كتبت / غادة عبدالله
ففي حياة كل إنسان فرص متعددة وفق اهتماماته أو طموحاته أو حتى أحلامه، فالفرص قد تكون عملية أو علمية أو حياتية أو مجتمعية، وكلها تصب في إطار واحد وهو تحقيق رغبة أو هدف، وأصحاب الذكاء والوعي الفكري يتمكنون من خلال الاستقراء الصحيح والنظرة المتعمقة الثابتة اقتناص الفرص وتنميتها، بل واستثمارها على أحسن الأوجه، فان أعظم تحدٍ يواجه الإنسان في حياته هو كيف يستغل فرصها ليصنع منها واقعاً جميلاً وناجحاً كي يشعر في النهاية بالسعادة.
فهناك فرص قد لا تتكرر في حياتك، فهلا انتبهنا لذلك!!
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ).
إنها دعوة من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، دعوة لاغتنام واقتناص الفرص العظيمة التي يهيئها الله عز وجل لنا في الحياة، فهلا عملنا بها؟؟ فالفرصة هو ذلك الشيء النادر حدوثه أو الذي لا يتكرر كثيرا أو قد لا يتكرر أبدا.
وهناك عبارة مشهورة في عالمنا العربي تقول.. (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطع)
حيث تتحدث هذه العبارة عن الفرصة وبالضبط فرصة الوقت، لكن علينا التحدث بصفة عامة عن استغلال الفرص وعن أهميتها في الحياة، نحن نعرف جيدًا أن الفرصة لها دور كبير في وصول الكثير والكثير من الناس، فالفرص أنواع، كاستغلال فرصة الوقت، واستغلال فرصة الشباب، واستغلال فرصة الصحة، واستغلال فرصة العلم، واستغلال فرص المواقف، و مجموعة من الفرص الأخرى، وعدم استغلال الفرصة يجعلك تقع في حوض الفشل، أما استغلال الفرصة فيجعلك ترتقي إلى قيمة النجاح والإحساس بلذة الوصول.
وعلى امثلة الأخذ بالفرص ففي إحدى المقابلات التلفزيونية مع أحد رجال الأعمال، طُرح عليه سؤال: كيف جمعت ثروتك؟ فقال من الفرص، فسُئل مرة أخرى وكيف صنعت ثروتك من الفرص؟، فكانت إجابته عملية بأن أخرج شيكاً وطلب من المذيعة أن تختار الرقم الذي تريده فرفضت لأنها ليست في حاجته، فرد عليها، هذا هو الفرق بيني وبينك فأنتِ ضيعتِ فرصة وأنا كنت أستغلها ولا أفوتها، ومن هذه القصة يلزم علينا للوصول إلى الفرص الكثير من العمل والاجتهاد والحركة الدؤوبة المستمرة والسعي للغد الأفضل.
صحيح أن الحياة فرص ولكن ليس بالضرورة أن تكون كل الفرص التي أمامنا فرصاً عظيمةً، لذلك علينا أن نغتنم الفرصة التي تتهيأ أمامنا ونجعل من الفرصة العادية فرصة عظيمة.