مقالات

تأملات في قطار الحياة “صرخة “

بقلم د. ميرفت مهران

تأملات في قطار الحياة

“صرخة “

المتأمل لما يحدث في الأسر المصرية والعرببة من الاهتمام الشديد بوسائل التواصل الاجتماعي وتعلق كل فرد فيها بجهاز اللابتوب أو الفون لدرجة تعزله تماما عن أهله ومن حوله وكأننا نعيش في جزر منعزلة يجده أمرا مثير للشفقة والحزن ولاسيما أن شريحة كبيرة ارتبطت بهذه التقنيات من الفيس والواتس وغيرها ولايمكن العيش بدونها وكأنها عصب الحياة

حتى أصبحت البيوت خالية من دفء المشاعر ومن المودة والرحمة وأصبحت هذه المشاعر ملكا لعالم وهمي

وفي قطار حياتنا لا نصل لطريق ولا نعرف أين نسير !!!

أين الطريق؟؟

وأبناؤنا قد تمردوا علينا ولم يعد هناك احترام أو توقير للأبوين والفتيات يرفضن رقابة الأهل بدعوى التخلف والرجعية

أين الطريق ؟؟؟

وأبناؤنا تعلموا السب والشتم من عالمهم الافتراضي وتعلقوا بأشخاص بعيدين عنهم ولم يرونهم وتملكوا مشاعرهم بمنتهى السهولة وأصبحت قافلة البيت تسير بمفردها في زمن صعب مليئ بالمخاطر

أين الطريق؟؟؟

وأبناؤنا وبناتنا لا نستطيع التحدث معهم ولم نفرح برعايتهم لنا واهتمامهم بنا ولا نجدهم إذا احتجنا إليهم فليس هناك حوار أو نقاش حول أي موضوع وإن حدث ينتهي بالخلاف ويحدث في النفس القهر وخيبة الأمل!!!!!!

أين ،الطريق؟؟؟؟

وأبناؤنا وبناتنا يستجدون المحبة والإعجاب والحنان من هنا وهناك

والذي يدمي القلوب أن أبناءنا غارقون في الإعجاب بشخصيات إ في الفيس بوك وربما يرونهم القدوة بالنسبة لهم ويظهرون لهم كل الحب والاحترام والدعم ووالداهما في أمس الحاجة لهم وإلى الشعور بمحبتهم وتقديرهم

أين الطريق؟؟؟؟

وقد انشغل أهل البيت بالغرباء وتركوا أبناءهم فريسة لهم

أين الطريق؟؟

وبيوتنا أصبحت واهية كبيوت العنكبوت فلا حضن دافيء

ولا نقاش مفيد

ولا جلسات مع الأب الذي كانت تجتمع حوله العائلة فقد أصبح “راوتر”

وترك زوجته وحيدة ليلاطف ويعجب بنساء لايعرفهن بل ويتعاطف معهن وزوجته بالقرب منه تنتظر لمسة حنان أو كلمة حب واهتمام

أين الطريق؟؟؟

والأب يحل كل مشكلات الناس ويتابع أخبارهم ويقدم لهم النصيحة وهو لا يعلم ماذا يحدث في بيته وأولاده في أمس الحاجة له وربما يمرون بأزمات نفسية بسب إهماله لهم

أين الطريق؟؟؟

وقد ضاعت الأسرة في نفق مظلم ولا أمل في شعاع من نور!!!

والأم تراقب كل ما يدور على وسائل التواصل وتضع توقيعها على كل منشور أو صورة ولا تعلم شيئا عن أبنائها وبناتها ولا عن بيتها وقد فقد بيتها السكينة والرحمة وفقدت الأم المسؤولية

فالأم تتعاطف مع فتاة حزينة وتغمر الجميع بحنانها وعطفها و إعجابها على الفيس بوك وهي لا تعلم ولا تشعر إن ابنتها غارقة في الحزن والوحدة بل تركت زوجها يتسول كلمة إعجاب وحب من العالم المزيف!!

أين الطريق؟؟

ونحن نتأثر بحكايات وهمية وشخصيات افتراضية ونترك من يمثلون حياتنا الحقيقية وكأننا مغيبون

لماذا أصبحنا غير مسئولين وأصبحت بيوتنا في حالة من الضعف والوهن وبتنا نبحث عن الحب والقدوة خارج بيوتنا مع أشخاص لانعرفهم وبعيدين عنا

ومن حولنا واحبابنا في أشد الحاجة لرعايتنا ومحبتنا !!!!

وأقول لنفسي ولكم جميعا

ماذا نفعل؟؟؟؟

لابد أن ندرك أن حياتنا تبدأ من بيوتنا وأن أهل البيت جميعا عليهم رسالة تجاه بعضهم البعض لابد من تأديتها بشكل صحيح وسليم داخل البيوت وليس على صفحات التواصل فنحن لا نستطيع أن نصلح المجتمع ولكن إن أصلحنا بيوتنا صلح المجتمع

بقلم د/ميرفت مهران

إقرأ أيضا تأملات في “قطار الحياة” العمر الضائع!!!!!

تأملات في قطار الحياة ” الجدل وليس الحوار”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock