بقلم: لميا بانوها
رَوَت لي قصتها مع لُعبة الجُمباز،وكيف حوّلها المُدرب من إنسان يهاب مواقف كثيرة إلى إنسان جرئ لا يعرف الخوف، نَصيحة وموقِف،فقبل بدأ اللعبة نصحها المُدرب تمبأن مَن يخاف لا يُتقن اللعبة فإذاشَعُرتِ بالخوف لَن تقومي بالحركه بل ستؤذي نفسِك وكان هذا بمثابة مبدأ تستحضره كُلما إقترب موعد التدريب.
أُما الموقف فبدأ بسؤالٍ بداخلها وماذا سيحدث إذا لم أخَفْ؟ وحاولَت تطبيق سؤالها على مواقف مختلفة في حياتها فكانت إجابتها إما عدم حدوث شيئ، أو إحراز ما ترنو إليه.
إنه إحساس الخوف العقبه الكُبرى في حياة الإنسان، مع إن هذا الإحساس طبيعي وفِطري ولا يُمكن التنصل منه، وعند ترجمته على لُعبة الجمباز وجَدت
عند شعورها بالخوف قبل الاستعداد للحركة يجتاحها شُعور بالعجز فتُقرر في ذات اللحظه أن تُشعِر نفسها أنها أقوى من تلك الحركة، والغريب عندما تثبت ذلك الشعور داخلها تنجح في ممارستها بسهوله.
فإذا أردت أن تقتل الخوف من داخلك فآمن أنك الأقوى في حالة واحدة فقط وهي المواجهة فما يجعلنا أسرى للخوف هو رفضنا المواجهة أو عدم قدرتنا على الإقدام عليها مما يتسبب في إهدار الكثير من الفُرص إما تحت مِظلة الخوف أو بالسير بإتجاه مُوازي للمواجهة فمن يرفض مواجهة الظالم عليه أن يبتلع مرارة القهر، ومَن يهرب من مواجهة مشاعره حيال مَن يُحبه يتسبب في ضياع حُبه إلى الأبد،ومَن يأبىَ عليه كبرياؤه أن يواجه نفسه بعُيوبه تُصبح تلك العيوب هي السِمة الأساسية لشخصيته حتى تُطمَس مميزاته تدريجياً ومَن يتهرب من مواجهة مَن أخطأ في حقهم بالاعتزال تدريجياً يموت ضميره مع الأيام
ويتحول تأثيره الطيب لدى نفوس الناس.
فالمواجهة هي الحل الأمثل لقتل الخوف الذي يُعشش في نفوسنا،و فرض الاحتمالات الواهية، فالمواجهة هي القوة مهما كانت نتائجها فمقولة(من خاف سَلم) في واقعنا ليست صحيحة،والحقيقة، من خاف مات سواء إن كان حياً أو ميتاً.
هذه كانت حكاية نصيحة مُدرب لمجرد التدريب على لُعبة الجمباز،
والحقية أنها نصيحة للتدريب على لُعبة الحياة…….
إقرأ المزيد لوم الضحية بين إدانة الطائر وتبرئة الصياد