مقالات
الدكتور محمد عبد الوهاب مورو رائد الجراحة الحديثة في مصر
واحد من أشهر وأعظم الجراحين في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين
كتب/خطاب معوض خطاب
الدكتور محمد عبد الوهاب مورو واحد من أشهر وأعظم الجراحين في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهو أحد أعلام مصر وعظمائها في مجال الطب، الذين تم تهميشهم وطواهم النسيان مع الأسف الشديد، وما أحوجنا اليوم إلى تذكرهم والتذكير بهم، فهؤلاء العظماء كانوا أساتذة علموا العالم بدون أدنى مبالغة، ويكفي أن نعلم أن اليابان وأعظم الدول الأوروبية كانوا يرسلون أبناءهم ليدرسوا الطب في بلادنا، والتاريخ شاهد على ذلك.
والدكتور محمد عبد الوهاب مورو يعد بلا أدنى شك رائد الجراحة الحديثة في مصر، فهو أول من أدخل العمليات الحديثة الكبرى والعلاج الجراحي الحديث في مصر، وهو أول من أجرى عمليات جراحية لم تكن معروفة في ذلك الوقت في الشرق الأوسط كله، مثل عمليات المخ والعمود الفقري، والعمليات الجراحية للسل الرئوي، وجراحة الشرايين واستئصال المعدة وسرطان المستقيم وترقيع العظام ونقل الدم.
وأبحاث الدكتور محمد عبد الوهاب مورو في جراحة الشرايين وتداخل الأمعاء لا تزال تنقلها الكتب الجراحية المعاصرة، وأبحاثه في سرطان المثانة لا تزال مرجعا هاما في مناقشة أسبابه، وقد وضع العديد من الكتب والمؤلفات العلمية وأشرف على عدد كبير من رسالات طلاب الجراحة الحاصلين على الدبلومات ودرجة الماجستير والدكتوراه، ومن بينهم من أصبحوا رؤساء لأقسام الجراحة فيما بعد، مثل الدكتور إسماعيل محرز والدكتور علي المفتي والدكتور محمد قناوي وغيرهم.
وقد شارك في الكثير من الأعمال الإنشائية الهامة، مثل مشاركته في إنشاء قسم الجراحة العامة بكلية طب عين شمس، وإنشاء قسم الاختصاص في جراحة الصدر والأعصاب والمسالك البولية، وقسم الأمراض النفسية بكلية طب القصر العيني، كما ساهم أيضا في إنشاء كلية طب طنطا، وإنشاء كلية الصيدلة ومعهد العلوم السياسية بجامعة القاهرة عندما تولى رئاستها.
وقد ولد الدكتور محمد عبد الوهاب مورو في أواخر القرن التاسع عشر، والتحق بمدرسة الطب التي تحول اسمها إلى كلية طب إبراهيم باشا عين شمس حاليا، وبعد تخرجه فيها عمل طبيبا ومعيدا بقسم التشريح والفسيولوجيا، ثم مدرسا للجراحة، ثم أستاذا مساعدا فأستاذا ثم رئيسا لأقسام الجراحة، ثم أصبح عميدا لكلية طب جامعة القاهرة، فمديرا أي رئيسا للجامعة.
وقد استكمل مورو دراساته العليا، فحصل على دبلوم الطب والجراحة من مدرسة الطب، وليسانس الكلية الملكية للأطباء الباطنيين، وزمالة كلية الجراحين الملكية بانجلترا، وليسانس أمراض النساء والولادة من دبلن، وماجستير في الجراحة العامة جامعة فؤاد الأول، كما حصل على الزمالة الفخرية للجمعية الطبية الملكية بلندن، والزمالة الفخرية لرابطة جراحي بريطانيا وإيرلنده.
ونال الدكتور محمد عبد الوهاب مورو ثقة العديد من الجمعيات والهيئات العلمية في الداخل والخارج، وحرصت هذه الجمعيات والهيئات على أن يكون هو من بين أعضائها، ومن أهمها: الجمعية الطبية المصرية، والجمعية الدولية للجراحين ببروكسل، والجمعية الطبية الملكية بلندن، ورابطة جراحي بريطانيا وإيرلنده بلندن.
وقد حصل الدكتور محمد عبد الوهاب مورو على رتبة الباشوية سنة 1946، كما تم تكريمه في الداخل والخارج، فحصل على وشاح النيل، ووسام المعارف من الدرجة الأولى، كما انتخب زميلا فخريا للجمعية الطبية الملكية بلندن، وزميلا فخريا لرابطة جراحي بريطانيا وإيرلنده، وحصل أيضا على جائزة الدولة التقديرية سنة 1963.
وبعد رحلة طويلة مليئة وعامرة بالإنجازات الكبرى في حياته العلمية والعملية، توفي الأستاذ الدكتور محمد عبد الوهاب مورو في مايو 1979، وكان قد انجب ولدين صارا طبيبين من كبار أطباء مصر، وهما ابنه د. هاشم مورو الذي عمل أستاذا لجراحة المسالك البولية بجامعة القاهرة، وابنه الآخر هو د. هشام مورو أستاذ الجراحة العامة بنفس الجامعة.
إقرأ أيضا باسل عطورة “ما يميز طريق سفر هو أن كل من يقرأه يجد نفسه بين صفحاته ويلامس شيئاًفي داخله
“عبد السلام محمد” عمل بالفن سنوات لم يعرفه أحد، وجعلته البلهارسيا نجما