كتب/خطاب معوض خطاب
في حب الفنانة إنعام سالوسة
الفنانة إنعام سالوسة من الفنانات المبدعات، ورغم أنها فنانة متميزة ومبدعة إلا أنها اشتهرت ولمع نجمها بعدما تعدت سن الخمسين، مثلها في ذلك مثل كتير من الفنانين والفنانات.
واليوم 9 سبتمبر تحتفل كثير من المواقع والصفحات والجروبات بعيد ميلاد الفنانة إنعام سالوسة، والطريف أن إحدى الصحفيات في مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت قد اتصلت بالفنانة الكبيرة لتهنئها بعيد ميلادها، فردت عليها قائلة إنني لم أولد في مثل هذا اليوم، لقد ولدت في يوم 15 ديسمبر وليس في يوم 9 سبتمبر. واليوم نحن هنا نكتب هذه الكلمات، فقط حبا في الفنانة إنعام سالوسة وتقديرا لها ولعطائها الفني، وليس احتفالا بعيد ميلادها.
فالفنانة إنعام سالوسة شاركت في العديد من الأفلام السينمائية مثل الإرهاب والكباب، والنوم في العسل، وفي محطة مصر، والعديد من المسلسلات مثل ليالي الحلمية، وامرأة من زمن الحب، وعائلة الحاج متولي، وذئاب الجبل، وغوايش، وهي لها موقع ومكان ومكانة في قلوب المصريين، مثلها في ذلك مثل الكثير من فناني الصف الثاني والثالث، الذين لم يكونوا من فتيان وفتيات الشاشة، ولم تسلط عليهم أضواء النجومية، ولم تفتح لهم صفحات المجلات والصحف، واكتفوا فقط بأن فتحنا لهم قلوبنا فسكنوها.
وهؤلاء الفنانين من أمثال عبد الفتاح القصري وفردوس محمد وعبد السلام النابلسي وزينات صدقي ومحمد توفيق ورشوان توفيق وعبد الرحمن أبو زهرة وعائشة الكيلاني وتوفيق عبد الحميد وإنعام سالوسة، ربما فتحنا لهم قلوبنا لأنهم يشبهوننا ولا يختلفون عنا كثيرا، وربما لأن أكثرهم لا يملك ملامح النجوم والنجمات فائقي الجمال، وربما لأنهم مهمشون مثلنا، ولم ينالوا مثل شهرة النجوم الكبار، وليسوا جانات أو نجوم شباك تكتب أسماؤهم في صدارة الأفيشات.
والفنانة الكبيرة إنعام سالوسة تعد واحدة من أكثر الوجوه قبولا لدى مشاهدي الشاشتين الكبيرة والصغيرة، فهي حينما تهل وتطل علينا، نشعر بها وكأنها واحدة منا وليست غريبة عنا، فنشعر ونحن نراها أننا نشاهد قريبة لنا تشاركنا حياتنا، وكأنها هي الأم أو الخالة أو الأخت الكبيرة أو الجارة الطيبة.
والفنانة إنعام سالوسة على الشاشة تبدو مثل أي امرأة مصرية طيبة صبورة وأصيلة، ولو عدنا بالذاكرة إلى مسلسل “ليالي الحلمية” بأجزائه المختلفة، واستدعينا إلى ذاكرتنا مشاهدها مع زهرة ابنة زوجها العمدة سليمان غانم، لوجدنا أنفسنا أمام الإنسانية مجسدة في أروع صورها، فهي تعامل ابنة زوجها معاملة طيبة لا تجدها الابنة من أمها، ولو استدعينا مشاهدها في مسلسل “ذئاب الجبل” مع الفنان عبد الله غيث، لرأينا مثال الزوجة المصرية الأصيلة المحبة لزوجها، رغم جميع مساوئه وعيوبه، ولعلنا نتذكر جملتها الشهيرة في هذا المسلسل التي تقول فيها “يا مرك يا نعمة”.
وكما أدت الفنانة إنعام سالوسة دور الزوجة المصرية، فقد أدت أيضا دور الأم في عدد كبير من الأعمال التليفزيونية والسينمائية، وبأدوارها في هذه الأعمال انضمت رسميا، وعن جدارة واستحقاق إلى قائمة أمهات السينما المصرية، أمثال الكبيرات أمينة رزق وفردوس محمد وعزيزة حلمي وغيرهن، فقد أدت دور هذا العام دور الأم باقتدار في مسلسلي “الاختيار” و”الفتوة”، ولعلنا نتذكرها منذ سنوات حين أدت دور أم الفنان محمد هنيدي في فيلم “همام في أمستردام”، ودور أم الفنان كريم عبد العزيز في فيلم “أبو علي”، ودور أم الفنان هاني رمزي في أفلام “صعيدي رايح جاي”، و”محامي خلع”، و”عايز حقي”، والفيلم الأخير اشتهرت فيه بإفيه “إن شاء الله وألف ألف مبروك”.
ولكن يبقى دور “أم سعيد” الذي أدته في فيلم “عسل أسود” يحتل موقع القمة والصدارة وحده بين جميع أدوارها، حيث أدته بتفرد وتمكن واقتدار، ففي هذا الفيلم شاهدنا الفنانة إنعام سالوسة مثلها مثل أي أم مصرية، رأيناها تشبه أمهاتنا بالفعل، ونجحت بأدائها المتفرد أن تهبنا شعورا حقيقيا بالأمومة والدفء والمحبة والحنان، وهي الصفات التي لا تملكها إلا أمهاتنا، فأم سعيد تلك الأم المصرية الأصيلة الراضية بمعيشتها وحالها، وتتحمل مسئولية أسرتها، وتتحمل ابنها الشاب الذي لا يجد عملا، بل وتنفق عليه دون أن تجرح مشاعره أو تؤذيها، وترحب بأن تسكن معها ابنتها وزوجها وأن يعيشا معها في بيتها، وفوق ذلك كله تربي بقية أولادها الذين تركهم لها زوجها الراحل، وتتجلى قدرات الفنانة إنعام سالوسة الفنية العالية في مشهد العيدية، حينما تعطي أبناءها العيدية في يوم العيد، وهي لا تنسى ابنها الشاب العاطل وصديقه مصري الذي قام بدوره الغنان أحمد حلمي.
إقرأ المزيد “عبد السلام محمد” عمل بالفن سنوات لم يعرفه أحد، وجعلته البلهارسيا نجما
“ثناء الشامي”: بابا حارب في فلسطين في شبابه، وكان أبا غير عادي
حكاية “سمر” ووالدها “عبد المحسن” أصيبت بالشلل فحملها على كتفيه من المدرسة حتى الجامعة