بعد المجهودات الكثيفة التي تبذلها الأطقم الطبية والحكومة المصرية ووزارة الصحة والجيش والشرطة وباقي مؤسسات الدولة في القضاء على وباء كورونا العالمي والتي تكللت بالإنتصار على هذا الفيروس اللعين .
فأعداد المصابين تتراجع يوما بعد يوم وتم غلق بعض مستشفيات الحجر الصحي وتعافى أعداد كبيرة من المصابين ولكن ؟؟؟
هل يعتبر هذا الانتصار كاملا مكملا نستطيع رفع راية النصر ؟
بالطبع لا فهذا الإنتصار يشوبه بعض القلق فمازال هناك مصابون حتى اليوم أي أن الفيروس لم يتم القضاء عليه نهائيا وهنا يدور في ذهني سؤالا
هل حقا الفيروس يلتقط أنفاسه الأخيرة أم أنه في هدنة ليشن علينا حربا مرة أخرى ويظهر بفصيل آخر .
في ظل هذه التساؤلات وجدت ظاهرة غريبة جدا وهي (خلع الكمامة ) فبالتزامن مع إعلان وزارة الصحة قلة عدد المصابين سارع البعض في خلع الكمامة .
فماذا نحن فاعلون لو ظهر فصيل آخر من فيروس كورونا وذلك بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا يمكن أن ينتشر في الهواء .
هل سنحمل الحكومة عقاب هذه الجريمة أم سنتحملها نحن كشعب ؟
لماذا لا ننتظر ولا نتخلى عن الإجراءات الاحترازية حتى يتم القضاء على الفيروس نهائيا أهو ممكن أم من المحال ؟؟؟
نحن لاندرك ما الذي تؤول إليه الأمور فما سر هذه اللامبالاة
وبالحديث مع معظم فئات الشعب والتي كانت لهم آراء لم أجد لها مثيلا في العالم كانت كالتالي :-
عند حديثي مع عم سيد أحد سواقي الميكروباص قال ( بص يااستاذ الكورونا مشيت خلاص واللي يقول غير كدة يبقى لامؤخذة مش بيفهم مانابنا من الكورونا غير قطع العيش وأنا على باب الله لو مشتغلتش هأكل عيالي منين ، خلي بالك ياأستاذ أنا بالصلاة على النبي مش بركب حد من غير كمامة )
رددت عليه بكل تلقائية كويس جدا علشان العدوي ونحافظ على بعض
ضحك عم سيد ضحكات هستيرية ثم قال ( لا ياأستاذ دا علشان الشرطة لو وقفتني بس )
إقرأ أيضا مصر في زمن الكورونا 5
فهذه صورة مصغرة مما يحدث في الشارع المصري هل تدرون ما الذي وصلنا إليه سأترك لكم الإجابة لأنني لا أستطيع الإجابة على هذا الموقف
قابلت مشهدا أخر تمنيت حينها أنني لم أكن موجودا لأشاهده فعند قيامي بالسفر عبر القطار جلس بجانبي ثلاثة من خيرة فتيان مصر يرتدون الكمامة الطبية ويضعون الكحول الطبي بعد كل ملامسة لأي سطح شدني الإنتباه إليهم فجلست مستمعا لهم وقلت في قرارة نفسي أخيرا وجدت أشخاصا من جموع الشعب لديهم الوعي وبالتأكيد سيرشدون غيرهم للصواب .
فجأة قام أحدهم بتنزيل الكمامة لكي يتمكن من الحديث بطلاقة وبالتالي الإثنين الأخرين استطرد الأول وقام بالحديث (تصدق بالله يا معلم أنا كنت مصاب كورونا أه والله وكنت سخن ومش قادر أخد نفسي واسهال ودنيا تانية بس العبد لله عمل اللي مقدرش الطب يعمله ، من غير شكر في نفسي أنا أحسن من أي دكتور خلقه ربنا ، شوف بقي ياسيدي علشان تتعلم ) جلست كتلميذ في حصة العلوم متناسيا أنني أنتمي للأطقم الطبية لأستفيد من خبرة الرجل الذي فاق العلماء ( أنا لما بدأت الأعراض تجيلي روحت الصيدلية واشتريت جهاز نفس اللي هو بيطلع بخار ده اصل ابن خالتي كان بيعمله علشان الحساسية كانت بتخليه مش قادر ياخد نفسه فقولت اجيب واحد يحسن النفس عندي وجبت مضاد حيوي شديد 1000وحقنة الفولتارين مع الديكسا علشان الحرارة وضربتهم يامعلم وقمت تاني يوم زي الحصان ولا دكاترة ولا بتاع تيجي بقي تقولي دكاترة وربنا احط صباعي في عين أي دكتور لو اتكلم شوف ياهندسة هو قعد كام سنة يدرس ومش عارفين يعالجوا الناس وانا بعون الله عالجت تلاتة من عندنا في البلد وقولتلهم لو روحتوا المستشفي هتموتوا )
مصر في زمن الكورونا “4”
كان لابد لي من الإنسحاب بكل هدوء وتغيير مقعدي حتي لايكتشف أمري وأصاب بلعنة الإصبع .
لا أعرف ماالذي وصلنا إليه وما هو شكل مستقبلنا هل سيرأف بنا الله رغم جهلنا وتنقشع الغمة أم سيعاقبنا الله علي جهلنا .
استقيموا يرحمكم الله