نحن أمام ثلاثة نماذج مختلفة من المجتمع المصري ولكن ما دفعني للكتابة هو تكرار تلك الأحداث الدخيلة على مجتمعنا مع اختلاف الأبطال.
سأبدأ من نهاية القصة فما حدث يثير غضبي وأندهاشي فقد سئمت أشبا الرجال وأنصاف الحلول ، سئمت كثرة المتفرجين في حديقة الإنسان إن صح التعبير وأجدني أتساءل أين ذهبت الرجولة في عالم اليوم وهل تغير مفهومها عما تربيت عليه ليتعرض شاب في مقتبل العمر لكل هذه الإهانة من المسؤولين الرجال دون تدخل أحد من الرجال، عذرا هل استقل ذلك الشاب عربة السيدات دون أن يدرك !!!
لتقوم سيدة مصرية بفك الاشتباك بينه وبين مسؤولي القطار وسواء كان هذا الشاب مخطئ أو على صواب لماذا لم يكن العقاب على قدر الخطأ ؟ ولماذا لم يتعامل معه رئيس القطار والكمساري بمهنية و احترافية ؟ وما هذا الكم من التنمر والتهكم على هذا المجند ؟وهل يحق لأي مسؤول مهما كان السخرية أو إهانة أي مواطن ؟؟؟
إلى متى ستظل التساؤلات بلا إجابات واضحة..
وكيف يطالب مسؤولو القطار المجند بالالتزام وهما أول من اخترق القوانين وخالف التعليمات وتعاملا مع الركاب بدون أرتداء كمامة، غير أن أحدهما قد تلفظ بألفاظ يحاسب عليها القانون دون مراعاة لأحد، ترى كم من مواطن تعرض للإهانة من مثل هؤلاء الأشخاص الغير اأسوياء؟؟؟؟
لماذا لا يتم مراقبة وتقييم المسؤولين من فترة لأخرى من قبل الإدارات المسؤولة حتى نضمن أن كل منهم يشغل المنصب الذي يستحقه وحتى لا يظن أنه فوق القانون.
ألم يفكر أحدهما في لحظة إذا لم يتمالك ذلك الشاب نفسه وفقد أعصابه ورد تلك الإهانة التي تعرض لها أمام الجميع ماذا سيحدث، ألم يدرك عواقب كل هذا ،ألم يفكر ما هي الظروف النفسية والمادية التي يمر بها شاب في مثل ذلك العمر.
من حقك أن تطبق القانون ولكن هناك فارق شاسع بين تطبيق القانون التي تجعل منك آلة بلا روح ، وروح القانون الذي يدفع إلى التراحم و التكافل ومعه تظل إنسانا يمنح الآخرين الحياة ….
هذا يا رجل ابني وابنك الذي استودعه الله يوميا داعية أن يعود غانما سالما ويتمزق قلبي عند سماع خبر استشهاد أشقائه المجندين أين ذهبت الإنسانية وأنت تسخر منه وهو صامت فماذا كان سيحدث له لولا أن شعرت به تلك السيدة الفاضلة والأم المصرية الأصيلة الذي تحرك قلبها لتحمي أبنائها في صورة هذا المجند بكل ما أتيت من رحمة وثبات لتقف أمام مثل هؤلاء المسؤولين لتدمع العيون من صوتها الحنون وهي تطلب في استحياء من المجند الشاب عدم النزول من القطار وتصر أن تدفع له قيمة التذكرة واحتراما لها كان ما أرادت و بعد ذلك رد لها المبلغ الذي دفعته له في عزة نفس ..
كل الشكر للسيدة الفاضلة نموذج حي للأم المصرية والحقيقة أن رد فعلها لم يثير دهشتي وإنما الذي آثار غضبي هذا التكاسل من الجميع أثناء وقوع الحادثة وردود الفعل بعد ذلك وكأن ما حدث من تلك السيدة أمر غريب عن عادات وتقاليد المصريين مع احترامي للجميع من المفترض أن ما تم هو من شيم الرجال وليس بالجديد هل لهذه الدرجة انقلبت الأمور حتى أصبح الصواب يدهشنا.. ….
كل الشكر للابن البار الشاب المجند الذي أحيا قيمة ضبط النفس وهو مرتديا الزي العسكري واحترامه له ولهؤلاء المسؤولين رغم كل الضغوط التي تعرض لها محافظا على قدسية ذلك الزي الذي من يرتديه يعلم جيدا ما أعنيه..