بقلم: لميا بانوها
روت لي صديقه والتي تسكن بمنزل يحفه الشجر من الجانبين أنها عند بدأ حلول الظلام وهى تقف بشرفتها تلمح خيال متجسدٌ لها في شكل رجل او ملامح شاب يحاول النظر إليها من مسافة ليست بالبعيده ولكن يدُب الخوف في صدرها فتترك مكانها وتنصرف لتنشغل بحالٍ آخر،
وفِي اليوم التالي حدث نفس الموقف فأعجبها هذا الإصرار، أن شخصاً يقف لساعات فقط لرؤيتها وبدأت تفكر وتنجذب بتفكيرها، فأصرت أن تعرف مَن هو هذا الخيال الذي تلمحه ومن أي بلدٍ جاء، فذهبت وحاولت الإقتراب وكان بصحبتها مُربيتها العجوز خوفاً من حدوث مكروهٍ لها، وحين بدأت بالإقتراب شيأ فشيأً لتُدقق النظر فلا تجد شيأً، بل الهواء وحين وصلت لنفس المكان التي كانت تنظر إليه من شرفتها وجدته جذعٌ من الشجره ولكنه يأخذ شكل رأس وكتف إنسان لكن بقية جسده كان يختفي مع الظلام
فاندهشت وضحكت بغير صوت إنها توهمت وتخيلت أُماً الواقع الذي يحسم كل شيئ يقول أن الحب هو ما نتخيله، ما نصنعه، ما نتوهمه، نحلُم بكل ما يستحيل وجوده في الحياه،في الواقع، بمعنى أنه كُلما اقتربنا كُلما انخلعت الهاله التي حول الأشخاص، بالضبط كما في رواية
” الموت في ڤينيسيا” للروائي توماس مان، حين قرأت جزء كبير مفاده أن الشوق نتاج الجهل والمعرفه الناقصه بالأشخاص، فهل ينمو الحُب من خلال جهلنا بالطرف الآخر!
أو بسبب نقص معرفتنا بالآخر!
إن الحُب ينمو في جو ينقصه المعلومات عن الطرف الآخر فيحدث الإنجذاب والفضول وحين تقترب تبدأ الصوره بالوضوح فيتبدل الإنبهار ويتضح شيئاً فشيأً أنه إنسان عادي أو إنسانه عاديه، وفِي روايات ريموند كارفرفهو يترك النهايات مفتوحه وكلٌ يفسرها من وجهة نظره
لعلنا نفهم ان ذلك الشعور الباهر من النور والامل يتبدل ويتغير كل مره عندما نقع في الحُب
ثم نحب هذا الإحساس ونفضل ان نعيش فيه ولو حتى بمفردنا ولو حتى بدون عِلم الطرف الآخر،وآخرون يرفضون التمادي في بوتقه فارغه لا رجاء منها،ولكن العُذر هنا يكمُن في قلة الحيله وهي آتيةً من القوانين الحياتيه المُنحصرين داخلها،فأن نحيا مع الوهم الرقيق أفضل من أن نعيش بنفوس جرداء فقيره، فمن يدري ما تحمله له الأيام فالبعيد اليوم من المحتمل ان يكون قريب بالغد، وهكذا يعيش الإنسان دون أن يعرف معنى للحب هل هو يحدث لتطابق الشخصيات!، أم لإعتياد الشخصيات على بعضها!، أم إرتباط خفي بين شخصيتين!، إنه قانون الوجود حتى وإن لم نعرف له معنى .
زر الذهاب إلى الأعلى