفالهم منذ نعومة أظافرهم بدافع الخوف ولا يدركون خطورة ذلك.
يرتدي خلالها الجميع عباءة العدالة يعتلون محكمة الحياة ويتدرجون في إصدار أحكام ظالمة في عالم بلا عدل.
نظرة مظلمة حيث يتم التركيز على الضحية أكثر من التركيز على الجريمة والمجرم.
نحن هنا نتغافل عن المجرم الحقيقي وبدلا من إدانة الجاني وإعلان رفض المجتمع لمثل تلك القضايا من تحرش واغتصاب وغيرها نقيد المجني عليه في سجن بلا قضبان.
وهنا أتساءل لمن يجرؤ على فعل تلك الجرائم أين ذهب عقلك؟ وما مفهوم الرجولة لديك ؟أما أصبح الرجل بلا عقل يميز به الحلال من الحرام وتحول إلى حيوان تحركه الغريزة!!!
ثقافة لوم الضحية تزيد من معدل الجرائم حيث تساهم بشكل كبير في حماية الجاني لأن المجني عليه يخشى من الإفصاح عما تعرض له خشية من اللوم وزيادة العبء النفسي فيلتزم الصمت.
ولكن لماذا يلجأ البعض إلى لوم الضحية؟
أظن أنه ما هو إلا رد فعل نفسي طبيعي بحثا عن الأمان.
نعم هم يضعون أنفسهم مكان الضحية حيث أنها أقرب ما تكون لهم تشبههم يستنكرون ما حدث، يتحدثون بصوت مرتفع في ظاهره لوم الضحية ولكن في باطنه تحذير للنفس من أن تسلك سلوك الضحية فيكون لها نفس المصير يوما ما.
إقرأ المزيد الخوف ،والظلم ،و اليأس
خاطرة بقلم حنان جمعة حسرومي من الجزائر