مقالات
الوجه الإيجابي لكوفيد19
بقلم : الزهراء عبد العليم
أحب كثيرًا الجملة التي تقول : “أحيانًا تكمن المنح في قلب المحن” الكثير منا بل جميعنا مر بالعديد من الأزمات والمحن التي ظن لا مفر منها ولا منجى ولكنه بالنهاية اتضح له وأيقن أنها جاءت حاملة معها المنحة التي لم تخطر لك على البال وتعلمت منها درسًا من دروس الحياة مع الوقت أيضًا احتجت له حينها شكرت تلك الأزمة التي مرت وكان ظنًا منك أنها مصيبة لا حل لها ولا فائدة منها.
كوفيد 19، كانت البداية من الصين بحلول نهايات 2019 ثم أصبح بعد ذلك الكارثة التي اجتاحت العالم كله لم يكن لفيروس كوفيد 19 الخطورة على العالم بمفرده ولكن ما صاحبه من تغيرات في الروتين البشري الذي يمثل العمل والسفر والسياحة وعلاقة الأفراد بعضهم بعض أدَّى هذا بدوره وكما صرح أطباء الصحة النفسية أن الخوف من الفيروس وتبعاته الاجتماعية والاقتصادية نشأ عنها أمراض التوتر والاكتئاب والخوف المرضي.
ولكن على الوجه الآخر فقد أعاد كوفيد 19 للكثير منا بعض الأشياء التي سلبت منه خلال الرحلة الخاصة به أثناء السفر والدراسة والعمل وغير ذلك ..
قدم كوفيد 19 لنا الفرصة للمكوث في منازلنا والتعرف من جديد على شكل الحياة بداخلها، الانخراط داخل الأسرة والنظر نظرة دقيقة وعميقة إلى العلاقة الأسرية من جديد، أصبح للعائلة تجمع ونقاش بعدما كانت سرعة العالم والانفتاح في السنوات الأخيرة التأثير القوي والسلبي عليها، هذا عن الأسرة أما عن الشخص ذاته فقد منحنا كوفيد 19 الفرصة الأعظم لإعادة النظر داخلنا بهدوء وتمعن والنظر بالعين الفردية والروحية للحياة بشكل عام كأنما استوقفنا كوفيد19 لإعادة الحسابات والأمور والخطط الخاصة بنا أبعدنا عن الزحام الذي كان يحيط بنا من كل مكان معنويًا وعمليًا لطالما تمنى الكثير منا هذه الفرصة وفاز من استثمرها حسن الاستثمار الفترة الماضية من الحجر المنزلي وحظر التجول والسفر.
المتابعون الجيدون على السوشايل ميديا من المؤكد ملاحظتهم للكثير من الناس الذين أعادوا اكتشاف أنفسهم بالمواهب المدفونة بفعل أسلوب الحياة العملي والسريع قبل كوفيد19 وجدنا من أبدعوا في مواهب الرسم والإلقاء والصناعات اليدوية والكتابة والتمثيل وغيرها.
إقرأ أيضا مصر في زمن الكورونا
من المهم الاعتراف وإلقاء الضوء على جانب مهم بالنسبة للأعمال فبعض الشركات والمؤسسات استطاع كوفيد 19 أن يعيطها المهمة والفرصة للتدريب والعمل بشكل جديد بل والتدريب والعمل على إدارة الأزمات وحسن سير عمليات الإنتاج في ظل المعوقات، فقد استطاعت الكثير من المؤسسات إعادة توزيع الأدوار والإدارة واستخدام التكنولوجيا الحديثة في سير الأعمال الخاصة بها بأقل الخسائر..
أما الحديث عن الخسائر والسلبيات لأي جائحة أو كارثة فالكثير الكثير يقول ويحكي عنه عبر الزمان والوقت ولكن دائمًا كان اليسر مصاحبًا للعسر، والأزمة مصاحبة لها إدارة الأزمة، والمحنة مصاحبة لها المنحة، قد يكون هناك داعٍ لنشر السلبيات على سبيل التوعية ولكن الداعي الأكبر لنشر الإيجابيات هو الأمل
إقرأ المزيد مصر في زمن الكورونا 5