-هل انت بخير؟
-نعم بخير
-اظنك تتظاهر بذلك لكنك العكس؟
-نعم انا كذلك لكنني أتجنب الحديث أرى الصمت أفضل
– لكننا أصدقاء والحديث بيننا كان لا ينتهي! ولا أعلم ماذا حدث و لم نعد نتحدث منذ مدة، واليوم أظنه مميزاً ويجب أن نتحدث سوياً
– يغشانا الصمت حين تتلعثم الكلمات وتتساقط ..حين تلتبس علينا المعاني فيصعب علينا فهم المقصود .. نصمت حين نُخذلُ في يقين .. حين نهزم في أعظم انتصار لنا .. حين تهدر أعز اشيائنا.. حين تعود المناسبات تدق الأبواب وترحل وحيدة فمن أتت لهم قد غادروا الديار ..حين تهون العشرة وتتبدل المودة بالجفاء حين تتحدث في كل شيء لكنك تصمت أمام أهم حديث يأكل قلبك فالحديث بات مستحيلا وإكرام النفس الصمت .. أن ترحل دون وجهة لك والطرق تشابهت والطريق الواحد صار له عدة متاهات فلا إشارات او علامات ورغم تخبطك في المتاهات تلتزم الصمت .. عندما نعجز أمام الأشياء ونتيقن أننا لا نملك من أمرنا شيئا نصمت .
-هل تحدثني عن السماء، البحر ،الشجر، الالوان،الأيام، الوفاء ،والحكمة ؟
– السماء .. زرقاء صافية لكنها ملبدة بالغيوم أظنها تريد ان تمطر، ربما ستمطر !
-اما البحر .. فهو الهادئ الغاضب الساكن المتقلب، هل سمعت عن احدي الأساطير التي تروى أن السماء حين تبكي يظنها البشر تمطر لكنها تبكي ودموعها هي التي ملئت البحار ! ربما تكون الأسطورة صحيحة فلون السماء يشبه لون البحر كثيراً.
-أما الشجر .. مازال ثابت هكذا يبدو لكن أوراقه تتساقط، أظنه الخريف قد أتى! لكنها تعود وتثمر في الربيع، هل تظن أن يأتى الربيع مبكراً ؟ ربما!
-وأما الألوان.. فهي عديدة لكن يحدث أن تختلط، وتتشح جميعها بلونٍ واحداً قد يكون اسود او رماديا او بنيا، فذلك لم يعد يهم عندما تغّيم العين .
-أما عن الأيام .. تمر بنا ونمر بها لا نملكها ولا تملكنا وهي لنا كما المسافر لا المقيم .
-أما الوفاء .. كما قيل فيه أنه نادر، أتدري أنه يشبه من انقطع عن مسكنه لكن المسكن مازال على العهد ويغلق كل الابواب و يرفض أنه يسكنه أحد .
-أما عن الحكمة .. أن تدرك قيمة الحياة والوقت أن تفهم الرسائل التي بين السطور .