مقالات

ثقافة الناطق ” لع ولأ “

بقلم : حاتم عبد الحكيم

كثير من نقاط التَشابُه بل ومنها التطابق؛ الدين اللغة التاريخ والحضارة، لكن نقاط ما تبرز خلافًا عميقًا يقلب موازين أبناء البلد الواحد ؛ مصر، إذا كنت “قاهري “فأنت (لأ )، “صعيدي” وبشكل خاص الأرياف ، وغير صعيدي ممن يقولون (لع ) بأشكالها حسب المكان.

بالطبع الموضوع ليس في لهجة هذا وذاك بل في ثقافة الناطق – الشخص – .

هل تصدقني عندما أقول لك أن الصعيدي ممن هم الأكثر مرونة على وجه الكرة الأرضية ؟!

قد يطرأ في ذهنك ويأتي أمامك الصعيدي الذي تعرفه عن طريق الأفلام والمسلسلات ولا ننكر وجوده ولا ننكر عليه طريقته، بل هو جزء بعاداته وتقاليده، ولكن الأمر عميق ويمكنك التفكير ومتابعة شخصيته التي يتماشى بها مع أبناء بلده أصحاب اللهجات والثقافة المختلفة، ومع أبناء البلاد الأخرى وإن اختلفت اللغة يتعايش بوضعهم .. يستطيع قبول الأوضاع ومن الصعب على غيره أن يتحمل معيشته وطريقته.

الصعيدي والقاهري :

“الصعيدي” صاحب الإنتاج للقاهري، و”القاهري” هو المستهلك في الأغلب .. فتأمل الفكرة أن الصعيدي يعمل فيما يستطيع أن يحصل به على مصدر كسب جيد أو حتى بلوغه بعض مميزات الدرجات العلمية والإبداع الثقافي المكتوب عليه خارج نطاق معيشته ، فعلى القاهري عدم التهاون في نظرته لصاحب الإنتاج لديه والمساهم معه بمنابر الفكر والتأثير .

وفي سياق الحديث يجب أن نذكر أن ثقافة القاهري، بل الطفل هناك، أفضل من ثقافة رجال في مناطق أخرى .

نعم، ندعو الله أن ييسر لنا الأحوال ، فعندما نقارن الخدمات والترفيهات والتسهيلات وحتى منابر الثقافة والإبداع ؛ نجد ما نجد ، وإليك صورة متحركة تصف لنا جزءا من المشهد بفيلم قصير :

تركب القطار من القاهرة لتصل إلى المنيا مثلاً وباقى مناطق الصعيد ؛ تجد التزاحم، ليس هذا فحسب، بل السوق المتحرك الذي في القطار من أشخاص انعدمت لديهم طرق الكسب إلا في رحلات ليست للدَّلاَل والرفاهية .

الحمد لله على ( لع ، ولأ ) وغيرها من اللهجات ، ومهم أن نأمل من أهل الاختصاص بانتشار لغتنا الفصحى بمرونة على ألسنة الأجيال تلو الأجيال ، وكما نأمل من أهل المسئولية الاهتمام المستمر لمحافظات مصر .. والأهم لدينا هو وجود جيل يعي تنوع الثقافات، وربط العلاقات، ونظل بعقيدة النسيج الواحد .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock